المطران عودة: نعاني من اللامسؤولية وعدم السعي للاصلاح والمحاسبة

14 : 27

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس.

بعد قراءة الإنجيل، ألقى عظة قال فيها: "في إنجيل اليوم سمعنا حوارا بين شاب وبين الرب يسوع حول الصلاح والحياة الأبدية. هذا المقطع الإنجيلي يصور لنا معاناة كل شابة وشاب في عالمنا اليوم. كلهم قد يريدون أن يكونوا من الصالحين، لكنهم لا يعرفون الطريق نحو الصلاح، الأمر الذي عبر عنه الشاب بسؤاله: "أيها المعلم الصالح، ماذا أعمل من الصلاح لتكون لي الحياة الأبدية؟" عالم اليوم تائه، وقد أصاب البشر بالضياع".


وتابع: "نأسف أن الشباب يثقون بزعماء أرضيين أكثر من ثقتهم بالله الخالق. يثقون بزعماء لم يحسنوا إدارة البلد ولم يتقنوا المحبة والعطاء، ولم يفسحوا للرب مجال العمل في قلوبهم، زعماء يستغلون الشعب ومقدرات البلد عوض أن يستغلوا الوزنات المعطاة لهم من الرب ويثمروها ليتضاعف إنتاجهم ويكثر حصاد البلد. نحن نعاني من اللامسؤولية وانعدام الأخلاق وقلة الإيمان. نعاني من عدم السعي نحو الصلاح الذي طلبه الشاب في إنجيل اليوم. نعاني من الاستهتار وعدم المحاسبة، مما يدفع مثلا بعض المتعهدين والمسؤولين عنهم إلى التغاضي عن الطرقات المظلمة والمفخخة بالباطون والحفر، جاعلين إياها مصيدة تخطف الشباب وتيتم الأطفال وتكسر قلوب الأهل والإخوة. نأسف أن الشباب يهتفون بأرواحهم ودمائهم فداء لزعماء لا يتألمون لمعاناة البشر، بدل وضع كامل ثقتهم برب سفك دمه على الصليب من أجل خلاصهم. نأسف أن الشباب يهاجرون، عوض السعي إلى إنقاذ وطنهم. يخبرنا الكتاب المقدس أمرا لا شك فيه، وهو أن الله صادق وأن كل إنسان كاذب."


وختم عودة: "لذا، دعوة الرب لنا في هذا اليوم المبارك، أن نترك كل شيء، وكل مستعبد، من بشر وماديات، وأن نتبعه هو وحده الصادق والمحب البشر، وأن نربط بين أعمال الصلاح التي نقوم بها وبين المحبة التي نتعلمها منه، ناقلين إياها إلى كل من هو حولنا".

MISS 3