سيلفانا أبي رميا

قاسم إسطنبولي: نطمح إلى اللامركزية الثقافية وكسر الجدار الوهمي بين المناطق

30 آب 2022

02 : 01

عرس وكرنفال في التلّ
عادت الروح مجدداً إلى سينما "أمبير" في طرابلس التي أنشئت في منتصف الثلاثينات من القرن الماضي، المطلة على ساحة التلّ والنابضة بالتاريخ والثقافة، حيث افتتحت أبوابها يوم السبت الفائت (28 آب)، بحلة جديدة من الداخل والخارج، بعد نفض الغبار عن قاعاتها الفسيحة، وطلاء واجهتها بألوان الحياة، لتحتضن مهرجان "طرابلس الدولي" بنسخته الأولى والذي تختتم فعالياته اليوم، على أن تبقى أبواب السينما مشرّعة أمام النشاطات الثقافية المقبلة. "نداء الوطن" التقت مسؤول المبادرة مؤسس "المسرح الوطني اللبناني" الممثل والمخرج قاسم اسطنبولي في هذا الحديث.

أخبرنا عن مشوارك الثقافي الطويل.

تخرّجت من كلية الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية العام 2009، أسّست "المسرح الوطني اللبناني" في مدينة صور، كما قمت بإعادة تأهيل وافتتاح عدد من دور العرض المقفلة في لبنان الجنوبي. أسّست فرقة "مسرح إسطنبولي" العام 2008 وساهمت بتأسيس "جمعية تيرو للفنون" العام 2014. حصدت جائزة أفضل عمل في مهرجان "الجامعات في لبنان" العام 2009، وجائزة أفضل ممثل في مهرجان "عشيّات طقوس" في الأردن العام 2013، وتعتبر مسرحيتي "تجربة الجدار" أول عمل عربي يشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان "ألماغرو" في اسبانيا عام 2011.

حصلت على جائزة أفضل شخصية مسرحية عربية في "مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح" في مصر العام 2020، وجائزة الإنجاز بين الثقافات في فيينا عن مشروع شبكة الثقافة والفنون العربية العام 2021.

ومن المهرجانات التي أسستها: مهرجان "لبنان المسرحي الدولي"، مهرجان "لبنان السينمائي الدولي للأفلام القصيرة"، مهرجان "شوف لبنان بالسينما الجوالة"، مهرجان "لبنان المسرحي للحكواتي"، مهرجان "لبنان لمونودراما المرأة"، مهرجان "صور الموسيقي الدولي"، مهرجان "لبنان للرقص المعاصر"، مهرجان "أيام فلسطين الثقافية"، مهرجان "تيرو الفني الدولي"، مهرجان "صور السينمائي للأفلام القصيرة"، مهرجان "المسرح الملحمي في النبطية" ومهرجان "أيام صور الثقافية".

كيف ولدت فكرة ترميم وإعادة إحياء سينما "أمبير"؟

الفكرة ليست وليدة اليوم، بل تكملة لمشروع بدأته منذ سنوات يتمثل باعادة إحياء دور السينما المتوقفة في جنوب لبنان من "سينما الحمرا" و"سينما ستارز" و"سينما ريفولي" التي تحوّلت إلى المسرح الوطني اللبناني، واصبحت منصة ثقافية حرة ومستقلة ومجانية أمام الجميع.

في المقابل، اخترنا "امبير" كونها من دور السينما المتبقية في طرابلس ويمكن الاستحصال على عقد إيجار خاص بها، وهي ثاني أقدم سينما في التل اذ تأسست في منتصف ثلاثينات القرن الماضي ومن المهم الحفاظ على هذا الارث الثقافي، كما تحمل في موقعها جزءاً من تاريخ المدينة وذاكرتها، وتخدم فكرة مشروع إنشاء مسرح وطني لبناني في طرابلس عاصمة الثقافة والفن.

ما الهدف الأساسي من هذا المشروع؟

الهدف الأساسي تأسيس حركة مسرحية ومهرجان دولي في طرابلس يصل الشمال بالجنوب، كونه تكملة لحلمنا الذي بدأ في صور منذ أربعة أعوام. وبفضل جهود الشباب المتطوّعين، نطمح الى تحقيق اللامركزية الثقافية وربط المنصات ببعضها وكسر الجدار الوهمي بين المناطق اللبنانية عبر الفنون. اليوم نحن سعداء جداً كوننا نعيش الحلم في طرابلس التي تحتوي على نحو 35 صالة، وتأسّس فيها أول معهد فنون للتمثيل، ومنها انطلقت فرق فنية كثيرة.

كيف كان الافتتاح يوم السبت؟

كان الإقبال كثيفاً بشكل مفاجئ وامتلأت الصالة التي تتسع لنحو 800 شخص بالكامل تقريباً من جمهور حضر من الجنوب والبقاع وبيروت فكان الحدث بمثابة عرس ثقافي يصعب وصف لحظاته الفريدة.



الصالة تغصّ بالحضور ليلة الإفتتاح




هل تقتصر الفعاليات على المسرح فحسب؟

طبعاً لا. سيكون هناك ورش تدريبية في الرسم والتصوير، وسنعمل على تنظيم كثير من المهرجانات. كما يمكن لأي فنان استخدام هذه الصالة مجاناً. كذلك ستكون هناك عروض سينمائية أسبوعية ومعارض وفنون تشكيلية وأمسيات موسيقية ومكتبة عامة. مع الاشارة، الى أنّ المهرجان الذي تختتم فعالياته اليوم، نظم بالتعاون مع مؤسسة "دون" الهولندية، وتخللته عروض مسرحية من الجزائر وتونس والمكسيك والعراق وسلطنة عمان وإيطاليا وإسبانيا ولبنان، وتوزيع جوائز ضمن فئات مختلفة.

هل تتكل على فريقك لمساعدتك في كل هذه النشاطات؟

يمثل فريق "تيرو" التنوع بحد ذاته، ويضمّ شباباً من مختلف المناطق والخلفيات، جمعهم حب التطوّع فقرروا العمل بشغف ومن دون كلل لترميم الثغرة الثقافية والمسرحية الموجودة، وبات في حوزتهم اليوم خبرة يثنى عليها بعد تأهيلهم 4 دور سينما.



ماذا عن مشاريعك المستقبلية؟

ننظم مهرجان "الحكواتي" في سينما "أمبير" في تشرين الثاني المقبل، حيث سيجول من خلاله حكواتيون عرب ولبنانيون على عدد من مقاهي طرابلس لسرد الحكايات.


MISS 3