الصين تعتزم إجراء تدريبات منتظمة في مضيق تايوان

02 : 00

سفينة حربيّة تايوانيّة ترصد المناورات الصينيّة أمس (أ ف ب)

بينما كشف التلفزيون الرسمي الصيني أن الجيش الصيني سيجري من الآن فصاعداً تدريبات منتظمة على الجانب الشرقي من الخط الفاصل في مضيق تايوان، إختتمت بكين بالأمس أوسع مناورات عسكرية تُنفّذها في محيط تايوان، وذلك ردّاً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى الجزيرة التي تتمتّع بحكم ذاتي وتسعى السلطات الشيوعية في بكين إلى ضمّها إلى البرّ الرئيسي ولو بالقوّة، ما زاد من حدّة التوترات في العلاقات الأميركية - الصينية التي تراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات.

وبعدما أطلق الجيش الصيني أوسع مناورات عسكرية في تاريخه، حاشداً لها طائرات وسفناً حربية وصواريخ باليستية في سياق ما اعتبره محلّلون محاكاة لحصار تايوان واجتياحها، كشفت القيادة الشرقية للجيش الصيني التي تُشرف على هذه العمليات أنها أجرت الأحد «تدريبات مشتركة في البحر وفي المجال الجوّي في محيط تايوان، وفق ما كان مقرّراً».

وأوضحت أن الغرض من هذه المناورات هو «اختبار القوّة النارية في الميدان والضربات الجوّية الطويلة المدى»، فيما تنوي بكين إجراء مناورات جديدة بـ»الذخيرة الحيّة» لغاية الخامس عشر من آب في البحر الأصفر، الذي يفصل بين الصين وشبه الجزيرة الكورية.

وفي المقابل، أكدت وزارة الدفاع التايوانية أن الصين نشرت «طائرات وسفناً ومسيّرات»، حول المضيق «لمحاكاة هجمات على جزيرة تايوان الرئيسية». وأحصت الوزارة 66 طائرة و14 سفينة تنشط في المضيق الذي يفصل بين الصين وتايوان، في حين تجاوز 22 منها الخطّ الأوسط الذي يُقسّم المضيق.

كما أرسلت الصين مسيّرة فوق جزيرة كينمين التايوانية، الواقعة على بُعد نحو 10 كيلومترات من مدينة شيامن الصينية، ما أجبر الجيش التايواني على إطلاق قنابل مضيئة، بحسب السلطات المحلّية. ومارست السفن الحربية الصينية والتايوانية لعبة «القط والفأر» في أعالي البحار. وأبحرت حوالى 10 سفن حربية من كلّ من الصين وتايوان على مسافة قريبة من بعضها البعض في مضيق تايوان، حيث عبرت بعض السفن الصينية الخط الفاصل.

وكشفت وزارة النقل التايوانية أنه بحلول ظهر الأحد عاد الوضع إلى طبيعته في 6 من «مناطق الخطر» السبع التي طلبت الصين من شركات الطيران تفاديها، في مؤشّر إلى أن التمارين شارفت على نهايتها، معتبرةً أن «حركة الملاحة الجوّية والبحرية يُمكنها أن ترجع تدريجاً».

وفي دليل على مدى اقترابه من السواحل التايوانية، نشر الجيش الصيني السبت صورة التقطتها إحدى سفنه العسكرية، على ما يقول، تُظهر مبنى للبحرية التايوانية على بُعد بضع مئات من الأمتار فقط. كما نشر الجيش الصيني شريط فيديو لأحد طيّاريه يظهر من داخل قمرة القيادة في الطائرة سواحل تايوان وجبالها.

وكشفت تايوان أنها أقامت «نظاماً استخباراتيّاً مشتركاً للترصّد والاستطلاع بغية تتبّع وضع العدّو». وقال رئيس وزراء تايوان سو تسينغ تشانغ إنّ الصين «تلجأ بهمجية إلى العمل العسكري» لزعزعة السلم في مضيق تايوان، داعياً الحكومة الصينية إلى «التوقّف عن استعراض قدراتها العسكرية وتقويض السلم في المنطقة».

وعلى صعيد آخر، حذّرت مساعدة وزير الخارجية الأميركية ويندي شيرمان من جزر سليمان دول المحيط الهادئ من إغراءات الأنظمة الإستبدادية، في وقت توسّع فيه الصين نفوذها في المنطقة. ومن دون أن تُسمّي أي دولة، حذّرت شيرمان من القادة الذين يُحاولون إحياء أفكار فاسدة في شأن استخدام القوّة، ويعتقدون أن «الإكراه والضغط والعنف أدوات يُمكن استخدامها بلا عقاب»، معتبرةً أن «البعض في العالم نسوا كلفة الحرب أو يتجاهلون دروس الماضي».

وبعدما شبّهت الوضع الحالي بكفاح الحلفاء ضدّ النازية والإمبراطورية اليابانية في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي، حضّت الديبلوماسية الأميركية دول المحيط الهادئ على مقاومة الإستبداد. وفي إطار الحملة الديبلوماسية الأميركية لجذب دول المحيط الهادئ، سيستضيف الرئيس الأميركي جو بايدن قادة هذه البلدان في البيت الأبيض في قمّة خلال أيلول.


MISS 3