جورج الهاني

كلمة التحرير

عودة الوئام والإنسجام أساسُ النجاحات الرياضية

22 آب 2022

02 : 00

قد لا يكون ما تحقّق في دورة ألعاب التضامن الإسلامي التي إختتمت منذ أيام في مدينة قونية التركية على قدر طموحات اللبنانيين وأهل الوسط الرياضي، على رغم أنّها المرة الأولى التي يُحرز فيها وطن الأرز أربع ميداليات، بعدما اقتصر الأمر على ميدالية برونزية واحدة في كلّ من النسختَين السابقتَين، إلا أنها بالتأكيد نتائج جيّدة ومشجّعة تبشّر بالخير ويُبنى عليها للبطولات الخارجية الكبيرة المقبلة.

من هذا المنطلق، لا يمكن أن يتفاءل أحد بزيادة الغلّة من الميداليات الملوّنة مستقبلاً في أيّ لعبة يشارك فيها الأبطال والبطلات اللبنانيون إذا ما بقي الجفاء والتباعدُ قائمَين بين اللجنة الأولمبية اللبنانية وبعض الإتحادات الرياضية التي لا تزال تخاصمُ اللجنة منذ انتهاء الإستحقاق الانتخابيّ في بداية العام الفائت، لكن من دون عرقلة مسيرتها أو وضع العصي عمداً في دواليبها. لكنّ هذا وحده لا يكفي، حيث إنّ المطلوب عودة الوئام والانسجام بين الطرفين المتخاصمَين، لا سيما أنّ معظم رؤساء الاتحادات "البعيدة" يتمتّع بحسّ المسؤولية وبحسن إدارته لعبته، علماً أنّ ثلاثاً من الميداليات الأربع التي تحققت في قونية جاءت بفضل رياضة التايكواندو التي يتولّاها إتحادٌ كان على اللائحة المنافسة للائحة بيار جلخ في الانتخابات، إلا أنّ هذا لا يعني أنّ هذا الإتحاد، أو غيره من الإتحادات التي تعتبر نفسها "غير محسوبة" على اللجنة الأولمبية تسمحُ في أيّ لحظة بالتفريط بلقبٍ من هنا أو ميدالية من هناك فقط من أجل تفشيل عمل اللجنة خلال ولايتها الإدارية الحالية التي تمتدّ حتى مستهلّ العام 2025.

أثبتت المشاركة اللبنانية في الدورة التركية الأخيرة أنّ منصّات التتويج ليست بعيدة إطلاقاً عن لاعبينا ولاعباتنا، وكلّ ما هو مطلوبٌ بإلحاح اليوم كثيرٌ من التضامن والتنسيق الصادقَين بين وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية والإتحادات والأندية الرياضية، وعندها تصبح كلّ الأحلام المستحيلة قابلة للتطبيق وللتحقيق على أرض الواقع.


MISS 3