الراعي من دير الأحمر: نصلّي من أجل وطننا لكي يصمد

23 : 43

أعدت مطرانية دير الأحمر وابرشية البلدة، لبطريرك إنطاكية وسائر المشرق الكاردينال ما بشارة بطرس الراعي، حفل استقبال في باحة كنيسة سيدة البرج الأثرية، في حضور فاعليات روحية ونيابية وبلدية واختيارية واجتماعية.


القزح

وتحدث رئيس بلدية دير الأحمر لطيف القزح، فقال: "اليوم أيها السيد ونحن في ذروة المعاناة أرى خلاص لبنان عن يدك أنت، وإنّي أراه قريباً جداً. اطرد الذين عاثوا في الأرض فساداً فقد التهموا خيرات البلاد واستباحوا كرامات الناس وأعراضهم وأدخلونا إلى جهنم. سيدي، صاحب الغبطة والنيافة، هز عصا العز وخلص لبنان، هذا الوطن الذي أوجده أسلافك ودافعوا عنه حتى الإستشهاد والنفي والتشرد والحريق (...) ولن يرتفع فوق أرضنا علم آخر مهما علا شأنه، فأعلامنا مرفوعة بسواعد رجالنا مخضبة بدماء الشهداء، وأجراسنا تدق وستظل تدق ما دام فينا نبض يدق".

وقدم القزح للبطريرك الراعي لوحة فسيفساء لصورته.


القداس

وبعد افتتاحه "المركز الرسولي" قرب الكنيسة، ترأس البطريرك الراعي القداس الإلهي، يعاونه راعي أبرشية بعلبك دير الأحمر المارونية المطران المطران حنا رحمه، المطران سمعان عطالله، ولفيف من الكهنة.

وحضر القداس النائبان: أنطوان حبشي وسامر التوم، النائبان السابقان ربيعة كيروز وإميل رحمه، رئيس اتحاد بلديات منطقة دير الأحمر جان الفخري، رؤساء بلديات ومخاتير قرى الجوار، وفاعليات سياسية وأمنية واجتماعية.


رحمه

وتحدث المطران رحمة، فقال: "أيرحب بسيد الدار في دياره، وهو صاحب الدار ومالئ الدار غبطة وحياة؟ بفرح كبير يتحلق حولكم المحبون وهم كثر، لا ليرحبوا بكم في دياركم، بل ليعبروا لكم، وأنا معهم، عن صدق انتمائهم البنوي والكنسي الذي به يفتخرون ويعتزون! ها هي أبرشية بعلبك – دير الأحمر مصغر ونموذج للبنان الرسالة والعيش الواحد! فهلموا یا صاحب الغبطة، وارفعوا صليبكم عاليا، وباركوا به شعبكم في هذا البقاع الحبيب، وثبتوهم في قضيتهم المحبة هذه، ليزدادوا تشبثا بأرضهم وإيمانا برسالتهم، وصفاء في عيش المحبة".

وتابع: "لقد زرتم اليوم يا أبانا بعضا من الورش والأعمال في الرعايا والبلدات الكائنة على طريق الديمان - دير الأحمر، وما رأيتموه ليس إلا نموذجا مختصرا عن حياة شعبنا المناضل ورعايانا المليئة بالحياة، وما المشاريع القائمة إلا علامة لشعب لبناني بقاعي يشبه لبنان بعناد أرزه، وصلابة قدرته على المقاومة الحقة، وتقوى قديسيه. ويمكننا منذ اليوم أن نعد أنفسنا وشعبنا بزيارة أخرى لكم في القريب العاجل لافتتاح مشاريع عدة وأعمال كنسية تفرح قلبكم الأبوي (...) كلنا سنكون يداً واحدة في خدمة شعبنا، كلٌّ انطلاقاً من موهبته ودعوته".


وأردف: "هذه هي رسالتنا في هذه الأرض المباركة التي ورثناها عن أجدادنا القديسين، من عيون أرغش، إلى دير الأحمر وقرى المنطقة، مرورا بقرى قطاع بعلبك في السهل الوسيع: إيعات، بعلبك، عين بورضاي، دورس، مجدلون، حوش بردا، حوش تلصفيا، حدث بعلبك، بيت شاما، طليا، الطيبة وسرعين؛ وصولا إلى قرى وبلدات قطاع العاصي: جديدة الفاكهة، راس بعلبك، جبولة، القاع والهرمل، ولن أنسى وادي فيسان ووادي الرطل والسويسة وتل صوغا ومراح كبار وصبوبا والشواغير

وتطول اللائحة. سنحافظ على رسالتنا في كل شبر من بقاعنا، في الشهادة اليومية، في الكد والتعب، سنزرع أرضنا ونحرثها ونحرسها. ستبقى مدارسنا منارة للعلم والثقافة والتربية على الأخلاق والقيم والمواطنية، وأديارنا ورعايانا ومؤسساتنا، ستبقى كلها مشرعة في خدمة الإنسان، كل إنسان وكل الإنسان. سيعود النازحون والمهجرون والمهاجرون إلى بيوتهم وقراهم، ستقوى الأيدي المسترخية، وستشد الركب الواهنة (أشعيا 35: 3 و عبرانيين 12: 12) وستكون أبرشية بعلبك – دير الأحمر، ليس نموذجا للبنان الرسالة والعيش الواحد فقط، بل أيضا نموذجا للبنان النمو والتنمية والازدهار والقداسة. نشكر الله كل يوم لأنه أعطانا إياكم أبا وراعيا لكنيستنا والقطيع في هذه الأيام الصعبة، ونشكركم لأنكم لبيتم دعوتنا وقدمتم إلينا، فكأن السماء زارتنا".


العظة

وبعد القداس ألقى البطريرك الراعي عظة، جاء فيها: "يطيب لي معكم أن نختتم هذه الزيارة الراعوية التي قمنا بها مع سيادة راعي الأبرشية وبعض من الحاضرين بدأناها في عيناتا، وننهيها اليوم في دير الاحمر العزيزة، وقد كرسنا فيها 3 مذابح وافتتحنا وباركنا بيت الكهنة في عيناتا ومركزا رسوليا في دير الأحمر، ونصلي أيضا معكم من أجل وطننا الحبيب لبنان ومن أجل شعبنا اللبناني لكي يصمد بالقيم والصلاة والإتكال على العناية الإلهية".


المطرانية

وانهى البطريرك الراعي جولته بتبريك الطابق الثاني في مطرانية دير الأحمر، وبحفل عشاء أُقيم على شرفه مع الفاعليات الروحية والمدنية في باحة المطرانية.

MISS 3