جورج الهاني

كلمة التحرير

فيتل يودّع الحلبات... العائلة أولاً

1 آب 2022

02 : 01

قد لا تجوز المقارنة بين الشعبية الجارفة التي يتمتع بها "الأسطورة" الألمانية مايكل شوماخر بطل العالم في الفورمولا واحد سبع مرات، وتلك التي يحظى بها على أهمّيتها مواطنه سيباستيان فيتل حامل اللقب العالمي أربع مرّات متتالية مع فريق "ريد بول" بين عامَي 2010 و2013، إلا أنّ من المؤكّد أنّ الأخير يبقى علامة فارقة في عالم السباقات، وهو الذي صعد إلى منصة التتويج 122 مرّة في مشواره الحافل الممتدّ على مدى 15 عاماً أحرز خلالها 53 سباقاً، وانطلق من المركز الأوّل في 57 جائزة كبرى.

فاجأ فيتل (35 عاماً) الجميع منذ أيام بإعلانه وضع حدّ لمسيرته الرياضية في ختام الموسم الحالي بعدما قاد لعدة فرق بارزة بدأها مع "بي أم دبليو ساوبر" في العام 2007، وسيختمها مع "أستون مارتن" على حلبة أبوظبي في شهر تشرين الثاني المقبل، علماً أنه كان لا يزال قادراً على العطاء أعواماً إضافية على الحلبات ويملك فرصاً لا بأس بها بالتتويج على رغم وجود أسماء كبيرة ولامعة حالياً تفرض نفسها في هذه الرياضة المثيرة، ويأتي في مقدّمها من دون شكّ حامل اللقب الهولندي الشاب ماكس فيرشتابن.

ويبدو أنّ سبباً رئيسياً أجبر فيتل على اتخاذ قراره بالإبتعاد المفاجئ عن الأضواء وعدسات الكاميرات هو وعائلته، حيث كشف مؤخراً أنه يريد تمضية وقت أطول مع أطفاله الذين هم بحاجة إليه بعد سنوات من إنشغاله الدائم بالسباقات، علماً أنّ البطل الألماني أقرّ في أيار الماضي بأنّ التغيّر المناخيّ دفعه مراراً للتساؤل عن وظيفته كسائق فورمولا واحد والدور السلبيّ الذي تلعبه السباقات التي يشارك بها في التلوث البيئيّ الحاصل. كما كان للبطل الألماني موقف لافت الشهر الفائت حين طالب بإيقاف الجماهير العنصرية وأصحاب التصرفات المسيئة والمشينة مدى الحياة في بطولة العالم للفورمولا واحد بعد المشاهد المؤسفة التي تابعها عشاق السيارات في جائزة النمسا الكبرى على حلبة "رد بول".


MISS 3