أسامة القادري

مدارس خاصة تهدّد بالدفع بالدولار.. وإلا!

9 كانون الأول 2019

02 : 00

تلامذة زحلة يتظاهرون

أمام ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء وملامسته عتبة الـ 2400 ليرة، وقع البقاعيون في الأزمة في ظل انعدام فرص العمل، وارتفاع البطالة التي تخطّت الخطوط الحمر مع اقفال العشرات من المؤسسات التجارية والصناعية أبوابها، بسبب الأزمة الاقتصادية الحاصلة.

وترخي الازمة بظلالها على العام الدراسي وذوي طلاب المدارس الخاصة، بعدما راحت اداراتها تطالبهم بدفع كامل الاقساط للعام الدراسي، خلافاً للاتفاق المعتمد بين المدرسة والاهالي والقاضي بتقسيط الاقساط، منها شهري ومنها فصلي، الأهم من ذلك، بالليرة اللبنانية.

وتبرر هذه الادارات أنها طلبت من الأهالي دفع كامل المستحقات لأن الكلفة حددت بالليرة اللبنانية فيما سعر الدولار بدأ بالارتفاع ما أوقع المدارس بخسائر كبيرة نتيجة الفارق الكبير في سعر الصرف.

وأبدى مدرّسون في المدارس الخاصة استياءهم من تصرف الادارات ووصفوه بالجشع، واستغلال الازمات انطلاقاً من اعتبار أن المدرسة تدفع رواتب المدرسين والمدرسات والعاملين والاداريين بالليرة اللبنانية وجميع المستلزمات والقرطاسية تم شراؤها مع بداية العام الدراسي، أي قبل اندلاع أزمة صرف الليرة.

كما أكد بعض الأهالي أن ادارات المدارس بدأت ترسل لهم رسائل تطالبهم فيها بوجوب دفع كامل الاقساط والمستحقات، ما وضعهم في حيرة من أمرهم.

لا يجد حسين عمر مبرراً يدفع ادارة مدرسة أبنائه الأربعة، لكي ترسل كشوفات حسابية للأقساط بعد تحويلها من الليرة اللبنانية الى الدولار، سوى غياب الدولة ومؤسساتها الرقابية، وقال "لا يكفي انهم رفعوا الاقساط عن السنة الماضية، فباتت كلفة كل تلميذ أكثر من 5 آلاف دولار في السنة، حتى رفعوا كلفة النقل، انهم لا يرحمون الاهل". يتأفف الرجل من أنّ المدرسة تفرض عليه الدفع بالدولار أيضاً.

كما هددت إحدى المدارس الخاصة في مدينة زحلة والتي تعتبر من أهم المدارس والداً لثلاثة تلاميذ أنه في حال لم يدفع القسط كاملاً بالليرة اللبنانية سيكون لها اجراء بخصوص أبنائه، أو أن يتم تقسيط القسط بالدولار. وتمنى والد التلاميذ عدم ذكر كامل هويته لحين حل الاشكالية مع المدرسة.

صاحب ومدير مدرسة "أفروس كوليج" الخاصة بلال الحشيمي، برر ما يحصل بالقول إنّ "بعض المدارس لديها التزامات ككلفة الايجار مع أصحاب المباني، ومع مؤسسات تجارية لأدوات ومستلزمات المدارس"، ووعد أن المدرسة لن تصل الى طرد الطلاب بسبب العجز عن دفع الاقساط، وقال "نحن لدينا مبنى لكن لا يلغي أن الوضع قاس جداً ويجب علينا ان نتحمل بعضنا، كادارة ومدرسين واهالي الطلاب"، وأوضح أن البقاعيين عانوا لأكثر من 35 يوم عطلة بسبب اقفال الطرقات، كما أن واقع المدارس الخاصة ليس مريحاً على الاطلاق، وبعد اجتماعنا كمدارس خاصة تبين أن نتيجة الوضع الاقتصادي السيئ أوقفنا تعاقدات مع مدرسين ومدرسات في التعليم الرسمي".