جاد حداد

A Score to Settle ... دون المستوى!

10 كانون الأول 2019

10 : 41

"القبول عامل أساسي"! إنها مقولة محورية في برامج التعافي من الإدمان وقد تكون مفيدة لتقييم الأفلام أيضاً. لا داعي مثلاً لمناقشة أحد حول خيارات نيكولاس كيج بعد الآن، ولم يكن هذا النقاش شائعاً يوماً. لأسباب يعرفها هو شخصياً أو مدير أعماله أو حتى "دائرة الإيرادات الداخلية" في الحكومة، يقوم هذا الممثل بخيارات متنوعة وغريبة. تقوده نزعته حيناً إلى قصة هوسية كما في Mandy، أو إلى قصة خفيفة وسخيفة كما في 211، وقد شارك بينهما طبعاً في مشاريع أخرى، لذا يعتبره البعض من أصحاب الإنتاجات الكثيفة.

يدخل فيلم A Score to Settle (تصفية الحساب) في خانة أعماله غير الجيدة بشكل عام. لكن انطلاقاً من مبدأ "القبول" الآنف ذكره، لن نتعامل معه بقسوة مفرطة. الفيلم من إخراج شون كيو ومن كتابة جون ستيورات نيومان، لكنه لا يقدّم شيئاً جديداً. تبدأ القصة بحصول كيج على وصفة طبية لمساعدته على تجاوز أرقه. فيتردد في أخذ الدواء لأنه خاضع للرقابة. يخبره طبيبه بأن حالته ستصيبه بالهلوسات والخرف وأعراض أخرى، لذا من الضروري أن ينام بغض النظر عن موقفه من العقاقير الخاضعة للرقابة. يُعتبر وضعه حرجاً لدرجة أن يكون السبب في إطلاق سراحه من السجن.يعاني "فرانك" (كيج) من هذا الاضطراب منذ عشرين سنة تقريباً لأسباب تتّضح جزئياً عبر لقطات من الماضي. هو يخرج من السجن في منتصف الليل ويسير في طريق معين ثم يقابل ابنه "جوي" (نواه لوغروس) الذي أصبح راشداً الآن، فيتبادلان الحديث في طريقهما. يبدو هذا المشهد غريباً، وهو كذلك فعلاً (يكفي أن تفكر ملياً بالموضوع كي تكتشف أهم سر في الفيلم).




سرعان ما تنكشف الخلفية الدرامية للقصة، فيصبح عنوان الفيلم مبرراً: أمضى "فرانك" عقوبته في السجن عن جريمة ارتكبها رجل آخر وتلقى المال مقابل ذلك. يُسَرّ "فرانك" بإنفاق تلك الأموال على نفسه وعلى "جوي"، ويعرض الفيلم لقطات عن تبذير المال، كما في فيلم Rain Man (رجل المطر). يحصل "فرانك" على أول جهاز "آي فون"، ثم يواعد للمرة الأولى فتاة تقدم خدمات جنسية ولها ملامح حزينة اسمها "سيمون" (كارولين ويدرا). لكن بحلول الليل، يتعقب "فرانك" الرجال الذين نصبوا له فخاً ويتكل في مغامرته على زميل سابق قرر تصويب مسار حياته (بنجامين برات). كما أنه يواجه في الوقت نفسه الهلوسات ونوبات من الهوس.إنه الجانب الجديد الوحيد في الفيلم: يصبح التقدم في السن عدواً قوياً لرجال العصابات بعد عمر معيّن. من المتوقع أن تتوسع هذه النزعة قريباً، حين يتجاوز الممثلون المعروفون بأدوار الشر سن التقاعد. قد تصدر أكثر من نسخة واحدة من أفلام جان غابين التي اشتهرت خلال الخمسينات. لكنّ هذه النزعة الجريئة لا تُخفف وقع الأفكار المبتذلة.

في مطلق الأحوال، تزيد قيمة الفيلم لأنه يسمح لكيج بالتصرف على سجيّته. حين يركب "فرانك" السيارة بعد إطلاق سراحه مباشرةً، يفتح النافذة كي يشعر بنسيم الهواء. يرتسم على وجه كيج حينها تعبير يؤكد على استمتاعه بطعم الحرية، بما يشبه ملامحه في نهاية Con Air (الهواء المخادع). إذا كنت من محبي نيكولاس كيج، ستشعر بأقصى درجات الراحة والمتعة في هذه اللحظة بالذات!


MISS 3