الثورة بعين الرياضيين

الرياضة أيضاً يطاولها الفساد

10 : 39

أنا مؤيّد للثورة في كلّ محطاتها، ومؤمنٌ بالعناوين العريضة التي ترفعها، أما بعض الشعارات التي يطلقها الثوار أحياناً بين منطقة وأخرى فهي مدعاة جدل وأنا أيضاً لديّ وجهة نظر مختلفة حيالها.

أتمنّى على الثورة أن تساهم في إرساء قوانين واضحة وحاسمة لاستعادة الأموال المنهوبة ومكافحة الفساد بشكلّ جدّي وسريع، كما يجب إستدعاء كلّ من تثبت التحقيقات أنه مدّ يده الى المال العام وإنزال أشدّ العقوبات به ليكون درساً للأجيال القادمة.

أما من أهمّ المطالب التي يجب أن تنادي بها الثورة فهي اللامركزية الإدارية، لأنه لا يجوز على سبيل المثال أن يقوم مواطنٌ صالحٌ بدفع الضريبة المتوجّبة عليه، فيما شريكه في منطقة أخرى من الوطن لا يبادر الى دفع الضريبة، فيستفيد مجاناً من خدمات الدولة على حساب المواطن الصالح.

فقبل أن نقول إنّ فلاناً محسوبٌ على هذه الطائفة، أو إنّ علتاناً تابعٌ لهذا الزعيم، يجب محاسبة كلّ مواطن في مكان تواجده، بمعنى أنه كلما قمنا بتصغير دائرة المحاسبة كلما استطعنا الوصول الى نتيجة أفضل وأفعل، فالمنطقة التي تدفع ضرائبها تستفيد من المال العام لتحسين أوضاعها وظروف حياتها، فيما المنطقة التي تتخاذل أو تتهرّب من الضريبة تتحمّل العواقب والمسؤولية.

أما في ما يتعلق بالرياضة، فأنا أرى أنها عيّنة أو صورة مصغّرة عن المجتمع اللبناني، فالفساد يطاولها من جذورها، وكلنا نعلم أنّ معظم الذين يتعاطون في الوسط الرياضي محسوبون على زعماء أو مسؤولين ويطبّقون سياساتهم ومشاريعهم، وإذا قدّر للثورة أن تنجح في أهدافها ووصلنا الى الدولة التي نطمح إليها ونحلم بها جميعاً، فبتقديري أنّ الرياضة ستكون أول المستفيدين من هذه النهضة الموعودة كونها قطاعاً شبابيّاً مهمّاً يمثل لبنان خير تمثيل في المحافل المحلية والخارجية.


*طارق رزق

مدرّب منتخب شباب لبنان لكرة الصالات


MISS 3