محمد دهشة

الحراك الصيداوي مستمر... مسيرة نسائية وإضاءة شموع للعطار

أبناء "عين الحلوة" يشعرون بالخطر المعيشي ويُسجّلون التحرّك الأول

3 كانون الأول 2019

02 : 00

احتجاج فلسطيني في "عين الحلوة" أمام مكتب "الأونروا"

لم يهدأ الحراك الشعبي في "ساحة الثورة" عند "تقاطع ايليا" في صيدا، في يومه السابع والاربعين، اذ تحول التحرك إلى "مهرجان وطني"، أكد المشاركون فيه إصرارهم على مواصلة احتجاجاتهم السلمية التي ترجموها في رسائل متنوعة، توزعت بين اضاءة الشموع والمسيرات، حتى تحقيق الأهداف في الإسراع بتشكيل حكومة انتقالية تكون قادرة على انقاذ لبنان من محنته الاقتصادية والمعيشية ووقف الهدر والفساد واستعادة الاموال المنهوبة.

الرسالة الأولى، التي وجّهها المحتجون، تحية لروح شهيد الحراك السلمي حسين عطار، حيث أضاؤوا الشموع تخليداً لذكراه ورفعوا صورة كبيرة له، ووقفوا دقيقة صمت وقرأوا سورة الفاتحة لروحه، في حضور وفد من عائلته وأقاربه وأصدقائه يتقدمهم والده حسن العطار "ابو علي"، الذي حرص على اعتمار "الكوفية" التي كان يرتديها نجله حسين لحظة استشهاده، حيث حيا في كلمته صيدا ونضال الشهيد معروف سعد والحراك الشعبي السلمي الذي شكل رافعة لحراك لبنان من شماله الى جنوبه، مشددا على "أهمية استمراره حتى تحقيق الأهداف وكي لا تذهب الدماء هدراً".

الرسالة الثانية، "المسيرة النسائية" التي انطلقت من "دوار القناية"، باتجاه "تقاطع ايليا"، بعنوان "نساء ضد الحرب رفضاً للفساد والتفرقة والتخويف"، شاركت فيها نساء من صيدا والجوار، وقد حملن الأعلام اللبنانية وأطلقن الهتافات الداعية إلى الوحدة، إضافة إلى الهتافات المطلبية.

وأوضحت احدى المنظمات أنّ هذه المسيرة هي "رسالة لكسر كل حواجز الطائفية والمذهبية، وإبعاد شبح الحرب والاقتتال الداخلي، وللتأكيد أن صيدا مثل باقي المناطق، ستبقى موحدة وبعيدة عن كل أشكال الفتن، وستبقى مدينة للتنوع والعيش المشترك، موحدة بأهلها وجوارها من مختلف أطيافهم وانتماءاتهم، تقدم نفسها من جديد نموذجاً للتلاقي والوحدة الوطنية".

الرسالة الثالثة، المسيرات الليلية المتكررة التي ينظمها المحتجون تجاه فرع مصرف لبنان، في اشارة الى مسؤولية مصرف لبنان وحاكمه رياض سلامة عن تردي الاوضاع المالية والاقتصادية ووصول الناس الى الفقر والجوع، وقد حرصوا على كتابة شعارات على جدران المبنى وعلى الارض امامه، ومنها تشبيه "مصرف لبنان" بـ "الخزانة الاميركية"، ووصف سلامة بـ "المجرم الاقتصادي" ويسقط حكم المصرف، ورأس المال"، وسط هتافات تدعو الى المحاسبة ومنددة بالسياسة المصرفية والمالية.

حراك فلسطيني

الى جانب الحراك الاحتجاجي اللبناني، بدأت الاصوات الفلسطينية تعلو غضباً على مفاعيل الأزمة المفتوحة، والتي تنعكس سلبا على واقع المخيمات الفلسطينية، وتنذر بـ "كارثة إنسانية" خطيرة على أبنائها ومضاعفة في ظل الإزمات الاقتصادية والمعيشية وارتفاع الاسعار والغلاء والحرمان من الحقوق المدنية والاجتماعية والانسانية وتراجع خدمات "الاونروا" باضطراد.

وقد ترجمت اصوات الاعتراض، بأول تحرك احتجاجي تحت شعار "الفقر والجوع.. مخاطر مجتمعية على الابواب"، حيث نظمت "المبادرة الشعبية الفلسطينية" في عين الحلوة، وقفة مطلبية امام مكتب مدير خدمات "الاونروا" في المخيّم، بعد اللقاء الشعبي التشاوري الذي عقدته في قاعة القاطع الخامس في "حي صفورية"، تحت عنوان "الازمة المعيشية في المخيمات هواجس ومخاطر"، وخلص الى توافق على بدء الحراك الاحتجاجي من اجل مواجهة تداعيات الازمة المعيشية المتفاقمة التي يواجهها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، بسبب تطورات الاحداث المتسارعة فيه.

ورفع المشاركون في الوقفة، لافتات اكدوا فيها ان الشعب الفلسطيني في لبنان يعيش مجاعة حقيقية وانه متروك لمصير اسود، قبل ان يجرى تسليم مدير "الاونروا" عبد الناصر السعدي، مذكرة موجهة الى المدير العام لوكالة "الاونروا" في لبنان كلاوديو كوردوني، تطالب بإغاثة عاجلة للاجئين الفلسطينيين في لبنان بأسرع وقت ممكن، تتمثل بتخصيص مساعدة مالية، كمعونة عاجلة شهرية، بما لا يقل عن 200 دولار شهرياً وذلك كإجراء سريع درءاً لتفاقم الاوضاع او انزلاقها الى ما لا تحمد عقباه على الصعيدين المعيشي والاجتماعي.

وقال أحد كوادر "المباردة الشعبية" وديع علي لـ "نداء الوطن"، ان هذا الحراك يركز على مطالبة "الاونروا" باعتبارها الجهة المعنية برعاية شؤون اللاجئين بموجب الوكالة الممنوحة لها من الامم المتحدة، وانه يتوجب عليها القيام بدورها في مثل هذه الظروف الصعبة، ونحن ندعو الوكالة الى ضرورة القيام بخطة إغاثية طارئة وعاجلة لمرحلة موقتة، على كافة الصعد إجتماعياً وتعليمياً وصحياً، ريثما يتم حل الاوضاع الدقيقة في لبنان.

هذا ودعت جمعية عمل تنموي بلا حدود - "نبع " الى عقد "لقاء تشاوري" لبحث تداعيات الازمة اللبنانية بمختلف اشكالها السياسية والاقتصادية والاجتماعية على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين حيث الفئات الأكثر تهميشاً وفقراً، وذلك الساعة الثانية عشرة والنصف ظهر يوم غد الاربعاء، في مركز جمعية نبع في منطقة الاولي – صيدا، للبحث في سبل الاستجابة الطارئة للتخفيف من شدة الأزمة على اهلنا داخل المخيمات الفلسطينية.