محمد دهشة

صيدا تتحوّل موقفاً للسيارات والطوابير تتمدّد أمام المحطات

12 حزيران 2021

02 : 01

اتفاق على تفعيل آلية نظام عمل السائقين العموميين داخل موقفهم في صيدا

تحولت صيدا موقفاً متنقّلاً للسيارات، فحيثما وجدت محطات للوقود اصطفّت مئات السيارات بالطوابير بانتظار تعبئة البنزين. زاد من الاقبال عليه الخوف من انقطاعه بعد عدة ايام، والسؤال التقليدي: كم يبلغ سعر الصفيحة، كم ارتفعت لم يعد يعني المواطن كثيراً، بل اصبح "هل يوجد"؟ و"كم يسمح بالتعبئة"؟ بعدما عمدت محطات كثيرة الى رفع خراطيمها او الى وضع عوائق حديدية عند مداخلها.

بين صفّ طويل عند احدى محطات الوقود في صيدا، يتنقّل السائق محمد بين سيارة وأخرى، يراقب من بعيد الطابور وينتظر دوره. يقول لـ"نداء الوطن": "هذا الذلّ بعينه، لقد جلت على غالبية المحطات والحال واحد، لا يهمّني نوع البنزين، عراقي او ايراني او اميركي، البنزين لا يفهم اللغة وهو عابر للقارات، المهم ان املأ الخزّان واعمل على التاكسي لكي اعيل اولادي".

كثير من أبناء المدينة ملأوا سياراتهم بالوقود حتى "الشفة"، لكن ركنوها جانباً قرب منازلهم، وقرّروا عدم استخدامها الا عند الضرورة، استعاضوا عنها بقضاء حوائجهم سيراً على الاقدام، او استخدام دراجة كهربائية او هوائية، او طلب تاكسي، لم يعد الهدف من شراء السيارة الانتقال الى العمل في مؤسسة او شركة او مدرسة، او الرفاهية و"الكزدرة" كما كان الحال، بل اصبحت للحاجة الملحّة فقط. وتقول الموظفة وفاء بسيوني لـ"نداء الوطن": "منذ الازمة المعيشية والاقتصادية ونحن نفقد مقوّمات العيش الكريم بعدما خسرنا كل امتيازات الرفاهية، واصبحنا نركض وراء ابسط حقوقنا، سحب اموالنا المحجوزة في المصارف، تأمين الادوية مع فقدانها، الطعام والشراب وسط الغلاء وارتفاع الاسعار، او الكهرباء والمياه وسط الخشية من العتمة، اصابنا اليأس حتى النخاع العظمي".

والازدحام على المحطات، أفقد الاسواق التجارية حركتها، بدت شبه مشلولة، خرقها اقبال على المصارف للسؤال عن تفاصيل القرار الجديد عن قرار المصرف المركزي السماح بسحب 400 دولار شهرياً، او سحب "الكوتا" الشهرية على سعر المنصة 3900 ليرة لبنانية، وانتشار لافت للعربات الجوالة، كل يسعى وراء قوت يومه، فيما الحراك الاحتجاجي بدأ يشقّ طريقه مساء كل يوم للاعتراض، ولكنه لم يرقَ الى الحشد كما كان الحال سابقاً.

وسط هذا المشهد، إنشغل المسؤولون في تنظيم عمل سائقي الباصات والفانات العمومية داخل موقفهم في الباحة الخلفية لقصر العدل القديم وانهاء نقاط تمركزهم خارجه، بعدما اتّخذ بعضهم نقاطاً عند جامع الزعتري القريب، وأخرى على الكورنيش البحري بجانب القلعة البحرية، وعقد في سراي صيدا الحكومي اجتماع برعاية محافظ الجنوب منصور ضو، في حضور قائد منطقة لبنان الجنوبي الإقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد غسان شمس الدين، رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، رئيس اتحادات ونقابات قطاع النقل البري بسام طليس، رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في لبنان الجنوبي عبد اللطيف الترياقي، رئيس نقابة سائقي السيارات العمومية في الجنوب قاسم شبلي، نائبه ابراهيم البخاري وممثل عن السائقين محمد العجمي.

وأوضح السعودي أن "الاجتماع تمحور حول إعادة ضبط عمل سائقي الباصات والفانات العمومية داخل موقفهم بعد تفلّت بعضهم خلال جائحة كورونا"، معلناً التوصل الى "اتفاق بالالتزام داخل الموقف من دون تسبّبهم بزحمة سير"، بينما دعا طليس السائقين الى تطبيق الآلية المعتمدة "كي لا تعرّضوا انفسكم للمحاضر والحجز، وتستصرخوا وتناشدوا النقابة والمعنيين في ما بعد لمساعدتكم"، خاتماً: "طبّقوا كل ما يتطلبه النظام بدءاً من هذه اللحظة لصالحكم". اما الترياقي فقال: "نحن كاتحاد سنتابع مجرى سير الأمور، وما تم الاتفاق عليه اليوم هو انجاز، ان كان لجهة وضع خطة السير في المدينة أو لجهة العمل لاحقاً لتنظيم اماكن أخرى كمواقف للسائقين".


MISS 3