بكين تستدعي السفير الأميركي

رغم الهزيمة المدوّية... حاكمة هونغ كونغ لا تُقدّم تنازلات

09 : 31

نائب معارض: لام لا تزال تختار البقاء نائمةً وكأنّها في غيبوبة

أقرّت رئيسة السلطة التنفيذيّة في هونغ كونغ كاري لام أمس بأنّ الهزيمة الساحقة للمرشّحين المؤيّدين لبكين في انتخابات الأحد تعكس استياء المواطنين، لكنّها في الوقت عينه لم تُقدّم أي تنازل لمحاولة الخروج من الأزمة السياسيّة التي تمرّ بها المدينة منذ أكثر من خمسة أشهر، في حين التزمت وسائل الإعلام في بكين الصمت في شأن الانتصار الساحق للمعارضة المؤيّدة للديموقراطيّة، وفضّلت التشكيك بالظروف التي حصلت فيها الانتخابات.

واعتبرت لام خلال مؤتمرها الصحافي الأسبوعي أنّ الانتخابات كشفت "ثغرات الحكومة، بما في ذلك الاستياء من الوقت الذي استغرقه التعامل مع عدم الاستقرار الحالي وإنهاء العنف". ولم يمنع تطرّف المتظاهرين والعنف المتزايد في تحرّكاتهم، الناخبين من معاقبة لام، التي كانت قد أكّدت مراراً أن الغالبيّة الصامتة لسكّان هونغ كونع تدعم خطوتها، بينما كانت النتيجة حصول المرشّحين المؤيّدين للديموقراطيّة على 388 مقعداً من أصل 452 في مجالس المدينة خلال الانتخابات المحلّية، ما شكّل صفعةً مدوّية للام والسلطات الشيوعيّة في بكين. ولدى سؤالها عمّا إذا طلب القادة الصينيّون منها تحمّل مسؤوليّة هذا الفشل، أكّدت لام أنّها لم تتلقَ أي رسالة في هذا الاتجاه من جانب بكين.

وبعد الإعلان عن نتائج الانتخابات، دعا المتظاهرون المؤيّدون للديموقراطيّة، لام، إلى الاستجابة لمطالبهم الخمسة التي تشمل إجراء انتخابات عامة والتحقيق في ما يعتبرونه عنفاً من جانب الشرطة في تعاملها معهم. لكنّ لام فضّلت تجنّب الحديث عن المطالب والتنديد بعنف المحتجّين وتكرار عرضها الحوار بين جميع الأطراف، الأمر الذي يرفضه المحتجّون ويعتبرون أنّه جاء متأخّراً وغير كاف.من جهته، رأى النائب لام شوك تينغ، وهو مسؤول كبير في الحزب الديموقراطي، أكبر حزب معارض، أن تصريحات الرئيسة التنفيذيّة تدلّ على أنّه ليس هناك تفكير ولا استجابة ولا حلّ" للأزمة الحاليّة. وقال إن "المعسكر الموالي للسلطة استيقظ أخيراً من خلال الانتخابات، لكن لام لا تزال تختار البقاء نائمةً، نوماً عميقاً وكأنّها في غيبوبة".

توازياً، أشارت صحيفة "الشعب" الموالية للحزب الشيوعي الحاكم إلى وجود مشكلات تسبّبت "باضطرابات خطرة في العمليّة الانتخابيّة"، فيما اعتبرت صحيفة "تشاينا دايلي" في افتتاحيّة لها أن الاقتراع "تمّ تزويره عبر مناورات تخويف".

وحول جامعة "البوليتكنيك"، التي يتحصّن فيها محتجّون منذ عشرة أيّام، أكد نائب رئيس الجامعة واي بينغ كونغ أمس أن عمليّات تفتيش أجريت في مباني الجامعة كلّها ولم يجدوا إلّا شخصاً واحداً متحصّناً فيها، في ما يبدو أنّه إشارة إلى احتمال انتهاء الحصار. ولم يستبعد احتمال وجود متظاهرين آخرين مختبئين داخل الجامعة الكبيرة. وقال للصحافيين: "فتّشنا بشكل منهجي كلّ الحرم الجامعي ولم نجد إلّا متظاهرة واحدة في مبنى رابطة الطلاب"، مشيراً إلى أنّها امرأة تبلغ أكثر من 18 عاماً وليست طالبة في الجامعة. ولفت إلى أنّه حاول إقناعها بمغادرة المكان.

إلى ذلك، استدعت الخارجيّة الصينيّة السفير الأميركي في بكين تيري برانستاد للاحتجاج على تصويتٍ في الكونغرس الأميركي داعم للمعسكر المؤيّد للديموقراطيّة في هونغ كونغ. وأوضحت الوزارة على موقعها الالكتروني أمس أن نائب وزير الخارجيّة الصيني تشينغ زيغوانغ استدعى الإثنين سفير الولايات المتّحدة تيري برانستاد لابلاغه "احتجاجاً قويّاً"، بينما كشف ناطق باسم السفارة الأميركيّة أن السفير الأميركي ذكّر محادثه بأنّ واشنطن تُتابع الوضع في هونغ كونغ "بقلق كبير"، مضيفاً أن برانستاد "أكّد أنّنا نُدين كلّ أشكال العنف والترهيب، وأن الولايات المتّحدة تعتقد أن كلّ مجتمع يتمتّع بحق تنظيم انتخابات حرّة وعادلة تتمثل فيها مختلف الآراء". وتبنّى الكونغرس الأميركي مشروع قرار يدعم الحراك المطالب بالديموقراطيّة في هونغ كونغ ويُهدّد بتعليق الوضع الاقتصادي الخاص الذي تتمتّع به المنطقة. كما تبنّى إجراءً يمنع بيع شرطة هونغ كونغ غازاً مسيّلاً للدموع ورصاصاً مطاطيّاً ومعدّات أخرى تهدف إلى قمع المتظاهرين، في وقت اعتبرت بكين أن مشروع القرار الأميركي هذا "يتدخّل بوقاحة في الشؤون الداخليّة للصين" و"يدعم السلوك الإجرامي والعنيف للقوى المعادية للصين التي تُسبّب المشكلات في هونغ كونغ".


MISS 3