فصل جديد من سجال "العيار الثقيل" بين السراي وميرنا الشالوحي

"التيار": أمرك عجيب يا نجيب... مفترٍ ووقح وفاسد وميقاتي: حامل العقوبات يحاضر بالعفّة

02 : 00

الضرب بالميت حرام

خرقت الهدوء السياسي الذي طبع الساعات الأخيرة، جولة جديدة من السجال السياسي بين «التيار الوطني الحر» ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بعدما فرضت محطة 4 آب هدنة قسرية بينهما، وقد استخدم الطرفان في حربهما الكلامية كافة الأسلحة والأعيرة النارية لقصف جبهاتهما من دون أن يوفرا تبادل التراشق بتهم الفساد والإفساد والإرتكابات والسمسرات...





«التيار»


فقد صدر عن لجنة الإعلام والتواصل في «التيّار الوطنيّ الحرّ» البيان الآتي:

«إحتراماً للضحايا وللشهداء إمتنعنا عن الردّ على بيان رئيس الحكومة المكلّف في يوم ذكرى إنفجار المرفأ لكننا لا نسمح للباطل بأن يتطاول على الحق ولا للفاسد بأن يمسّ المناضل.

كما أننا نتجاوز التعليق على قراره المعروف برفض تشكيل الحكومة حيث أبلغ هو الكثيرين بأن الوقت ضيّق والحكومة لن تنجز وبالتالي لا داعي لحكومة جديدة. كذلك نتجاوز أكاذيبه عن الكهرباء، وهو صاحب المشروع الوحيد فيها: شركة نور الفيحاء.

أما وقد قررت يا دولة الرئيس الإفتراء على «التيّار الوطنيّ الحرّ» واتهامه بالفساد فإنك قرعت الباب لتسمع الجواب.

نسألك أولاً من أنت وما هو تاريخك المليء بالفساد ومن تمثل شعبياً وما هي إنجازاتك الوطنية لتتطاول على تيار تاريخه النضال؟

كيف لك أنت الذي أمضيت سنينك بالصفقات والسمسرات والعمولات أن تتناول من قضى عمره في الساحات دفاعاً عن الوطن واستقلاله والدولة ومؤسساتها بمواجهة المحتلين والطامعين والفاسدين.

أنت بنيت مسيرتك السياسية على استرضاء الخارج فيما بنى التيّار مسيرته على التصدي لمؤامرات الخارج.

أنت جعلت من بطاقة الإئتمان المصرفي هوية لك، فيما هوية التيّار الوحيدة هي لبنان.

أمرك عجيب يا نجيب، فأنت تتهم «التيّار الوطنيّ الحرّ» بالفساد فيما جعلت من الفساد نهجاً لحياتك منذ أن بدأت في لبنان خلال الحرب بالمتاجرة بالخطوط والإتصالات الدولية المشبوهة، وانتقلت بعدها الى سوريا تستجدي نظامها لتجمع من قطاع الإتصالات فيها ثروة قبل أن تنقلب عليها، مالاً وسياسةً، فبات موقفها منك معروفاً.

ومن ينسى كيف دخلت في مغارة الخلوي واستوفيت من اللبنانيين أموالاً واشتراكات وحققت أرباحاً غير مشروعة من خارج العقد، وحصّلت من الدولة تعويضات بحوالى الـ220 مليون دولار وسعيت للتهرّب من الضريبة على القيمة المضافة بحوالى 49 مليون دولار.

لم تكتفِ بهذا بل استغلّيتَ نفوذك لتحصل من الدولة على عقد ليبان بوست المعروفة أخباره وأرباحه، ولم تترك فرصة للإستفادة من المشاريع العامة وأنت في الوزارة أو في سدة رئاسة الحكومة، ومن موقع السلطة دخلت في القطاع المصرفي وأصبحت شريكاً في أحد أكبر المصارف مستفيداً من هندسات مالية وفّرت لك أموالاً من دون فائدة لتكبير حصّتك في المصرف، وأنت تعلم أن اسمك وارد في التحقيق المالي، لهذا نراك تستشرس في الدفاع عن رياض سلامة وأنت في الحقيقة تدافع عن نفسك، تهدد بالإستقالة إذا مُسَّ به، وتهدّد القضاة لمنعهم من الإدعاء عليه، ولا تنتهي بك الجولة بملاحقات قضائية خارج لبنان من موناكو الى أخبارك الذائعة في أفريقيا والأردن.

أنت الذي راكمت الثروات، يكتشف اللبنانيون أنك حصلت على قروض مدعومة من مصرف لبنان بقيمة تزيد عن 33 مليون دولار لشراء الشقق الفخمة، وللمتاجرة والإستفادة من الفوائد المحدودة لتحرم المودعين الصغار والمحتاجين من الإستفادة منها.

وبكل وقاحة تطل علينا من طائراتك ويخوتك الخاصة لتتهم «التيّار الوطنيّ الحرّ» بالفساد.

نحن لا سريّة مصرفية نختبئ وراءها، فحساباتنا مكشوفة ومكاتبنا معروفة وحملاتنا الإنتخابية كلفتها معدومة. لا أموال ولا ثروات لنا... ثروتنا هي نضالنا. فيما اسمك وارد في عشرات الصفقات والشركات المتصلة بشؤون الدولة فهل يمكنك أن تسمّي شركة واحدة لـ»التيّار الوطنيّ الحرّ» ورئيسه لها علاقة بالشأن العام؟ سمِّ محطة وقود أو بئر مياه أو شركة تعبئة خطوط أو رقماً خلوياً مميّزاً حصل عليه أو استفاد منه حين كان يتولّى منصباً وزارياً.

نحن أنقى من أن تطالنا. أما أنت فتذكّر ما قاله لك المرحوم الرئيس عمر كرامي تحت قبة البرلمان أثناء استجوابك بملف الخلوي: «في جنّة وفي نار يا نجيب، لا تنسى».

لقد طفح الكيل ولن نسمح لأمثالك أن يتطاول على تيّار سياسي وشعبي معمَّدٍ بدم الشهداء ومحصّن بشرعية الناس. أما أنت فمن أنت في السياسة ولم تتجرأ على الترشح ولم تتمكن من إيصال أي نائب، ومن أعارك ثوب شرعيّته بتسميتك ينزعه عنك ساعة يشاء.

كيف تسمح لنفسك أن تتطاول على أكبر كتلة نيابية وتحقد عليها، فقط لأنها رفضت أن تسمّيك لرئاسة الحكومة بعدما إختَبَرَت عجزك وعدم إقدامك لا بل جبنك لإتخاذ أي قرار لا يرضي معلّميك في الداخل، ولهثك وراء الخارج خوفاً على مصالحك.

نكتفي بهذا الآن وأي تطاول إضافي منك سيكون ردّنا عليه بمزيد من التفاصيل التي سوف تنكشف تباعاً عنك وعن فسادك».

رد ميقاتي

وردّ المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي على بيان «التيار» الطويل ببيان مقتضب اكتفى فيه بالقول: «الناس في واد و»تيار قلب الحقائق» في واد، ولذلك سيكون ردّنا مقتضباً ولمرة أخيرة منعاً للتمادي في الابتزاز السياسي وفي سجالات عقيمة ليس أوانها في ظل الأوضاع التي يمر بها البلد عموماً وقطاع الكهرباء خصوصاً.

إن بيان «التيار» يعكس نظر صاحبه في مرآة منزله. ولأننا نتبع القاعدة المعروفة التي تقول إن الضرب بالميت حرام، لن نضرب في «ميت التيار» مكتفين بهذا القدر، ومستلهمين بتصرّف قول الاديب سعيد تقي الدين «ما أفصح «حامل العقوبات الدولية» على فساد موصوف، عندما يحاضر بالعفّة والنزاهة والاستقامة».

وردّ التيار- تابع

وعند المساء ردّ «التيار الوطني الحر» على البيان الاخير للمكتب الاعلامي للرئيس ميقاتي بالتالي:

كنّا متأكدين أنك لن تستطيع أن تردّ أو أن تدافع عن أي من الوقائع والأرقام التي تدينك بفسادك في أعمالِك داخل الدولة وخارجها، ولا أن تسمّي لنا اسماً أو شركة أو أن تورد رقماً تدين به التيار أو رئيسه.

ولكن بما أنك لم تستطع إلّا الاستعانة بالعقوبات الأميركية التي وصفتها من خوفك بالعقوبات الدولية التي لم تخف رئيس التيار وتدفعه لقطع علاقته مع «حزب الله»، فإنها هي ما يخيفك في مسألة قبول هبة الفيول الايرانية أو المساس بالنظام والمنظومة المالية المفروضة على لبنان وبأي من أركانها وأنت واحد منهم.

صاحب المال الفاسد لا يمكن أن يكون يوماً رجل دولة.


MISS 3