السودان: إحتجاجات مناهضة للإنقلاب... و"مجازر قبليّة"

02 : 00

جانب من الاحتجاجات التي خرجت في الخرطوم أمس (أ ف ب)

أطلقت الشرطة السودانية قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المحتجّين الذين حاولوا الوصول إلى القصر الرئاسي في وسط الخرطوم، حيث انتشرت قوات الأمن في شوارعها استباقاً لهذه الدعوات منذ صباح أمس.

ووضعت القوات العسكرية كتلاً خرسانية على الجسور التي تربط العاصمة بضواحيها، بهدف إغلاق الطرق الرئيسية المؤدية إلى مقرّ الجيش، المكان المعتاد للتظاهرات.

وخارج العاصمة السودانية، خرج متظاهرون ضدّ الحكم العسكري بولاية ود مدني، التي تبعد 186 كلم جنوب الخرطوم. وقال أحد منظّمي التظاهرة ويُدعى عمار محمد خلال اتصال مع وكالة «فرانس برس»: «قرّرنا أن تتوجّه التظاهرة إلى مستشفى مدني للتبرّع بالدم لأشقائنا جرحى القتال القبلي في (ولاية) النيل الأزرق».

ووضع المتظاهرون في مقدّم شعاراتهم أمس ولاية النيل الأزرق، حيث خلّفت اشتباكات قبلية 60 قتيلاً وأكثر من 160 جريحاً، بينهم 13 حالة حرجة ستُنقل إلى الخرطوم، منذ بداية الأسبوع الماضي، بحسب آخر إحصاء لوزارة الصحة في الولاية.

وأفاد شهود عيان بأن قوات عسكرية انتشرت في منطقة الرصيرص في النيل الأزرق والتي كانت قد شهدت أحداث عنف السبت، ما دفع السلطات الأمنية إلى فرض حظر تجوّل في المنطقة من الساعة 18:00 إلى الساعة 06:00 بالتوقيت المحلي. كما أصدر حاكم الولاية أحمد العمدة قراراً «بحظر التجمّعات والمواكب لمدّة شهر».

وبعدما لفت مسؤول طبّي في مستشفى الرصيرص السبت إلى «نفاد أدوات الإسعافات الأولية»، طالبت لجنة أطباء السودان المركزية المؤيّدة للديموقراطية «وزارة الصحة الاتحادية بالتدخل العاجل وضرورة فتح جسر جوّي مع الولاية لتلبية متطلبات العمل وإجلاء المرضى الذين يحتاجون إلى خدمات علاجية متقدّمة».

ويرى مناهضو الإنقلاب أن مفتاح حلّ المشكلة في أيدي العسكريين وحلفائهم من حركات التمرّد السابقة، الذين يُتّهمون بمفاقمة التوترات العرقية والقبلية لتحقيق مكاسب شخصية.