"الجهاد" تتوعّد بمعركة "بلا خطوط حمر" بعد اغتيال الجعبري

"بزوغ الفجر"... هجوم "إستباقي" إسرائيلي وردّ "صاروخي" فلسطيني

02 : 00

رشقات صاروخيّة تنطلق من غزة في اتجاه إسرائيل مساء أمس (أ ف ب)

بعد اعتقال القوّات الإسرائيلية القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" بسام السعدي، وأشرف الجدع، أحد كوادر الحركة، خلال عمليّة أمنية خاصة مطلع هذا الأسبوع في مخيّم جنين في الضفة الغربية، كان متوقعاً حصول تصعيد عسكري بين إسرائيل وقطاع غزة، حيث تفجّرت بالأمس المواجهة مع إطلاق الدولة العبرية عمليّة "بزوغ الفجر" من خلال اغتيال القائد في "الجهاد الإسلامي" تيسير الجعبري بضربة جوّية وصفتها تل أبيب بـ"الهجوم الاستباقي"، بينما سارعت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لـ"الجهاد"، بإطلاق أكثر من 100 صاروخ في اتجاه إسرائيل، ضمن "ردّها الأوّلي".


وفيما انطلقت رشقات صاروخية من قطاع غزة في اتجاه إسرائيل، واصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ ضرباته الجوّية على القطاع مستهدفاً خلالها عدّة مواقع عسكرية تابعة لـ"سرايا القدس". وسمعت صفارات الإنذار في تل أبيب وعسقلان وأسدود ومستوطنات غلاف غزة التي فتحت ملاجئها، في وقت اعترض نظام "القبة الحديدية" الإسرائيلي عدداً من الصواريخ التي انطلقت من قطاع غزة.


وتصاعدت ألسنة اللهب من مبنى استهدفته ضربات في غزة، في حين عملت فرق الإغاثة على إجلاء المصابين. وتجمّع المئات في غزة لتشييع الجعبري وبقية قتلى الضربات الإسرائيلية. وبينما أفاد الجيش الإسرائيلي بأنّ 15 شخصاً قُتِلوا في غاراته على قطاع غزة، تحدّثت وزارة الصحة في غزة عن مقتل 10 أشخاص، بينهم طفلة تبلغ من العمر 5 سنوات، وإصابة أكثر من 55 بجروح مختلفة.


وفي الأثناء، أوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد أن قوات الجيش تتحرّك "ضدّ إرهابيي الجهاد الإسلامي للقضاء على التهديد الداهم الذي يُشكّلونه على مواطني إسرائيل"، معتبراً أن "الجهاد الإسلامي وكيل لإيران التي تُريد تدمير دولة إسرائيل وقتل إسرائيليين أبرياء"، وشدّد على أنّه "سنفعل كلّ ما يقتضيه الأمر للدفاع عن شعبنا"، لافتاً إلى أنّه "لن نقف مكتوفي الأيدي عندما يُحاولون إيذاء السكان".

وبعدما صادق على تجنيد استثنائي لـ25 ألف جندي من الاحتياط، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في بيان: "لأعدائنا، خصوصاً المسؤولين في "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، أشدّد على أن الوقت المتاح أمامكم معدود. التهديد (على جنوب إسرائيل) سيُزال بطريقة أو بأخرى"، فيما أطلع غانتس نظيره الأميركي لويد أوستن على العملية العسكرية في غزة، وأكد له أنها "ضمن الدفاع عن مواطنينا".


وأكد السفير الأميركي توم نايدز أن واشنطن تُشدّد على "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها". وجاء في تغريدة أطلقها نايدز: "نحن على تواصل مع أفرقاء عدّة ونحضّ كلّ الأطراف على التحلّي بالهدوء". كما أعرب مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط تور وينيسلاند عن "قلقه البالغ"، محذّراً من أن التصعيد "شديد الخطورة"، بينما دخلت مصر على خطّ الأزمة في محاولة منها للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار بين الطرفين.


ومن طهران، توعّد الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" زياد النخالة، إسرائيل، بخوض معركة "بلا خطوط حمراء" والردّ الصاروخي وصولاً إلى تل أبيب. وقال: "العدو الصهيوني بدأ هذا العدوان وعليه أن يتوقع قتالنا من دون توقف... حتّى النصر. لا مهادنة بعد هذا القصف، لا مهادنة بعد هذا العدوان"، فيما أكد المتحدّث باسم حركة "حماس" فوزي برهوم في بيان أن "العدو الإسرائيلي مَن بدأ التصعيد على المقاومة في غزة وارتكب جريمة جديدة، وعليه أن يدفع الثمن ويتحمّل المسؤولية الكاملة عنها".


ودان المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في بيان "الهجوم الوحشي لنظام الفصل العنصري الصهيوني على غزة واغتيال قادة في المقاومة ومجموعة من الفلسطينيين العزّل"، معتبراً أن "المسؤولية عن الجريمة وتبعات عدوان هذا النظام وهجومه على فلسطين وغزة تقع بالكامل على عاتق نظام الفصل العنصري الإسرائيلي". وبدأ النخالة قبل أيام زيارة إلى طهران، حيث التقى عدداً من المسؤولين يتقدّمهم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان.


وتيسير الجعبري، وهو من مواليد 1972، تولّى مسؤوليّة "قسم العمليّات" في "سرايا القدس"، قبل أن يُصبح قائداً لمناطق شمال قطاع غزّة خلفاً لبهاء أبو العطا، الذي اغتالته إسرائيل في غارة على منزله العام 2019.

MISS 3