واشنطن تكشف مخطّط "فيلق القدس" لاغتيال بولتون

02 : 00

بولتون (أ ف ب)

مع وصول "محادثات فيينا" النووية إلى مفترق طرق حاسم، كشفت وزارة العدل الأميركية أمس مخطّطاً إيرانيّاً لاغتيال مستشار الأمن القومي السابق للبيت الأبيض جون بولتون، معلنةً توجيه الإتهام إلى أحد أفراد "الحرس الثوري" الإيراني.

وفي التفاصيل، ذكرت وزارة العدل في بيان أن شهرام بورصافي (45 عاماً) المعروف أيضاً باسم مهدي رضائي، عرض دفع 300 ألف دولار لأشخاص في الولايات المتحدة لقتل بولتون، السفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة، انتقاماً على الأرجح لاغتيال واشنطن القائد السابق لـ"فيلق القدس" اللواء قاسم سليماني في كانون الثاني 2020.

وأوضح البيان أنه بين تشرين الأوّل 2021 ونيسان 2022، اتّصل بورصافي بهذا المصدر باستخدام منصّة لتبادل الرسائل المشفرة وأعطاه تعليمات لتحديد مكان بولتون وتصويره ثمّ قتله. لكنّ المصدر كان في الواقع مخبراً لدى مكتب التحقيقات الفدرالي. وبعد ذلك، أمره بفتح حساب بعملة رقمية، ثمّ أعطاه عنوان مستشار ترامب السابق وطلب منه تنفيذ الخطّة قبل الذكرى السنوية لتصفية سليماني.

لكن بعد مرور تاريخ الذكرى السنوية لمقتل سليماني، واصل بورصافي الضغط على المصدر السرّي لقتل بولتون ووعده بعقد آخر بقيمة مليون دولار إذا نجحت العملية. واتُهم بورصافي باستخدام تسهيلات تجارة بينيّة تخصّ الولايات المختلفة في ارتكاب جريمة القتل مقابل أجر، وهي تهمة تصل عقوبتها إلى السجن 10 سنوات، ومحاولة تقديم دعم مادي لمؤامرة قتل عابرة للحدود والتي يُعاقب عليها بالسجن 15 عاماً.

وأشارت وثائق المحكمة إلى أن بولتون كان على علم بالمؤامرة وتعاون مع المحقّقين، وقد سمح بأن يُصوّر خارج مكتبه في واشنطن وإرسال الصور إلى بورصافي. وأوضحت وزارة العدل الأميركية أن "المصدر السرّي لفت مراراً إلى أن بورصافي مرتبط بـ"فيلق القدس" خلال أحاديثهما. ولم ينكر بورصافي ذلك مطلقاً".

وقال مساعد المدّعي العام الأميركي ماثيو أولسن: "هذه ليست المرّة الأولى التي نكشف فيها مؤامرات إيرانية للإنتقام من أفراد على الأراضي الأميركية وسنعمل بلا هوادة لفضح كلّ تلك الجهود وعرقلتها"، فيما غرّد مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان أن طهران ستواجه "عواقب وخيمة" إذا هاجمت مسؤولين أميركيين حاليين أو سابقين.

وشكر بولتون في بيان وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفدرالي، ووصف الحكومة الإيرانية بأنها "كاذبة وإرهابية وعدوّة للولايات المتحدة". ويُعتقد أن مسؤولاً آخر كان على لائحة طهران، وهو مايك بومبيو الذي كان وزيراً للخارجية وقت اغتيال سليماني وقبل ذلك مدير وكالة الإستخبارات المركزية.

وفي سياق متّصل، أوضح مسؤول أميركي أن الإتهامات ضدّ "الحرس الثوري" لن تؤثر في مسار المفاوضات النووية، وقال: "من وجهة نظرنا، ينبغي ألّا يحدث ذلك"، مشيراً إلى أن وزارة العدل وجّهت اتهامات لبورصافي بشكل مستقلّ عن الديبلوماسية الأميركية مع إيران.

توازياً، رفضت إيران التلميحات الأميركية بأن القمر الإصطناعي "خيّام" الذي أطلقته روسيا لصالح طهران الثلثاء، سيُستخدم لأغراض "تجسّس"، معتبرةً أنها مجرّد تعليقات "صبيانية".

وعلى صعيد آخر، تدخّلت القوات البحرية للجيش الإيراني لصدّ هجوم على سفينة إيرانية في البحر الأحمر ليل الثلثاء، بحسب نائب قائد العمليات في البحرية الأميرال مصطفى تاج الديني الذي قال إنّ "فريق المواكبة للقوات البحرية تحت قيادة المدمّرة جماران وصل فوراً إلى المكان... بعد تلقيه نداء استغاثة من سفينة إيرانية في البحر الأحمر، وتواجَه مع الزوارق المهاجِمة" التي سرعان ما "لاذت بالفرار".


MISS 3