صفعة موجعة لبكين في انتخابات هونغ كونغ

10 : 41

ثوّار هونغ كونغ يحتفلون بالنصر أمس (أ ف ب)

بعدما حقّق المعسكر المؤيّد للديموقراطيّة فوزاً ساحقاً في انتخابات المجالس المحلّية في هونغ كونغ، تعهّدت حاكمة المدينة كاري لام أمس بـ"الإصغاء بتواضع" للناخبين، في وقت أكّدت بكين أنّها تدعم لام "بحزم" وتدعم كذلك الشرطة والقضاء في هونغ كونغ في "معاقبة التصرّفات العنيفة وغير المشروعة".

وفي هزيمة مدوّية أذهلت المدينة التي تتمتّع بحكم شبه ذاتي، حقّق المرشّحون الذين يسعون إلى تخفيف قبضة الصين القاريّة على الغالبيّة العظمى من المقاعد البالغ عددها 452 في مجالس المدينة الـ 18، والتي سيطرت عليها تاريخيّاً المؤسّسات الموالية لبكين، فوزاً كاسحاً. وتُعدّ النتيجة ضربة سياسيّة مهينة لبكين ولام، التي رفضت دعوات الإصلاح السياسي واعتبرت مراراً أنّ غالبيّة صامتة من السكّان تدعم إدارتها وتُعارض حركة الاحتجاج. وأظهرت نتائج نشرتها وسائل إعلام محلّية فوز المرشّحين المؤيّدين للديموقراطيّة بـ388 مقعداً مقابل 59 مقعداً للمرشّحين المؤيّدين لبكين، وخمسة مقاعد لمستقلّين. وكشفت هيئة مراقبة الانتخابات في هونغ كونغ أن نحو 71 في المئة من الـ4.13 ملايين ناخب الذين سجّلوا للتصويت قد اقترعوا، وهو رقم أعلى بكثير من نسبة 47 في المئة التي صوّتت في الجولة السابقة العام 2015.وتعرّض أكبر حزب مؤيّد للصين في المدينة لهزيمة كبيرة، إذ خسر 155 من مرشّحيه الـ182، وفق ما ذكرت تقارير إعلاميّة، ومن بينهم النائب المعادي لحركة الاحتجاج جونيوس هو، الذي تعرّض للطعن خلال حملته الانتخابيّة الشهر الحالي. وكتب هو عبر "فيسبوك" بعد خسارته: "العالم انقلب رأساً على عقب".

من جهتها، قالت لام في بيان أصدرته الحكومة: "بالتأكيد ستستمع الحكومة بكلّ تواضع لآراء المواطنين وتُفكّر فيها بجدّية". ولم تُقدّم لام تفاصيل عن خطوتها التالية، لكن سرعان ما دعاها المعارضون للاستجابة إلى لائحة المطالب المكوّنة من خمس نقاط، والتي تشمل إجراء انتخابات مباشرة للهيئة التشريعيّة والقيادة في المدينة، والتحقيق في ما يعتبرونه وحشيّة الشرطة في التعامل مع المحتجّين.

وفي هذا السياق، قال وو تشي واي، رئيس الحزب الديموقراطي، وهو أكبر حزب مناهض للمؤسّسات في هونغ كونغ: "استخدم الناخبون أكثر الطرق السلميّة لإبلاغ الحكومة بأنّنا لن نقبل أن تُصبح هونغ كونغ دولة بوليسيّة ونظاماً سلطويّاً"، مضيفاً: "يجب على الحكومة مباشرة أن تُواجه الرأي العام"، فيما أرجع حزب العمال، وهو مكوّن رئيسي آخر في حركة الاحتجاج، نتيجة الانتخابات، إلى "عرق ودماء ودموع" المتظاهرين، بينما شدّد وزير الخارجيّة الصيني وانغ يي على أن هونغ كونغ هي جزء من الصين "مهما حدث". وقال للصحافيين بعد لقائه رئيس وزراء اليابان شينزو آبي في طوكيو: "هونغ كونغ جزء من الصين ومنطقة إداريّة خاصة بالصين"، مؤكّداً أن "أي محاولة لاحداث فوضى في هونغ كونغ أو حتّى إلحاق الضرر بازدهارها واستقرارها لن تنجح". وعادةً ما تحظى انتخابات المجالس المحلّية، التي تُعنى بأمور خدماتيّة مثل النقل العام وجمع القمامة، بقليل من الاهتمام، لكن انتخابات الأحد اكتسبت طابعاً سياسيّاً جديداً بسبب الاحتجاجات الشعبيّة. وفي هذا الصدد، رأى المحلّل السياسي ويلي لام أنّ النتيجة "لا شيء أقلّ من ثورة". واعتبرها أيضاً "رفضاً واضحاً لإدارة هونغ كونغ وسياسة بكين تجاه هونغ كونغ". وأوضح أنّ النتيجة يُمكن أن تُسرّع في إقالة بكين للام، لكنّها قد تُمدّد كذلك أزمة المستعمرة البريطانيّة السابقة التي عادت إلى الصين في العام 1997. كما لفت إلى أنّ "المتظاهرين سيرون هذا الانتصار المذهل بمثابة تفويض قدّمه الشعب لهم، لذلك سيُقاتلون بقوّة. لكن في الوقت نفسه، لن تكون هناك أي تنازلات من بكين وبالتالي سيتصاعد الإحباط".


MISS 3