يروي مسلسل Devil In Ohio (شيطان في أوهايو) قصة طائفة شيطانية في منطقة "أوهايو" الريفية وفتاة تهرب منها. لكن لا يمكن مقارنة السيناريو والممثلين ومستوى الإنتاج في هذا المسلسل بأعمال أخرى تدخل في خانة قصص الجريمة. كان يسهل أن تتخذ هذه القصة منحىً مريباً وجاذباً، لكن يتحول العمل في مرحلة معينة إلى نسخة مطوّلة جداً من حلقات مسلسل Law and Order (القانون والنظام).
المسلسل من بطولة ممثلة معروفة واحدة على الأقل: إنها إيميلي ديشانيل من مسلسل Bones، وهي تجسّد دور طبيبة تستضيف الفتاة الهاربة "ماي" التي تحمل رسم نجمة خماسية على ظهرها. لا يهتم صانعو العمل على ما يبدو بإقامة علاقات منطقية بين مختلف الشخصيات، بل تنشغل شخصية ديشانيل بمعرفة مكان والدَي الفتاة الهاربة والسبب الذي منعهما من إبلاغ الشرطة للبحث عنها. حتى أنها تبقى منشغلة بهذه المواضيع بعدما تصلّي تلك الفتاة المريبة للشيطان قبل تناول العشاء حول المائدة، ما يشير إلى خلل كبير في طريقة تربيتها. مع ذلك، لن يكتشف الآخرون أن عائلتها قد تكون مشبوهة إلا بعد انتهاء نصف حلقات المسلسل تقريباً.
تتعلق مشكلة أساسية في المسلسل بفرط الحبكات التي يعرضها مع أنه ليس طويلاً جداً، وتقتصر كل حلقة منه على 40 أو 45 دقيقة. تتخبط إحدى الفتيات في العائلة المضيفة مثلاً لاكتشاف ميولها الجنسية، وتنشغل ابنة أخرى بزيادة شعبيتها في المدرسة، ويكون رب الأسرة مديوناً جداً ويضطر لبيع منزل كبير كان قد بناه بنفسه. هذه الأحداث كلها تُضعِف الفكرة المحورية والمثيرة للاهتمام حول الطائفة الشيطانية الشريرة لأقصى حد. حتى أننا قد نتساءل أحياناً عن سبب هذه التشعبات الخارجية كلها، مع أن قصة "ماي" تتداخل معها من وقتٍ لآخر.
يعكس هذا المسلسل مشكلة "نتفلكس" في تقديم محتوى عالي الجودة. يسهل أن تتكرر القصة نفسها وتُعرَض على شبكات أخرى وتكون مشابهة لأعمال مثل Sharp Objects (أشياء حادة)، أو The Outsider (الدخيل)، أو Mare of Easttown (فرس إيستاون)، لكنها تبقى أقل مستوى بكثير من هذه المسلسلات. يوحي العنوان منذ البداية بأجواء واعدة ومريبة وأكثر احتداماً. وحتى مسلسل Echoes (الأصداء) الذي عرضته "نتفلكس" ولم يكن مميزاً على أي مستوى يبقى أفضل من هذا العمل. قد لا يستحق المسلسل إذاً إهدار خمس أو ست ساعات لمشاهدة حلقاته الثماني، نظراً إلى وفرة الخيارات التي تتفوّق عليه وتُعرَض اليوم على منصات مختلفة.
