السفارة الأوكرانية تفضح "المستور" في بيان بعبدا: شحنة "حبوب مسروقة" في لبنان

"الحربية" تجمع عون وميقاتي: كلّ على سلاحه!

01 : 59

خلال اقتحام نشطاء من الحراك المدني مقرّ وزارة الطاقة في بيروت أمس (رمزي الحاج)

قبل أن يجفّ حبر البيان الرئاسي الذي أعلن عن مناقشة رئيس الجمهورية ميشال عون مع السفير الأوكراني في بيروت إيهور أوستاش "مسألة التعاون في مجال تأمين القمح والحبوب"، كشفت السفارة الأوكرانية في بيروت عن تسهيل السلطات اللبنانية أعمال النهب المنظّمة التي يقوم بها النظام السوري لهذه الحبوب، كاشفةً عن رسو سفينة سورية مشمولة بالعقوبات في مرفأ طرابلس تحمل شحنة شعير وطحين مسروقة من أوكرانيا، وهو الموضوع الأساس الذي ناقشه أوستاش مع عون لكنّ بيان بعبدا آثر التستّر عليه، فجاء الردّ سريعاً من السفارة الأوكرانية بفضح المسألة عبر وكالة "رويترز"، موضحةً أنّ السفير الأوكراني نبّه الرئيس اللبناني إلى أنّ ضلوع لبنان بعمليات الاتّجار بسلع أوكرانية مسروقة من شأنه أن يضرّ العلاقات الثنائية بين كييف وبيروت، لا سيما في ظل محاولات روسيا بيع القمح الأوكراني المسروق لمجموعة من الدول ومن بينها لبنان، علماً بأنّ السفينة لاودسيا الراسية في مرفأ طرابلس والمملوكة من جانب المديرية العامة للموانئ السورية تحمل على متنها كميات من القمح والشعير تمت سرقتها من مخازن أوكرانية استولت عليها القوات الروسية في الآونة الأخيرة.

أما على شريط الأحداث اللبنانية الداخلية، فتتجه الأنظار يوم الاثنين المقبل إلى الكلية الحربية التي ستجمع قسرياً بين عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي في احتفال عيد الجيش، بعد تعذر استئناف لقاءاتهما في قصر بعبدا لاستكمال النقاش في ملف التأليف تحت وطأة الكباش الشكلي المفتعل بين دوائر الرئاستين الأولى والثالثة حول مسألة طلب الموعد من عدمه، تارةً بالتذرع بأنّ ميقاتي لم يتصل لطلب موعد جديد للقاء عون، وتارةً بالتحجج بأنّ الأول سبق وطلب الموعد ولا يزال ينتظر جواب الثاني. و"الحقيقة أنّ الاثنين يتبادلان الأدوار ويتقاسمان المسؤولية في عملية إجهاض فرصة تشكيل حكومة جديدة" وفق تعبير مصدر واسع الاطلاع لـ"نداء الوطن"، معرباً من هذا المنطلق عن قناعته بأنّ لقاء الأول من آب لن يخرج عن إطار "ضرورات المشهد البروتوكولي، وسيبقى كلّ منهما على سلاحه متخندقاً في مواجهة الآخر حتى نهاية العهد".

ورغم إشارته إلى أنّ اللقاء بين عون وميقاتي الاثنين "قد يساهم في كسر الجليد الرئاسي، ومن شأنه أن يفسح المجال أمام تبادل أطراف الحديث بينهما والاتفاق ربما على موعد جديد لاستئناف لقاءات بعبدا"، غير أنّ المصدر نفسه شدد على أنّ "الأول من آب سيعكس مؤشرات حاسمة حيال ملف تأليف الحكومة، فإما تشهد الأمور تطورات حكومية متسارعة في الوقت الفاصل عن الدخول في المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية وتحوّل مجلس النواب إلى هيئة ناخبة، أو يتم طيّ صفحة التأليف نهائياً والتسليم باستمرار حكومة تصريف الأعمال ونهج الموافقات الاستثنائية على القرارات والمراسيم الملحّة لزوم تسيير المرفق العام".

وعلى الأرجح فإنّ أجواء زيارة الوسيط الأميركي في ملف الترسيم آموس هوكشتاين بيروت بعد غد الأحد واستئناف محادثاته مع المسؤولين الاثنين المقبل سيطغيان على ما عداهما من ملفات حكومية وغير حكومية، سيّما وأنّ التحضيرات والمشاورات الرئاسية والسياسية تكثفت خلال الساعات الأخيرة لتنسيق "الموقف الرسمي الموحّد" حيال ما سيحمله هوكشتاين معه من جواب إسرائيلي على الطرح اللبناني الأخير، في ظل المعلومات التي نقلتها مصادر مواكبة وكشفت من خلالها لـ"نداء الوطن" أنّ ما تسرّب من معطيات حول طبيعة الجواب الإسرائيلي يفيد بأنّ "إسرائيل ترحب باعتماد لبنان إحداثيات الخط 23 لحدوده البحرية الجنوبية لكنها تطرح مقابل القبول بحصوله على حقل قانا كاملاً اعتماد خط متعرّج نزولاً باتجاه هوف، أي أنّ الإسرائيلي يريد مقابل المساحة التي سينالها لبنان من حصوله على حقل قانا أن يحصل على المساحة ذاتها شمال الخط 23 من خلال اعتماد الخط المتعرج الذي يتيح لإسرائيل قضم جزء من البلوك رقم 8 بما يمنحها المساحة اللازمة لتسهيل مد أنبوب تصدير الغاز إلى أوروبا".

وفي المقابل، كشفت المصادر المواكبة أنّ "الجواب اللبناني على هذا الطرح سيبقى متمسكاً بوجوب العودة إلى المفاوضات غير المباشرة في الناقورة للاتفاق على تفاصيل الخط الحدودي التقنية مع إسرائيل بموجب اتفاق الإطار الذي سبق أن تم التوصل إليه على أن يصار إلى عقد جولات متلاحقة من المفاوضات للوصول إلى الاتفاق النهائي بين الجانبين برعاية الأمم المتحدة"، مشيرةً في هذا السياق إلى أنّ "الاتجاه اللبناني هو نحو التأكيد أمام الوسيط الأميركي على استمرار التعاطي الايجابي في ملف الترسيم مع تسجيل تحفظات يُفترض أن تحسمها المفاوضات غير المباشرة التي يجب أن تكون العودة إليها سريعة بنيّة الوصول إلى حل نهائي، بعيداً عن المناورات التي سبق أن لجأ إليها الجانب الاسرائيلي في المرحلة السابقة حين استغل المفاوضات لتضييع الوقت حتى تمكّن من الانتهاء من عملية الاستكشاف والحفر في حقل كاريش ليصبح حالياً على عتبة الاستخراج".


MISS 3