أنقرة اتّهمتهم بتفجير سيّارة في تل حلف

موسكو تحضّ الأكراد على الالتزام بالمذكرة الروسيّة - التركيّة

09 : 28

أضرار خلّفها تفجير سيّارة مفخّخة في منطقة تل حلف شمال شرقي سوريا

حضّ وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف، قيادات الأكراد السوريين، على تنفيذ التزاماتهم المتعلّقة بالمذكّرة الروسيّة - التركيّة في شأن شمال شرقي سوريا، محذّراً إيّاهم من الانخراط في "ممارسات مريبة". ويأتي موقف لافروف في وقت اتّهمت تركيا الأكراد بالوقوف وراء تفجير سيّارة في منطقة سوريّة خاضعة لسيطرتها، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.

وفي هذا الصدد، أعلنت وزارة الدفاع التركيّة في بيان، أن 17 شخصاً قُتِلوا وجُرح أكثر من 20 آخرين أمس في انفجار سيّارة مفخّخة في قرية تل حلف غرب مدينة رأس العين، الواقعة في شمال شرقي سوريا والخاضعة لسيطرة أنقرة. واتّهمت القوّات الكرديّة بالمسؤوليّة عن ذلك، قائلةً إن "المجموعة الإرهابيّة وحدات الشعب الكرديّة تُواصل هجماتها التي تستهدف المدنيين"، واصفةً إيّاهم بـ"قتلة الأطفال".

من جهته، أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" بمقتل 11 شخصاً "بينهم ثلاثة مدنيين" وإصابة 28 آخرين في هذا الهجوم. وفي انفجار آخر، أفادت وكالة "سانا" السوريّة بأنّ تفجيراً إرهابيّاً دوّى في محيط دوار الخليج في حي الزهور في القامشلي، في وقت متأخّر من ليل أمس.وتُسيطر فصائل سوريّة مسلّحة يدعمها الأتراك على رأس العين وضواحيها، إثر الهجوم الأخير الذي شنّته أنقرة في شمال شرقي سوريا وأسفر عن سيطرتها على قطاع حدودي بطول 120 كيلومتراً وعمق نحو 30 كيلومتراً بين تل أبيض ورأس العين. وترغب أنقرة في إنشاء "منطقة آمنة" في شمال سوريا بهدف نقل جزء من 3.6 ملايين لاجئ سوري في أراضيها.

وفي هذا الإطار، صرّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للصحافيين أمس خلال رحلة العودة من زيارة إلى الدوحة، بأنّ قطر يُمكن أن تدعم خطط بلاده لتوطين حوالى مليون لاجئ في شمال شرقي سوريا. توازياً، قال لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيسلندي غودلاغور تور توردارسون في موسكو أمس: "لا معلومات لدينا بأن تركيا تعتزم انتهاك مذكّرة سوتشي في شأن شمال شرقي سوريا، بخلاف ما يزعمه الأكراد"، مضيفاً: "أنصح قوّات سوريا الديموقراطيّة (قسد) والقيادة السياسيّة الكرديّة عموماً بالوفاء بوعودهم، لأنّنا فور إبرام مذكّرة 22 تشرين الأوّل، حصلنا على موافقة على تنفيذها من الرئيس السوري بشار الأسد وكذلك من القيادة الكرديّة، التي أكّدت بقوّة أنّها ستتعاون".

وشدّد لافروف على أنّه لا يُمكن ضمان حقوق الأكراد إلّا في إطار سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وحضّ "قسد" على الدخول في حوار شامل متكامل مع الحكومة السوريّة، معتبراً أن اهتمام الأكراد بهذا الحوار وبالمذكّرة الروسيّة - التركيّة انخفض بعد تراجع واشنطن عن قرار سحب قوّاتها من الشمال السوري، وقال: "عندما أعلن الأميركيّون رحيلهم عن سوريا، عبّر الأكراد على الفور عن استعدادهم لمثل هذا الحوار، ثمّ انتقلوا مرّة أخرى إلى مواقف كانت غير بنّاءة إلى حدّ ما، لذا فإنّني أنصح زملاءنا الأكراد بأن يكونوا ثابتين في مواقفهم ولا يُحاولوا بشكل انتهازي الانخراط في ممارسات مريبة".

وفي ما يتعلّق بتقرير "منظّمة حظر الأسلحة الكيماويّة" عن الهجوم الكيماوي في مدينة دوما السوريّة، قال لافروف إنّه يُشكّك في حياديّة قيادة المنظّمة لدى إعداد هذا التقرير، ووصف الخبراء الذين وضعوه بأنّهم "قذرون". وأشار لافروف إلى توفر معلومات لدى موسكو حول تحضير الإرهابيين في إدلب لتنفيذ عمليّات استفزازيّة باستخدام الأسلحة الكيماويّة بمساعدة "الخوذ البيضاء".

إلى ذلك، أعلنت السلطات الدنماركيّة أمس، إسقاط جنسيّة اثنين من مواطنيها، هما شاب بعمر الـ25 وامرأة، بسبب التحاقهما للقتال في صفوف تنظيم "داعش" في سوريا. وهذا أوّل تطبيق لقانون تمّ تبنّيه نهاية تشرين الأوّل يُتيح إسقاط الجنسيّة بقرار إداري بسيط، عن جهاديين يحملون جنسيّة مزدوجة، توجّهوا للقتال في الخارج. وتدرس الدنمارك حالياً حالتَيْ اثنين آخرين.


MISS 3