واشنطن تدعو بكين إلى وقف "المناورات الاستفزازية"

الصين تُعلّق "التعاون" مع أميركا وتُعاقب بيلوسي

02 : 00

بيلوسي متحدّثةً خلال مؤتمر صحافي في طوكيو أمس (أ ف ب)

في ظلّ تدهور العلاقات السياسية والديبلوماسية بين الولايات المتحدة والصين، أوقفت بكين التعاون مع واشنطن في مجموعة من القضايا الأساسية، بما في ذلك تغيّر المناخ ومكافحة المخدّرات والمحادثات العسكرية، فضلاً عن إعلان الخارجية الصينية أنها ستفرض عقوبات على رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لأنّها "تدخّلت بشكل خطر في الشؤون الداخلية للصين وقوّضت بشكل خطر سيادة الصين وسلامة أراضيها" عبر زيارة تايوان، موضحةً أن الصين "ستفرض عقوبات على بيلوسي وعائلتها المباشرة".

وذكرت الخارجية الصينية أن بكين ستُعلّق المحادثات الصينية - الأميركية حول التغيّر المناخي وستُلغي لقاء بين القادة العسكريين واجتماعين أمنيين، مندّدةً بـ"الاستخفاف" الذي أبدته بيلوسي "حيال معارضة الصين الشديدة" لزيارتها إلى تايوان. ومن بين التدابير الصينية المعلنة، تعليق التعاون مع واشنطن حول إعادة المهاجرين غير القانونيين إلى بلادهم، والتعاون على صعيد القضاء والجرائم العابرة للحدود الوطنية.

وفي المقابل، استدعى البيت الأبيض السفير الصيني في واشنطن كين غانغ احتجاجاً على السلوك "غير المسؤول" للصين إزاء تايوان. وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي: "نشجب العمليات التي تُنفّذها الصين والتي هي غير مسؤولة ومخالفة لهدفنا القاضي بالحفاظ على السلم والإستقرار في مضيق تايوان"، مضيفاً: "يُمكن للصينيين القيام بالكثير لخفض التوتر من خلال وقف مناوراتهم العسكرية الإستفزازية وتهدئة اللهجة".

وإذ أكد أن الولايات المتحدة ستواصل اتصالاتها العسكرية "على أعلى مستوى" مع الصين، شجب قرار بكين تعليق التعاون في مجالات عدّة، من بينها التغيّر المناخي. وردّاً على هذا الإجراء، اعتبر وزير الخارجية الصيني أنّه "من عادة الولايات المتحدة أن تُحدث مشكلات ثمّ تُسخّر هذه المشكلات لبلوغ مآربها"، مؤكداً أن "هذه الوسيلة لا تؤتي أكلها مع الصين".

لكنّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اعتبر أنّه "من المستحيل" حلّ "المشكلات الأكثر إلحاحاً" على غرار الاحترار المناخي العالمي من دون "حوار وتعاون فاعلين" بين الصين والولايات المتحدة.

ونظّمت الصين أوسع مناورات عسكرية بالقرب من تايوان، حاشدةً لها طائرات وسفناً حربيةK تواصلت الجمعة لليوم الثاني توالياً. ونددّت تايبيه بهذه المناورات التي تقوم بها "جارة تضمر لها الشرّ". وأوضحت وزارة الدفاع التايوانية في بيان أن 68 طائرة صينية مقاتلة و13 سفينة حربية عبرت "الخط الأوسط" الواقع على طول مضيق تايوان خلال مناورات الأمس، مدينةً "الجيش الشيوعي لعبوره المتعمّد الخط الأوسط للمضيق وقيامه بمضايقات في البحر والجو في محيط تايوان".

وبعد محادثات مع وزراء خارجية من دول جنوب شرق آسيا في بنوم بنه، وصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن المناورات العسكرية الصينية في محيط تايوان بـ"الأعمال الإستفزازية" التي تُمثل "تصعيداً كبيراً". وأوضح أن "الحقيقة هي أن زيارة رئيسة مجلس النواب كانت سلمية. لا يوجد مبرّر لهذا الردّ العسكري المتشدّد والمبالغ فيه والتصعيدي".

ومن ناحيتها، أكدت بيلوسي من طوكيو، المحطة الأخيرة في جولتها الآسيوية، أن الولايات المتحدة "لن تسمح" للصين بعزل تايوان. ولم تُعلّق بيلوسي على المناورات بشكل مباشر، لكنّها اعتبرت أن السياسيين الأميركيين يجب أن يتمكّنوا من السفر إلى تايوان بحرّية. وقالت إنّهم "قد يُحاولون عزل تايوان عن الزيارات أو المشاركة في أماكن أخرى، لكنّهم لن يعزلوا تايوان عبر منعنا من السفر إلى هناك". وأضافت: "قمنا بزيارات على مستوى عال ولن نسمح لهم بعزل تايوان"، مشدّدةً على أنهم "لا يملكون قرار تحديد تحرّكاتنا".

ووجدت اليابان نفسها في خطّ المواجهة الأوّل في التوتر بين الولايات المتحدة والصين، فكرّرت الدعوات إلى "الوقف الفوري" للمناورات العسكرية الصينية. وحذّر رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا من أن إطلاق بكين صواريخ باليستية في محيط تايوان سقط بعضها في المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان، يطرح "مشكلة خطرة تؤثر على أمننا القومي وسلامة مواطنينا"، مؤكداً أن واشنطن وطوكيو "ستواصلان التنسيق الوثيق للحفاظ على السلام والإستقرار في مضيق تايوان".


MISS 3