طهران تتوعّد بـ"ردّ حازم" على العقوبات الأميركيّة

02 : 00

خلال تولية رئيسي رئيساً لإيران قبل عام (أ ف ب)

إنتقدت طهران أمس الحزمة الأخيرة من العقوبات الأميركية التي تستهدف تصدير النفط الإيراني، متوعّدةً بـ»ردّ حازم» عليها، بينما يُهيمن الجمود على المباحثات غير المباشرة بين الطرفَيْن لإحياء الإتفاق في شأن البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية.

وفيما تضع طهران استمرار إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في فرض عقوبات عليها في إطار استكمال سياسة «الضغوط القصوى» التي اعتمدها سلفه دونالد ترامب ضدّها، قال المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني: «لقد اعتبر مسؤولو إدارة بایدن مراراً سیاسة الضغوط القصوى لترامب سیاسة فاشلة وغیر فعّالة، لكنّهم من الناحیة العملیة استمرّوا ووسّعوا هذه السیاسة الفاشلة أيضاً، لدرجة أنه حتّى في عملية الجهود الجارية من أجل استئناف المفاوضات للعودة إلى الإتفاق، لا یكفّون عن هذا الإجراء غیر المثمر والمدمّر»، وفق بيان منشور على الموقع الإلكتروني للوزارة.

وبعدما أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الإثنين فرض عقوبات على «6 كيانات تقوم بتسهيل المعاملات غير المشروعة المتعلّقة بالنفط الإيراني»، شدّد كنعاني في بيانه على أن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستُبدي أوّلاً ردّ فعل حاسماً وحازماً وفوریّاً تجاه إصرار البیت الأبیض على مواصلة العقوبات، وثانیاً ستستخدم كافة الإجراءات اللازمة لتحیید الآثار السلبیة المحتملة لهذه العقوبات على تجارة واقتصاد البلاد».

داخليّاً، تشهد إيران حملة أمنية تتخلّلها إعدامات بأعداد غير مسبوقة منذ سنوات واعتقالات واسعة لمعارضين للنظام، استهدف بعضها عدداً من أبرز المخرجين السينمائيين ومحاكمات لمواطنين أجانب ندّدت بها عائلاتهم على اعتبارها صورية.

ويبدو أن أيّاً من شرائح المجتمع لم يسلم من قبضة السلطات، بحسب ناشطين، إذ طالت الحملة ناشطين في نقابات العمّال وآخرين يُعارضون إرغام النساء على وضع الحجاب، فضلاً عن أتباع الأقليات الدينية. ويأتي ذلك تزامناً مع مرور عام على تولّي الرئيس إبراهيم رئيسي، رئيس السلطة القضائية السابق الذي يُعدّ محافظاً متشدّداً، الحكم خلفاً لحسن روحاني.

وكان الازدياد الكبير في عدد الإعدامات لافتاً، إذ أعدمت إيران في النصف الأوّل من العام 2022 ضعف عدد الأشخاص الذين أعدمتهم في العام السابق، بحسب منظمة «حقوق الإنسان في إيران» غير الحكومية التي تتّخذ في النروج مقرّاً. وسجّلت المنظمة 318 عملية إعدام شنقاً نُفّذت هذا العام، فيما حذّرت منظمة العفو الدولية من أن إيران تشهد «فورة إعدامات» إذ باتت عمليات الشنق حاليّاً تمضي بـ»وتيرة مروّعة».

وشهد الشهران الماضيان أيضاً عمليات توقيف استهدفت البهائيين، في إطار ما وصفها «مجتمع البهائيين الدوليين» بـ»أزمة متصاعدة في حملة الحكومة الإيرانية الممنهجة» ضدّ أكبر أقلية غير مسلمة في البلاد. وما زال أكثر من 20 مواطناً أجنبيّاً أو من مزدوجي الجنسية قيد الإقامة الجبرية أو عالقين في إيران، بحسب «مركز حقوق الإنسان في إيران» ومقرّه نيويورك، في إطار سياسة تصفها عائلاتهم بأنها قائمة على احتجاز الرهائن بهدف انتزاع تنازلات من الغرب.