عماد موسى

المرشح زياد حايك: حظوظي دون الـ10 بالمائة

لست الخيار الأوّل لأي حزب... أنا أو من يشبهني الخيار الثاني

8 أيلول 2022

02 : 00

زياد حايك ( تصوير رمزي نهرا)
يوم هُمس باسم زياد حايك، (63 عاماً) كمرشح لرئاسة الجمهورية اللبنانية، إعتقد كثيرون أن الأمر لا يعدو كونه «تسريبة» في موسم التداول بأسماء الموارنة الطامحين لتبوّؤ الموقع الأول في هرمية السلطة. ويوم أعلن حايك، بنفسه ترشيحه، قطع الهمس باليقين، مع علمه الأكيد، كرجل يتعاطى الشأن العام بواقعية، أن حظوظه غير مرتفعة، في سبق الأقوياء، والمتعارف على تسميتهم بالمرشّحين الطبيعيين. «نداء الوطن»، رئيسَ تحرير وزملاء، إستقبلت حايك في مكاتبها، وحاورته كمرشّح براغماتي وشخصية رصينة ومثقفة تملك رصيداً من النجاح في الخارج ولبنان وكاسم ليس عضواً في نادي المرشّحين.




أول ما يلفت في المرشّح حايك، إبن بيت شباب، سجلّه المهني الحافل،والمناصب التي شغلها في الشركات المالية والتكنولوجية والمؤسسات الدولية،إلى تولّيه منصب أمين عام المجلس الأعلى للخصخصة والشراكة.

والأمر الثاني، ثقافته الواسعة، والممر إليها إتقانه لدزينة لغات حيّة وقديمة، بينها الفارسية لغة زوجته وهناك أحد النواب قال له: «لشو بدنا حدا يحكي 12 لغة، في ناس تقوم بالترجمة»، فأجابه «الموضوع غير مرتبط بالترجمة فكل لغة تشكل نافذة على ثقافة معينة».

والأمر الثالث اللافت إلمام حايك الواضح بمعظم مشاكل لبنان، بخاصة المالية والمصرفية، وانتهاجه سياسة براغماتية في مقاربة أكثر الملفات دقة وتعقيداً، من «حزب الله» ومشروعه المتخطي مؤسسات الدولة وحدودها إلى ملف الإصلاح المالي، وهو صاحب اختصاص في هذا المجال، وكان مرشحاً في العام 2019 لرئاسة البنك الدولي قبل أن تسحب الحكومة اللبنانية ترشيحه، ما دفعه إلى مغادرة «الإدارة العامة» إلى غير رجعة.

وفكرة ترشح حايك إلى الرئاسة انطلقت من «انتفاضة داخلية» والسؤال عن الأسباب التي أدت إلى الوضع الذي نمر به خصوصاً واقع الأزمة المالية المستمرة منذ 3 أعوام لم تعمد في خلالها الحكومات المتعاقبة إلى اتخاذ أي قرار سوى ذاك القرار المشبوه بالتوقف عن الدفع، (الإفلاس الذي زاد من الإنهيار)، وسأل حايك:هل من المعقول ألّا تقدم الحكومات على اتخاذ أي إجراء خلال الأزمة المالية؟ وما هي الأسباب التي تدفع المسؤولين إلى عدم اتخاذ الإجراءات؟

ويتابع حايك «نعرف، أن رئيس الحكومة لا يملك الصلاحيات التي أخذت من رئيس الجمهورية، بل إن مجلس الوزراء مجتمعاً هو الذي يحكم، ويعرف الجميع أن جمعية خيرية من 3 أشخاص تواجه صعوبات في إدارة وحكم الجمعية، وكيف لـ 30 وزيراً أن يحكموا دولة؟

إذا، والحال هذه لا يمكن اتخاذ قرار في الأزمة المالية، لأن رئيس الجمهورية لا يملك الصلاحيات، ورئيس الحكومة لا يملك صلاحية إتخاذ القرار، ومجلس الوزراء لا يستطيع الإتفاق على شيء معين... خلص وقفت!» أي بالمعنى العامي «كربجت»

يعتمد حايك على التحليل بمنطق رياضي، يعرض للأمراض والمشاكل، من الفساد إلى السلاح ويجد الحل بالحوكمة الرشيدة، والشرح يحتاج إلى ساعات.

ويغمز حايك من المراهنين على اللامركزية كحل «إذا السيستام المركزي معطل فلا يمكن للحل أن يكون في اللامركزية.أنا ما عندي شي ضدّ اللامركزية، أنا مع اللامركزية ولكن ليس بالطريقة التي تعرض، والتي يتصورها الناس أن نبقى في مناطقنا ونجبي الضرائب في مناطقنا ونصرفها أيضاً ونترك الآخرين يتدبرون أمرهم. هذا غير واقعي، الحل بالنسبة إلي، هو تفويض الصلاحيات».

وما نفع اللامركزية !

فلنعد إلى الرئاسة ونسأل عن المواصفات المفترض توافرها بالمرشح للرئاسة الأولى التي يختصرها الحايك بأربع:

- الكفاءة، العلاقات مع الكتل النيابية، آراء سياسية ترتاح لها اكثرية معينة من النواب، علاقات دولية.

ولا يحبّذ وجود شخص بموقع رئيس الجمهورية كرئيس تكنوقراط.



حوار مفتوح مع "نداء الوطن" (تصوير رمزي الحاج)



رئاسة الجمهورية ليست خبرة في قطاع معين.المواصفات التي سبق وذكرتها لا تتضمن تكنوقراطاً. إنما جزء من كفاءة المرشح أن يتمتع بخبرات معينة بالإدارة العامة والخاصة، وأن يمتلك نوعاً من الخبرات في الشق المالي الإقتصادي الذي نعاني منه... وهذا لا يمكن تسميته تكنوقراطاً. ويجب على رئيس الجمهورية ألّا يكون طرفاً. العهود التي كان فيها رئيس الجمهورية طرفاً هي سنوات عدم الإستقرار. ويستغرب حايك كيف أن العقل اللبناني «ما بتركب معو أن يكون المرشح سياسياً وصاحب كفاءة...إذا حدا IQ عنده 150 يستطيع القيام بكل هذه الأمور... فلماذا الإتيان بأحد IQ عنده 80.؟

ونسأل الحايك الذي يزين أجوبته بميزان الذهب ويحاذر الهفوات: هل أنت مرشح ليكون اسمك جدياً خلال جلسة إنتخاب الرئيس، أو أن ترشيحك إعلامي؟ هل تتواصل مع النواب من أجل انتخابك؟

أكيد. أما لو لم أتكلّم معهم ما كنت ترشحت. وما كنت أعلنت ترشيحي. حكيت معهم وترشحت.

• هل حصلت على تأييد أيٍّ من الكتل النيابية؟

جوابي دائما على هذا السؤال:

أنا لست الخيار الأول لأي حزب اليوم. ولكن قد أكون الخيار الثاني للعديد منهم. لست الخيار الأول لأنني لست منهم. ولكني الخيار الثاني في حال عدم تمكنهم من التوصل إلى توافق على اسم منهم. فإنهم يرون فيّ شخصاً يعرفونه، وأنا عملت مع العديد منهم ما يقارب 13 سنة، وهناك بعض الأحزاب عمدت إلى طرحي كوزير في السابق، وأحزاب أخرى عمدت إلى تعييني في الأمم المتحدة. أنا شخصية معروفة. وفي حال فشل الخيارات الأولى قد أكون الخيار الثاني لأكثريتهم. (قالها بتواضع)


يُسال زياد حايك دائماً عن حظوظه في الوصول إلى بعبدا. فيجيب: أقل من 10 في المئة.

يستغربون: أووف بعدك مكمل؟ أجيب نعم، ومن لديه حظوظ أكثر من 10 في المئة.

الخارج غير مهتم

من الصعب أن يمر مرشح من القوى التي تطالب بمرشح سيادي سيادي سيادي، (بالثلاث) كما أن القوى الأخرى ستجد من الصعوبة بمكان إيصال سليمان فرنجية، لذلك سوف يلجأون إلى الخيار الثالث الذي أتكلم عنه، الذي هو أنا أو أحد يشبهني، أتصور أنني أمتلك الكفاءات والعلاقة السياسية المقبولة من الجميع لأنني عملت مع جميع القوى... وقفت ضدّ بعض سياساتهم... وشاركت في العديد من اللجان الوزارية، كان مكتبي في السراي، وعملت مع 4 رؤساء للحكومة...

سألني بعض النواب قالوا لي: هل أنت مرشح فرنسا؟

لا.

مرشح أميركا؟

لا أنا لست مرشح أي جهة من الخارج.

قالوا لي: لماذا تضيع وقتك إذهب إلى المنزل...

وعن التأثيرات الخارجية يقول حايك « لا أحد مهتماً في الخارج بهذا الإستحقاق. ولكن الإهتمام بالصواريخ الموجهة نحو إسرائيل والغاز... «.

براغماتية واعتدال

بالبروفايل السياسي يضع حايك مواقفه في خانة الإعتدال وينظر إلى المسائل الخلافية «بعين براغماتية». ما في شي أسود يا أبيض يقول حايك.

«لنأخذ على سبيل المثال سلاح «حزب الله» ليس من السيئ أن يكون لدينا سلاح ندافع فيه عن حالنا ونجبر الإسرائيلي على التفاوض معنا حول الغاز( بشروطنا)... هذه أمور جيدة. هناك أشخاص مع «حزب الله» يرون أن هذه الأمور تصب في خانة السيادة التي يطالبون بها. المقاومة تضمن السيادة. ومن جهة أخرى، يعتبرون السلاح تكريساً للدويلة.

وللجمع بين الخيارين يجب أن أخفف الخطاب السياسي المتشنج. لأن هذا لا يؤدي إلى أي شيء. لا «حزب الله» سيتمكن من احتلال البلد. ولا السياديون سيتمكنون من القيام بأي شيء آخر.لا مرشح 8 آذار سيجلس في قصر بعبدا ويحول لبنان إلى قاعدة عسكرية إيرانية، ولا مرشح السياديين بمجرد وصوله إلى بعبدا سيتخلص من السلاح...».

كيف يمكنك أن تقنع الآخرين وتحديداً النواب الذين سينتخبون؟

الذي يملك المؤهلات من الصعب إقناعه وهو يقول لك من أنت لتترشح؟

أما النواب الذين لا يملكون مؤهلات فيسهل إقناعهم وهم يرحبون بالمرشح الذي يملك كل تلك المؤهلات.

ويقولون يا ريت بيجي شخص متلك...

• توجهت في برنامجك الإنتخابي إلى المواطنين لحثّ نوابهم على تغيير المقاربة التقليدية للإنتخابات الرئاسيّة؟ هل سيكون لك لقاءات شعبية خارج إطار الأحزاب؟

أنا جزء من الثورة. أسست أول مجموعة معارضة في العام 2015 إحتجاجاً على سياسات النفايات (معاً نحو الوطن) .

وتظاهرنا مع «طلعت ريحتكم»...

نحن لا نحاول تغيير النظام إنما نحاول توعية السياسيين على أخطائهم. والمحاولة لا بدّ أن تثمر ذات يوم.

في مشروع حايك المطبوع عناوين كثيرة، نظرية وعملية، إعادة تكوين طبقة وسطى كبيرة، تحقيق عدالة ضرائبية ومقاربات لعلاقات لبنان في محيطه ومع العالم إلى عناوين متصلة بالإصلاح السياسي، وختامها حلم بعقد إجتماعي متجدد.

تجدر الأشارة إلى ان العنوان العريض لمشروع المرشّج زياد حايك الرئاسي «إسترداد الثقة وعودة الأمل». كلمتان بالأخضر وكلمتان بالأحمر، على الغلاف الأول للمطوية، فيما احتل الغلاف الأخير إصحاح وآية. الإصحاح من إنجيل متى « إجعَلوا نوركم يضيء أمام الناس، لكي يَرَوا أعمالكم الصالحة، ويمجّدوا أباكم الذي في السماء» والآية من سورة التوبة «وقلّ اعملوا فسيرى الله عملكم ورسولُه والمؤمنون»

ومن قال إن لبنان يمكنه النهوض والطيران بجناح واحد؟.


MISS 3