بيئة

الثروة الحيوانية والنباتية دفعت ثمن الحرائق في فرنسا

02 : 00

مع أن من السابق لأوانه إجراء تقويم دقيق للحرائق التي تمت السيطرة عليها أخيراً في فرنسا، من المؤكد أن الثروة الحيوانية والنباتية دفعت ثمناً باهظاً من جرّاء نيرانها، إذ طالت أشجاراً معمّرة، وفراشات وسحالي محمية، وطيوراً وخفافيش وسواها.

لكنّ تقرير منتزه أرموريك الإقليمي الطبيعي في بريتاني (شمال غرب فرنسا) شدد على أن القلق يتركز على "الحشرات، والرخويات، والثدييات والطيور الصغيرة، والبرمائيات، والزواحف، إذ يحتمل ألا تكون استطاعت الهروب".

وأوضح مدير مشروع التنوع البيولوجي في المكتب الوطني للغابات بشمال أكيتين بول تورنور أن "أكثر الحيوانات تأثراً هي التي تقل قدرتها على الحركة عن غيرها". وقال تورنور: "إن الغابة كانت تتألف بمعظمها من أشجار الصنوبر البحرية ولكن ذات سمات محددة". وأضاف: "إنه تراث لن نستعيده بين ليلة وضحاها".

أما المتخصصة في البرمائيات والزواحف مود بيرونو من جمعية "سيستود ناتور" فلاحظت أن هذه الغابة وغابة لانديراس التي أتت عليها النيران أيضاً تتميز بزراعة الصنوبر الأحادية. وشرحت أن "النيران تمر بسرعة أكبر فوق هذه الأراضي الرطبة، وربما هذا ما قد يكون أنقذ السحالي".

ويتولى المكتب الوطني للغابات إدارة غابة "La Teste de Buch" الوطنية، وهي إحدى الغابات الطبيعية النادرة في المنطقة المطلة على المحيط. وتحوي الغابة نوعين محميين من الفراشات، وأشار أكارين غوديابي الذي يتولى دراسة هذا النوع من الحشرات في قطاع لانديراسش، إلى أنها كانت "في حالة يرقات". وأضاف: "يمكننا أن نرى جيداً في الصور الجوية أن المنطقة احترقت وربما قضي على الأنواع التي فيها".

أما المدير العام للمكتب الفرنسي للتنوع البيولوجي لوييك أوبليد فقال: "لقد دأبت النظم البيئية دائماً على التكيف باستمرار مع الضغوط، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يحصل فيها مثل هذا التغيير السريع مع تغير المناخ". وحذر من أن "تكرار الحرائق قد يؤثر سلباً في قدرة النظم البيئية على النمو مجدداً".