أسامة القادري

البقاعيون يتّجهون إلى العصيان المدني و"إسقاط الخطيب في الشارع"

5 كانون الأول 2019

02 : 00

أثناء قطع الطريق في سعدنايل

كشفت عمليات التسلل للدستور اللبناني من قبل فريق رئيس الجمهورية وملحقاته أسباب تعطيل البلاد، في محاولة لفرض ما يريده الرئيس وصهره رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل من رئيس الحكومة وكأن البلاد لا تمر في ازمة. وتستخدم الطبقة السياسية أداة لقمة العيش لتضغط على المواطنين، فضلاً عن اطلاق يد "الشبيحة" لمواجهة المعتصمين.

هذه السياسة دفعت الشارع البقاعي أمس إلى رفع وتيرة الإعتصامات وقطع الطرقات الرئيسية والفرعية، خصوصاً بعدما تم تسريب اسم سمير الخطيب كمرشح لرئاسة الحكومة. واعتبر الشارع أن "الخطيب شريك السلطة الفاسدة بكل الصفقات المشبوهة، وتمت تسميته بطريقة مشبوهة ومخالفة للدستور" بحسب ما عبر ناشطون، معتبرين أن "ترشيح الخطيب هو للهروب من قانون المحاسبة واسترداد المال المنهوب لأنه مقاول وشريك السلطة الفاسدة". كما لم يخف بعض من المعتصمين أن موافقة الرئيس سعد الحريري على الخطيب يعطي دلالة أنه لا يختلف عن الآخرين، ما يجعلهم يصرون على شعار "كلن يعني كلن".

وعند المفارق الأساسية والرئيسية عاد الثوار البقاعيون الى الطرقات وقطعوها بالاتجاهين بالسواتر الترابية والاطارات المشتعلة، منذ منتصف الليل حتى ساعات الصباح الاولى وذلك لمنع الموظفين من الوصول الى اعمالهم بهدف استكمال العصيان المدني.

وتم قطع طرقات جديتا العالي - ضهر البيدر، والمصنع الدولية ومستديرة كسارة زحلة وعند مثلث راشيا، وطريق تعلبايا. وفي البقاع الغربي قطع الطريق عند مثلث جب جنين - كامد اللوز. وفي راشيا عند مثلث راشيا - ضهر الاحمر. وبالعودة الى سعدنايل، ارتفعت حدة الاعتراض بعدما عمد الجيش إلى تفريق المتظاهرين واعتقال نحو 20 شاباً بينهم 3 أطفال، ما ادى الى جرح اكثر من اربعة ناشطين بعد ملاحقتهم بين أحياء البلدة وعلى اسطح المنازل. وعلى اثرها تضامن ثوار البقاع مع ابناء سعدنايل فعمدوا على قطع الطريق في تعلبايا وحوش الحريمة والمرج وسعدنايل تضامناً مع المعتقلين، ما دفع فاعليات البقاع الاوسط ورئيس بلدية سعدنايل حسين الشوباصي الى التدخل واجراء اتصالات مع قيادة المنطقة، وعملوا على التهدئة الى حين ان توصلوا الى صيغة اطلاق سراح المعتقلين مقابل فتح طريق سعدنايل - تعلبايا.

وأكد الشوباصي أن الجيش اعتقل 17شخصاً، 14من أبناء البلدة و3 سوريين من سكان البلدة تم اعتقالهم في احياء البلدة، متمنياً ان لا تتكرر هذه العملية بهذه الطريقة فسعدنايل لم ولن تكون في مواجهة الجيش، وقال: "ليست المشكلة في اعتصام الشباب وقطع الطريق، انما المشكلة بالذي أوصل الوضع لهذه الحالة من تفاقم الازمة الاقتصادية وعجز السلطة عن ايجاد حلول تقيهم من استغلال التجار واحتكارهم للمواد الغذائية، وارتفاع سعر صرف الدولار امام الليرة، الاعتصام جاء اعتراضاً على سياسة تفرد السلطة في اتخاذ القرارات المصيرية، وتسويفها في تأليف الحكومة وانتهاك الدستور بتأليف حكومة سياسية محاصصاتية، خلافاً لما يريده الشعب اللبناني حكومة تكنو قراط لانقاذ البلد".

من جهته قال الناشط الدكتور فضيل حمود: "بعد هدوء نسبي وترقب لأيام، إلتزم خلالها الثوار الشباب بعدم إقفال الطرقات الرئيسية التي تربط شتورة بزحلة ثم بعلبك، موجة غضب عارمة انتابتنا على أثر الاخبار المتسارعة عن شبه اتفاق نهائي بين أحزاب التسلط والفساد والتبعية في الحكم، لتأليف حكومة تكنوسياسية برئاسة الخطيب". وتابع: "عدا كون ذلك يشكل خرقاً فاضحاً للدستور من قبل رئيس الجمهورية ميشال عون، في المضمون وبإختصار، النظام يجدد نفسه بنسخة حكومية طبق الأصل عما عرفناها من حكومات ما قبل ثورة 17تشرين الأول؛ ولو بالشكل لا تلبي الحد الأدنى من مطالب الإنتفاضة الشعبية".

وأوضح أنه "من الطبيعي أن يترجم الثوار غضبهم في إقفال الطرق الرئيسية، وأن يتضامنوا مع ثوار سعدنايل علماً أن الطرق الفرعية بقيت سالكة، والطريق الرئيسي لم تقفل أمام سيارات الإسعاف وقوى الأمن وعناصر الجيش وما ان افرج عن الثوار المعتقلين حتى اعاد ثوار تعلبايا فتح الطريق قبل وصول الجيش". وكشف ان "حسب صور مسجلة بينت ان احد عناصر الجيش رمى متظاهراً عن الجسر". واستعرض الناشط الحقوقي اياد حوا واقع الثورة في البقاع، "بعد مرور ما يقارب خمسين يوماً على انطلاق الثورة لم يتحقق اي شيء سوى استقالة الحكومة بسبب تجاهل السلطة المقصود للمطالب واعادة إنتاج حكومة محاصصة لا تلبي رغبات الشارع وتطلعاته، اي (حكومة تكنوقراط)"، واعتبر أنه "بعد دعوة رئاسة الجمهورية اليوم للاستشارات النيابية الملزمة نهار الإثنين لتسمية سمير الخطيب رئيساً للحكومة يعبر الثوار عن رفضهم هذه المسرحية المكشوفة وسيتم إسقاط الخطيب في الشارع"، وتابع "لذلك فإن الثوار في جميع المناطق اللبنانية يعلنون يوم غد إغلاقَ وتسكيرَ واقفالَ جميع الطرقات واقفال جميع المؤسسات العامة والمصارف والمدارس والجامعات والإستمرار بالعصيان المدني حتى تلبية جميع المطالب وإسقاط ميشال عون وتشكيل حكومة تكنوقراط خالية من الأحزاب".


MISS 3