تجنّب مضاعفات مرض الشريان المحيطي مسبقاً

02 : 00

يصاب شخص واحد من كل عشرة بهذا المرض بعد عمر الخامسة والخمسين. وتؤدي العوامل المسؤولة عن ظهور الصفائح في شرايين القلب (أي الإصابة بمرض الشريان التاجي) إلى تراكم الصفائح في شرايين أسفل الأطراف أيضاً، أبرزها التقدم في السن، والتدخين، وارتفاع مستوى الكولسترول وضغط الدم، ومرض السكري.

يسمّي الأطباء الألم التقليدي المرافق لمرض الشريان المحيطي "العَرَج". غالباً ما يتركّز هذا الألم في ربلة الساق، لكنه قد يستهدف أيضاً الفخذ أو الورك أو المؤخرة ويتلاشى في أوقات الراحة. تقول الدكتورة أناهيتا دوا، مديرة مركز مرض الشريان المحيطي في مستشفى "ماساتشوستس" العام التابع لجامعة "هارفارد": "أحياناً، لا يلاحظ الناس الألم قبل السير لمسافة ميل. لكن يقول البعض إن الألم يبدأ بعد قطع خطوات قليلة".

أعراض ومضاعفات أخرى

قد يكون التدخين أبرز عامل خطر للإصابة بمرض الشريان المحيطي، لكن يُعتبر السكري مقلقاً أيضاً. يميل السكري إلى إضعاف الأوعية الدموية وزيادة أضرارها، حتى أنه قد يؤدي إلى الإصابة بالاعتلال العصبي المحيطي إذا خرج عن السيطرة، ما يعني الشعور بخدرٍ في اليدين والقدمين. نتيجةً لذلك، قد لا يلاحظ المريض الألم المرتبط بمرض الشريان المحيطي.

في بعض الحالات، يلاحظ المصابون بهذا المرض تغيرات أخرى، مثل برودة القدم أو تغيّر لونها، وتقرحات القدم بطيئة الشفاء، وتباطؤ نمو شعر الساق أو ظفر القدم. تشير هذه العوامل كلها إلى سوء الدورة الدموية نحو القدم وقد تنذر بحالة أكثر خطورة اسمها "نقص التروية الحرجة في الأطراف السفلية". إذا لم تُعالَج هذه المشكلة، قد تبرز الحاجة إلى بتر الأطراف. تتطلب هذه الحالة علاجاً فورياً عبر عملية لفتح الشرايين وتجديد تدفق الدم (قسطرة، أو وضع دعامة، أو جراحة تحويل مسار الشريان التاجي).

لكن يستطيع الناس تجنب هذا المصير عبر كشف المشكلة في مرحلة مبكرة. لإجراء الفحص الذي يرصد مرض الشريان المحيطي، يستعمل الأطباء اختبار مؤشر العضد والكاحل الذي يقارن ضغط الدم في الذراع بالضغط في الكاحل. إذا كانت شرايينك مفتوحة، يُفترض أن يكون المعدلان شبه متساويَين. لكن يشير تراجع الضغط في الكاحل إلى مرض الشريان المحيطي. قد تحتاج أيضاً إلى الخضوع لفحص بالموجات فوق الصوتية واختبارات أخرى.

خطوات وقائية

للاحتماء من مرض الشريان المحيطي، يمكن تطبيق التوصيات المستعملة للوقاية من النوبات القلبية، أي الإقلاع عن التدخين، وتبنّي حمية غذائية صحية، وممارسة التمارين الجسدية بانتظام. إذا كنت مصاباً بالعَرَج، سيكون المشي أفضل طريقة لإبطاء تطور المرض وتخفيف تعقيداته. قد تبدو هذه النصيحة غير منطقية لأن الناس يميلون طبيعياً إلى تجنب الألم، لكن يعطي الانزعاج المؤقت منافع ملحوظة على المدى الطويل.

يسمح المشي بتنشيط تدفق الدم في شرايين الساق الأصغر حجماً وينشئ قنوات جديدة لتحريك الدم في المناطق المسدودة، ما يؤدي إلى تخفيف الألم في نهاية المطاف.

يجب أن يمشي المصاب بمرض الشريان المحيطي طوال ثلاثين دقيقة في الحد الأدنى، بمعدل ثلاث مرات أسبوعياً على الأقل. احرص على متابعة المشي إلى أن تشعر بألم في ساقك، ثم خذ استراحة حتى تلاشي الألم، ثم استأنف المشي. مع مرور الوقت، ستتمكن من قطع مسافات إضافية قبل ظهور الألم.

يشرف المعالجون الفيزيائيون أو الممرضون على العلاج بالتمارين الذي يحصل على جهاز المشي أو في أي مكان يسمح للفرد بمتابعة السير، وقد أثبت هذا العلاج منافعه لدى المصابين بمرض الشريان المحيطي. بدأت الأدلة المرتبطة بمنافع برامج المشي المنزلية تزداد مع مرور الوقت. لكن تتطلب هذه البرامج مراجعة دائمة من المعالج الفيزيائي أو خبراء الصحة لتلقي التدريبات والتوصيات والدعم. لكن لا يسهل الاستفادة من هذه الخدمات دوماً.

أخيراً، يقضي خيار واعد آخر باستعمال تطبيق على الهاتف الذكي لمساعدة المصابين بمرض الشريان المحيطي على مراقبة تطور نشاطاتهم وتلقي التدريبات اللازمة. أعلنت "جمعية جراحة الأوعية الدموية" الأميركية أن هذا التطبيق لا يزال قيد الاختبار، لكنه قد يصبح متاحاً في المستقبل القريب.

إذا كنت تشعر بتشنج وألم في أحد ساقيك أثناء المشي، لا تنسب المشكلة تلقائياً إلى الإجهاد المفرط أو الشيخوخة لأنك قد تكون مصاباً بمرض الشريان المحيطي. تشير هذه الحالة إلى انسداد في الشرايين وتظهر حين تتراكم الرواسب الدهنية في شرايين خارج الدماغ والقلب، لا سيما في الساقين، ما يؤدي إلى تراجع تدفق الدم نحو تلك المنطقة.


MISS 3