المهندس فادي رياشي

الاستقلال في زمن الثورة

... "وكل شي تاني بينحكى فيه"

22 تشرين الثاني 2019

02 : 00

كان من المفترض ان يكون خريف شعب... لكنه أصبح ربيع وطن، لكن ثورة 17 تشرين اسقطت كل الأفكار المسبقة وظهّرت شعباً منتفضاً بشراسة لكرامته وكرامة جمهوريته.

بالمختصر المفيد، مقولات عدة انهارت نتيجة ثورة الشعب اللبناني أهمها:

1 - اللبنانيون قطعان من الغنم يجرّهم الزعيم وسلالته الى حيث يشاء.

2 - اللبنانيون متميّزون بالعمل الفردي لكنهم أفشل الفاشلين عندما يأتي وقت العمل الجَماعي.

3- اللبنانيون بلا أفق والشباب منهم واقفون عند باب الوطن على أهبة الخروج الى أي بلد آخر.

أما الآن فيكفي أن ننظر حولنا لنكتشف كيف أن كلّاً منهم يُقيّم زعيمه ويطالب (أو لا يمانع على الاقل) بإحالة "كلن يعني كلن" الى المحاسبة. وهذه العملية الثورية تتم بتناغم كتلة بشرية تراكمية تقدر بمليوني فرد على أقل تقدير، يعملون منذ خمسة أسابيع "كفريق عمل واحد" خلاّق ينسقون في ما بينهم، ويفرحون معاً، ويحزنون معاً، ويشبكون الايادي في سلسلة بشرية على طول الوطن... ويركبون "بوسطة الثورة" معاً، وكل ذلك من خلال teamwork قلّ نظيره، وبأقل كمية من الأخطاء لهذا الكمّ الكبير من الثوار. أما في مقلب أهل السلطة والذين منهم متمسكون بنهب الموارد الوطنية كمهنة وحيدة يتقنونها، بحراسة فيلق الحرس الثوري الإيراني المتمركز على شاطئ المتوسط تحت مسمى "حزب الله" و/أو "المقاومة"، فيمكن اجراء التقييم التالي:

- 8 أيار 2018: صرح علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الايراني علي خامنئي، أن تصويت الشعب اللبناني للوائح "المقاومة" في الانتخابات النيابية هو استكمال لانتصاراتها السابقة.

- 29 تشرين الاول 2019: إستقالة حكومة سعد الحريري بالرغم من رفض "حزب الله" لهذه الاستقالة والرئيس عون يطلب من الحكومة تصريف الاعمال حتى تشكيل حكومة جديدة.

- 16 تشرين الثاني: شقفة بوسطة (بوسطة الثورة) ترعب "المقاومة" وصواريخها الحزبية الـ 150 ألفاً فتستنفر في وجهها "سرايا المقاومة" و"سرايا" النائب أسامة سعد على مدخل صيدا الشمالي، إضافة الى الميليشيات المنتشرة على طول خط سير البوسطة من صيدا الى النبطية حتى مدينة صور، لمنعها من الدخول الى دويلة "حزب الله" من دون "الفيزا الحزبية".

- 19 تشرين الثاني: الشعب يقيل مجلس النواب اللبناني ويطلب من هذا المجلس تصريف الاعمال فقط حتى انتخاب مجلس جديد وفق قانون عصري جديد.

في الختام، إن شعباً وثورة لا تشغلهما المناصب والمكاسب هما بالتأكيد في موقع لا يُقهر، وبالتالي لن يساوما على قضية محاربة الفساد واسترداد أموال الوطن المنهوبة.

وبالتالي الحكومة الحيادية المتخصصة لا مفاوضة عليها... "وكل شي تاني بينحكى فيه".


MISS 3