"على المعارضة توحيد صفوفها لانتخاب رئيس يحظى بثقة اللبنانيين"

السنيورة يؤكد من بكركي دعم المسار الوطني للراعي

02 : 00

الراعي مستقبلاً الرئيس السنيورة والوفد المرافق

في وقت تناضل فيه بكركي على جبهات عدّة، بين انتخابات الرئاسة والسيادة وقضية المطران موسى الحاج، والأزمات الإقتصادية والمعيشية، أكد رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة أن خطاب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي هو «خطاب سائر الوطنيين اللبنانيين لجهة حرصه العميق على الدستور وعلى وثيقة الوفاق الوطني واحترامه الكبير للشرعيتين العربية والدولية».

السنيورة وبعد زيارته الصرح البطريركي في بكركي أمس، على رأس وفد ضمّ الوزراء السابقين خالد قباني، أحمد فتفت وحسن منيمنة والنائبين السابقين عمار حوري والدكتور مصطفى علوش والدكتور محمد السماك، قال في بيان: «نأتي إلى هذا الصرح لزيارة غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ولا سيما أن هذا الصرح هو أحد كبار مؤسسي الكيان اللبناني الذي كان ولا يزال ركناً أساسياً من أركان ثوابته الوطنية ومرجعاً روحياً يدعم وحدة اللبنانيين ويعزز رسالة لبنان السامية في العيش المشترك»، مؤكداً «حاجتنا الماسة في لبنان للدور الذي تقوم به بكركي ودار الفتوى وسائر المرجعيات الدينية والسياسية للتشبث باحترام الدستور وبمقدمته، كذلك التشديد على أهمية ما شهدناه في الأسابيع الماضية من اهتمام عربي ودولي فائق بسلام لبنان وسلامته واستقراره، وحرص على خروجه من الأزمات التي تعصف به».

أضاف: «عندما تضطرب الأمور وتستعر الخلافات الداخلية، فإنه لا يفيد العقلاء والوطنيين غير العودة للثوابت. وثوابتنا الوطنية قائمة وواضحة وهي الدستور، واتفاق الطائف، واسترجاع الدولة اللبنانية المخطوفة في دورها، وقرارها الحر، وسلطتها الحصرية على كامل الأراضي اللبنانية، واحترام الشرعية العربية، وقرارات الشرعية الدولية».

واعتبر «أن البدع والممارسات والمسارات الحالية المخالفة للدستور، واستمرار الاستعصاء على الإصلاح تسببت بمجموعها بالانهيار الحاصل على أكثر من صعيد، وأسهمت في تخريب نظامنا الديمقراطي البرلماني وكسرت الإدارات الحكومية والمؤسسات الدستورية والعامة، وحطّمت الاقتصاد الوطني والمالية العامة وأطاحت بالعيش الكريم لدى اللبنانيين، كما أطاحت بسائر المرافق العامة وفي طليعتها مرفق الكهرباء. وقبل ذلك وبعده أتاحت للسلاح المتفلت وغير الشرعي التسلط والهيمنة على لبنان، ومكّنت العقلية الميليشياوية من التحكم بالقرار الوطني».

وفي ملف انتخابات رئاسة الجمهورية، شدّد السنيورة على أنه «يجب أن تجري في مواعيدها الدستورية لانتخاب الرئيس الجديد الذي يجب أن يتمتع ويحظى بثقة ودعم اللبنانيين وليس بثقة ودعم فريق منهم. إذ إنه بات على اللبنانيين أن يستخلصوا الدروس والعبر من ممارسات السنوات المنقضية من هذا العهد، وأن يساهم مع الحكومة الجديدة في إعادة الاعتبار لنظامنا الديمقراطي البرلماني، ولمبدأ فصل السلطات ولتوازنها وتعاونها، ولاستعادة الدولة وهيبتها، ولاحترام استقلالية القضاء واحترام قواعد الشفافية والكفاءة والجدارة، بعيداً عن المحاصصة والزبائنية والاستتباع والتأكيد على المحاسبة المؤسساتية على أساس الأداء».

وعن دعوة المعارضة لتوحيد صفوفها قبل الانتخابات الرئاسية، قال: «هذا هو الطريق الذي يوصلنا إلى الخروج من هذه المآزق والانسدادات».

وأردف: «من جهة أخرى، على الجميع أن يستخلصوا النتائج والدروس مما شهدناه وعانينا منه على مدى الست سنوات الماضية بأن رئيس الجمهورية العتيد هو الرجل الذي يجب أن يحظى بثقة اللبنانيين وليس بثقة فريق منهم».

وفي الشقّين الاقتصادي والمعيشي، رأى أن «لبنان وبسبب ممارسات البعض، ولا سيما من قبل معظم الأحزاب الطائفية والمذهبية والميليشياوية، أضاع فرصاً عديدة أتيحت له خلال العقدين الماضيين لخوض غمار الإصلاح السياسي والاقتصادي والإداري والمالي والمعيشي، ولم يعد من الجائز الاستمرار في هدر وتضييع الفرص المتاحة الآن، وبالتالي تدمير المستقبل الوطني»، لافتاً إلى أن «هناك ضرورة وجودية للمضي بسرعة في خطة الإنقاذ والتعافي وخوض غمار الإصلاح الحقيقي وبجوانبه كافة. إذ إن اللبنانيين باتوا مهددين في أمنهم الوطني وأمنهم المعيشي والبشري والإنساني. ولا عذر لأحد في التأخر أو التردد لأي سبب وبأي حجة».

وعن خواتيم سعيدة في موضوع ترسيم الحدود البحرية، قال السنيورة: «أتمنى ذلك، لكن هناك من يسعى إلى عملية تخريب لهذه الجهود السياسية، وبالتالي إلى حرف الانتباه ومحاولة توريط لبنان وإقحامه بما لا يستطيع لبنان أن يتحمّله»، مطالباً بموقف وطني موحد من أجل الإصرار على ما أقرّته الحكومات اللبنانية على مدى سنوات بالنسبة لحدود لبنان في منطقته الاقتصادية الخالصة.


MISS 3