غزة: الهدنة صامدة والأهالي يحصون الأضرار

02 : 00

من آثار الضربات الإسرائيلية في رفح أمس (أ ف ب)

إستيقظ أهالي غزة بالأمس على هول الدمار وباشروا إحصاء الأضرار والبحث بين أنقاض منازلهم وإزالتها بعد تثبيت الهدنة بين إسرائيل وحركة "الجهاد الإسلامي" بوساطة مصرية لتُنهي 3 أيّام دامية، فيما بدأت الحياة تعود تدريجاً إلى طبيعتها مع عودة الكهرباء.

وأفادت وزارة الصحّة في غزّة بمقتل 44 فلسطينيّاً، بينهم 15 طفلاً، وإصابة أكثر من 360 بجروح، في حين أُعيد تشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة بعدما سمحت إسرائيل بدخول شاحنات محمّلة بالوقود إلى القطاع، بعد يومَيْن من توقفها عن العمل.

وفي مختلف المناطق التي قصفها الطيران الإسرائيلي، بدأ سكان غزة رفع الأنقاض والبحث عن بعض مقتنياتهم، وقال مالك أحد المحال في غزة لوكالة "فرانس برس": "تلقينا خبر وقف إطلاق النار بسعادة وفرح، بسبب عودتنا إلى عملنا ومصلحتنا"، مضيفاً: "لا نُريد إراقة المزيد من الدماء".

وفي الأثناء، باشرت عائلات القتلى دفن أبنائها، وفي أحد هذه المراسم في جباليا في شمال القطاع، شارك المئات في دفن 4 قُصّر قُتِلوا خلال النزاع الأخير، في وقت قال ديبلوماسي إسرائيلي رفيع لـ"فرانس برس" إنّ "معظم المدنيين الذين قُتِلوا في غزة قُتِلوا بصواريخ الجهاد الإسلامي لأنّها لم تُصب هدفها أو عانت خللاً عند الإطلاق".

وأعلنت "الجهاد الإسلامي" مقتل 12 من عناصرها خلال المواجهات، مشيرةً إلى أنها فقدت اثنين من أبرز قادتها خلال المعركة، وهما مسؤول المنطقة الشمالية تيسير الجعبري ومسؤول المنطقة الجنوبية خالد منصور. كما أوردت أسماء 10 أشخاص آخرين، من بينهم القياديون: رأفت الزاملي وسلامة عابد وزياد المدلل.

وفي المقابل، شدّد الجيش الإسرائيلي على أن "الضربة الإستباقية" لـ"الجهاد الإسلامي" كانت ضرورية، فيما كشف الديبلوماسي الإسرائيلي أن الحركة كانت تُخطّط لهجمات بواسطة قنّاصة أو بواسطة صواريخ مضادة للدبابات. ولفت إلى أن "الجهاد" تلقّت "ضربة قويّة"، مؤكداً أن العملية الإسرائيلية "أعادتها عقوداً إلى الوراء".

وفي إسرائيل، جُرِحَ 3 أشخاص بشظايا صواريخ، فيما تعرّض 31 شخصاً لإصابات طفيفة خلال هروبهم إلى الملاجئ، وفق أجهزة الطوارئ. وذكر الجيش الإسرائيلي أن الطرق سيُعاد فتحها تدريجاً في المنطقة، حيث كانت القيود مفروضة على أثر بدء الضربات.

ورحّب الرئيس الأميركي جو بايدن بهذه الهدنة، حاضّاً جميع الأطراف على التقيّد بها. واعتبر بايدن أنّ "التقارير عن سقوط ضحايا مدنيّين في غزّة مأساة"، داعياً إلى إجراء تحقيقات، في حين شدّد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على "ضرورة العمل من أجل ترسيخ الهدنة".

إلى ذلك، هدم الجيش الإسرائيلي فجر الإثنين منزلَيْن في بلدة رمانة في الضفة الغربية لعائلتَيْ الفلسطينيَيْن صبحي صبيحات وأسعد الرفاعي، المتّهمَيْن بتنفيذ هجوم بفأس وسكين في إسرائيل في أيار الماضي، أسفر عن مقتل 3 إسرائيليين وإصابة آخرين.


MISS 3