ترامب يتّهم طهران بحجب الإنترنت لتغطية المآسي

إيران "تُخفي" موقعاً لتخصيب اليورانيوم

09 : 29

إيرانيّون احتجّوا أمام سفارة بلادهم في العاصمة الفنلنديّة هلسنكي أمس (أ ف ب)

تُحاول إيران اعتماد سياسة التعتيم مع العالم سواء في ما يتعلّق بثورة شعبها أو ببرنامجها النووي. وإن نجحت، ولو بشكل محدود، في الأولى عبر قطع الإنترنت بشكل كامل، فهي فشلت في الثانية، إذ كشفت "الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة"، التي تتربّص في كلّ "التحرّكات النوويّة" المشبوهة، أن طهران تُخفي عنها موقعاً لتخصيب اليورانيوم. ودعت الوكالة إيران أمس، إلى "تفسير وجود آثار لليورانيوم في موقع لم تُعلنه لها من قبل"، وكان مفتّشوها رصدوا فيه الأسبوع الماضي آثار يورانيوم طبيعي من مصدر بشري مرّ في مرحلة معالجة أوليّة، لكنّه غير مخصَّب. وقال رئيس الوكالة بالإنابة كورنل فيروتا إنّه سيلتقي مسؤولين إيرانيين الأسبوع المقبل لمناقشة المسألة التي "لا تزال من دون حلّ، ومن الضروري أن تعمل إيران مع الوكالة لحلّها بسرعة"، فيما أفاد مصدر ديبلوماسي لوكالة "فرانس برس" بأنّ الوكالة ستُرسل وفداً فنياً رفيع المستوى إلى إيران الأسبوع المقبل أيضاً.

ولم تكشف الوكالة اسم الموقع، إلّا أنّ مصادر ديبلوماسيّة ذكرت سابقاً أن الوكالة تُسائل طهران عن موقع ذكرت إسرائيل أن نشاطات ذرّية سرّية سابقة جرت فيه. وأفادت مصادر بأنّ الوكالة أخذت عيّنات من الموقع في منطقة توركز أباد في طهران الربيع الماضي، وبأنّ إيران تباطأت في تقديم الأجوبة لتفسير النتائج.

وفي استكمال لسياسة التعتيم، تُواصل إيران قطع خدمة الإنترنت عن مناطق عدّة تشهد احتجاجات مهدّدة لنظامها، فيما أعادتها تدريجياً أمس إلى مناطق يعمّها الهدوء، بحسب ما أعلنت طهران، في محاولة لعزل المتظاهرين عن العالم الخارجي ومنعهم من بثّ صور وفيديوات أساليبها الوحشية في قمعهم، وما خلّفها من أعداد قتلى صادمة، بل التفرّد بنشر مقاربتها الحصريّة للأحداث وفق ما يُفيدها. وفي هذا الإطار، اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحكومة الإيرانيّة بقطع الإنترنت للتستّر على ما يجري من "موت ومأساة"، وسط موجة من الاحتجاجات الشعبيّة التي طاولت نحو مئة مدينة إيرانيّة وأوقعت آلاف القتلى والجرحى.

وكتب ترامب على "تويتر": "لقد أصبحت إيران غير مستقرّة إلى درجة أن النظام أغلق شبكة الإنترنت لديهم بالكامل، حتّى لا يتمكّن الشعب الإيراني العظيم من الحديث عن العنف الهائل الذي يحدث داخل البلاد"، مضيفاً: "إنّهم لا يُريدون أيّ قدر من الشفافية، معتقدين أن العالم لن يكتشف الموت والمأساة التي يُسبّبها النظام الإيراني!".توازياً، قلّل "الحرس الثوري" الإيراني من حجم التحرّكات الشعبيّة التي عمّت البلاد واتّسعت رقعتها لتطاول عواصم أجنبيّة، قائلاً في بيان، إنّ "حوادث وقعت، بعضها كبير وبعضها صغير، نتيجة زيادة أسعار البنزين، في أقلّ من مئة مدينة"، مضيفاً أنّه "تمّ وضع حدّ لها في أقلّ من 24 ساعة، وفي بعض المدن في 72 ساعة، نتيجة يقظة القوّات المسلّحة وقوّات حفظ النظام وتحرّكهما السريع للتصدّي لمثيري الشغب". وتابع أن "توقيف قادة (الاحتجاجات) ساهم إلى حدّ بعيد في تهدئة الاضطرابات". ونقلت وكالة أنباء "مهر" عن الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الأميرال علي شمخاني أن "كل مثير شغب، حيثما وُجد في إيران، سيتمّ التعرف إليه وسينال عقابه".

إلى ذلك، أعلنت وكالة الأنباء الإيرانيّة الرسميّة "إرنا" أمس، الإفراج بكفالة عن عالِم الأنتربولوجيا البريطاني - الإيراني كامل أحمدي، المحتجَز منذ أشهر في طهران، لـ"الاشتباه في صِلاته ببلدان ومعاهد أجنبيّة تابعة لأجهزة (استخبارات) أجنبيّة". وأحمدي مؤلّف كتاب باللغة الإنكليزيّة بعنوان "باسم التقليد: تشويه الأعضاء التناسليّة للأنثى في إيران"، كما عمل في مواضيع مثل الزواج الموَقت، أو الزواج الباكر للفتيات الصغيرات في إيران.كما تعتقل إيران منذ حزيران، عالمة الأنتروبولوجيا الفرنسيّة - الإيرانيّة فاريبا عاداخاه، الخبيرة في الشؤون الشيعيّة ومديرة أبحاث في مركز العلوم للأبحاث الدوليّة في باريس، كما تحتجز زميلها الفرنسي رولان مارشال، المتخصّص في شؤون القرن الأفريقي والباحث في المعهد ذاته، منذ حزيران حين كان مقرّراً أن يلتقيها. وكلاهما معتقلان للاشتباه في "محاولة تقويض أمن الدولة".


MISS 3