جان الفغالي

هل من رابط بين "شكراً قطر 2" و"دوحة 2"؟

19 آب 2022

02 : 00

الكتابة عن أي دولةٍ معنية بالشأن اللبناني، عملٌ محفوفٌ، في توقيته، بالتفسيرات والإجتهادات والتحليلات، فكيف إذا كانت الكتابة عن دولة تثير الاهتمام، كدولة قطر؟

والدافع إلى هذه الكتابة، ارتفاع وتيرة الإتجاه نحو قطر من قِبل السلطة في لبنان، وفي المقابل ارتفاع وتيرة الاهتمام القطري بلبنان، وفي ما يأتي «سجلٌّ» بهذا الاهتمام:

هذا الشهر دخلت حيز التنفيذ المساعدات النقدية القطرية للجيش اللبناني، والبالغة ستين مليون دولار، وبدأت تحوَّل تباعاً، ويستفيد منها كل فرد من أفراد الجيش اللبناني بمعدل مئة دولار لكل فرد شهريًا.

يُذكر أن قطر بادرت منذ نحو عام إلى إرسال مساعدات غذائية شهرية إلى المؤسسة العسكرية.

خبرٌ ثانٍ: وزير التربية ورئيس الجامعة اللبنانية زارا قطر وحملا ملفين، يتضمن الاول تحديداً لحاجات الجامعة اللبنانية والتعليم، ما قبل الجامعي، في المدارس الرسمية، وتتعلق بمجملها بتشغيل الجامعة والمدارس، مع شرح لتكاليف إنتاج الكهرباء فيها، والحاجة إلى المحروقات، وايضاً صيانة المنشآت.

أما الملف الثاني فيتضمن محفزات للأساتذة بعدما تدنى مستوى مداخيلهم إن كان ذلك في الجامعة أو التعليم الرسمي، نظراً لانهيار سعر الصرف».

الخبر الثالث: وزيرا الإعلام والسياحة زارا الدوحة وحملا رسالة من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى أمير دولة قطر الشيخ حمد بن تميم آل ثاني، وقد تمّ التباحث بين الطرفين في إمكان تعاون إعلامي بين بيروت والدوحة خلال استضافة دولة قطر لبطولة كأس العالم في كرة القدم.

الخبر الرابع: قدم «صندوق قطر للتنمية» دعماً لوزارة الصحة اللبنانية لتغطية نفقات مادة المازوت لعدد من المنشآت الصحية.

«المكرمات» القطرية، إذا صح التعبير، ليست «ابنة البارحة» كما يُقال باللبناني، بل تعود خصوصاً إلى ما بعد حرب تموز 2006، ومنذ ذلك التاريخ رُفع شعار «شكرًا قطر»، وبعد اربعة أعوام تسلَّم أمير قطر مفاتيح بنت جبيل لمناسبة افتتاح مستشفى بنت جبيل.

وفي العام 2019، وأثناء القمة الاقتصادية في بيروت، قررت قطر الاستثمار في سندات الحكومة اللبنانية بقيمة 500 مليون دولار، «دعماً للاقتصاد اللبناني».

يَعرف الرأي العام اللبناني ماذا تريد السلطة اللبنانية من قطر، بدليل هذا «الحج الوزاري» إليها، ولكن ماذا تريد قطر من لبنان؟

ليس هناك من حديث عن أي مطلب، لكن الدول ليست جمعيات خيرية، فهل تكون الدوحة إحدى العواصم التي ستتجه إليها الأنظار في التسويات اللبنانية الآتية؟ وهل نشهد «دوحة 2» بعد أربعة عشر عاماً على «دوحة 1» الذي أنتج إنتخاب قائد الجيش آنذاك، العماد ميشال سليمان، رئيساً للجمهورية؟ وهل من جامع مشترك بين «دوحة 1» و»دوحة 2»؟


MISS 3