رمال جوني -

بعد المسيّرات... مسيرة النبطية ورسائل لـ»"حزب الله"»: «نحن هنا»

رعد: ننتظر إجابات العدوّ لنبني على الشيء مقتضاه والوقت ليس مفتوحاً

13 آب 2022

02 : 00

من المسيرة الحاشدة في النبطية

هي رسالة للداخل والخارج وجّهها «حزب الله» أمس، عبر مسيرة الثالث عشر من المحرّم التي نظّمها في مدينة النبطية. وقد شارك فيها عناصر من الحزب ومن «كشافة المهدي» بالمئات، في مسيرة أكدت حجم شعبية «حزب الله» على الأرض، وعرض خلالها العديد من ألويته وسراياه، رغم غياب أي مظاهر عسكرية. فالحزب لم يُفرج عن أي مفاجأة عسكرية كما كان متوقعاً، ولم يوجّه رسالة بسلاح جديد يكشف عنه، بل اكتفى بمسيرة حاشدة لعناصره غصّت بها شوارع النبطية، أراد من خلالها القول «نحن هنا وهذه شعبيتنا».

بدا واضحاً أن الحزب شاء أن يقدّم نموذجاً آخر عن المقاومة يتمثل بالمقاومة الشعبية، وتُعدّ الظهير الأبرز للحزب، وهذا ما برز من خلال تأكيد المحتشدين أنهم «على العهد باقون».

حكماً الأنظار كلها تتجه الى مسيرة الـ13 من المحرّم لرمزيتها الدينية والسياسية في آن، والتي تؤكد أنها استكمال لمدرسة الحسين في مواجهة مفاعيل الفساد في السلطة، والدفاع عن حق لبنان في نفطه، وقد شدّد عليه رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد بقوله «إننا لن نهادن ولن نساوم على أي قطرة من حقنا»، وهي الرسالة الأوضح في ملف النفط المتنازع عليه، والذي حتى الساعة لم يتمظهر خيط التوصل للترسيم من عدمه، فكلّه مجهول، غير أن رعد ترك كل الاحتمالات مفتوحة، تماماً كما رسائل المسيرة التي عبّر عنها المشاركون في أنهم «جاهزون لأي شي، وأنهم سند المقاومة».

بدا واضحاً أن الحزب أراد من خلال هذا الحشد الكبير أن يقول للداخل والخارج معاً «نحن أكبر شعبية وأكبر قوة»، وأراد الأمر في هذا التوقيت تحديداً، في ظل حالة التوتر والقلق التي تسيطر والتشنج مع العدوّ، لا سيما بعد ترويج تهديدات له بقصف الضاحية وشنّ حرب على لبنان. تهديد جاء الردّ عليه سريعاً، وعبر المسيرة السياسية بامتياز «لا تساهل ولا تهاون بأي من حقوق الشعب اللبناني»، وهذا ما أكّده رعد في معرض كلمته، قائلاً «إن لبنان لن يكون كما العراق وغيره، وإن الرهان على تفتت داخلي غير وارد»، على خلفية ما يجري في العراق اليوم، مؤكداً «أننا اقوى من أي زمن مضى، والمقاومة لها الكلمة الفصل وهي التي توقف أي تهديد أو حتى تخريب للبلد». بحر المشاركين في المسيرة من كشاف وسرايا عسكرية كان أكبر من المتوقع، في دليل واضح على تنامي شعبية الحزب من ناحية، وتنامي أجهزته وعديده من ناحية ثانية، ووفق المعنيين فـ»إن الحزب والكشاف لم يشارك كله، وهذا غيض من فيض ما عندنا».

اللافت في المسيرة هو المشاركة الشبابية وقد جاءت لتؤكد بحسب المراقبين «أن دم الشباب يضخ في جسد الحزب، وان الكل على جاهزية لأي أمر». وأكثر، يقول المراقبون «إن العهد والقسم الذي ردّده الجميع هو مبايعة مباشرة لسيد المقاومة».

على ما يبدو أننا أمام معادلات جديدة وربما تسويات داخلية بدأت تترجم لقاءات تمهيداً لمرحلة ما بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية، وإن تقصد رعد عدم التطرق الى هذا الملف، ولا حتى الى ملفات حياتية مباغتة تؤرق الجميع، ركّز كلمته على العدو وملحقاته، لأنه يرى أن الترسيم هو بداية حلحلة للكثير من مشاكل لبنان العالقة، رغم دعوته للإسراع بتشكيل الحكومة.

رعد الذي أكد أن الكل ينتظر في لبنان عودة هوكشتاين قال «إننا في لبنان ننتظر، لكن ليس الى وقت مفتوح، إجابات العدو على مطالب الرؤساء اللبنانيين لنبني على الشيء مقتضاه»،

مؤكداً أن «على العدو الإسرائيلي أن يفهم أن حسابنا معه سيبقى مفتوحاً الى أن يتحقق التحرير الكامل لأرضنا ومياهنا وجونا، واليد ستبقى على الزناد ولن تصرفنا عن حماية بلدنا إغراءات أو وعود». الترسيم هو المفصل، وهو الذي يبنى عليه مستقبل لبنان، سلماً أم حرباً، رغم تأكيد رعد وغيره أن الحرب ليست واردة لأن العالم أجمع بحاجة للغاز والنفط وبالتالي الخوف من مراوغة العدو أكثر من تسليمه بالأمر الواقع.

إذاً، قال «حزب الله» كلمته في مسيرة النبطية، عبر توجيهه رسائل سياسية صامتة ومباشرة والكل يترقّب ما سيحمله آموس هوكشتاين من مستجدات حول ملف الترسيم، وعليه سيبنى على الشيء مقتضاه.


MISS 3