الملك تشارلز يتحدّث أمام البرلمان عن شعوره "بثقل التاريخ"

02 : 00

الملك البريطاني أمام نعش والدته داخل كاتدرائية سانت جايلز في إدنبره أمس (أ ف ب)

تستمرّ المراسم والفعاليات المهيبة المتّصلة برحلة الملكة إليزابيث الثانية نحو مثواها الأخير، إذ تحدّث الملك تشارلز الثالث للمرّة الأولى أمام البرلمان البريطاني أمس، حيث أكد أنه «يشعر بثقل التاريخ» وأنه يعتزم اتباع «مثال» والدته.

وفي مطلع أسبوع وداع الملكة الراحلة، وبعد 4 أيّام من وفاتها في قصر بالمورال، مقرّها الصيفي في إسكتلندا، سجّي جثمانها في إدنبره في محطة جديدة من الرحلة الأخيرة للملكة وصولاً إلى الجنازة الوطنية في 19 أيلول.

وقبل انتقاله إلى العاصمة الإسكتلندية، تقبّل الملك الجديد في البرلمان البريطاني في لندن التعازي من رئيسَي مجلسَي اللوردات والعموم.

وقال الملك في خطاب مقتضب: «بوقوفي أمامكم اليوم (أمس)، لا يسعني إلّا أن أشعر بثقل التاريخ الذي يُحيط بنا ويُذكّرنا بالتقاليد البرلمانية الحيوية التي يُكرّس أعضاء المجلسَيْن أنفسهم من أجلها».

وأكد أن والدته كانت «مثال التفاني الذي أنا مصمّم على اتباعه بإخلاص، بعون الله ومن خلال نصائحكم». وبدأ الملك الجديد يتولّى مهامه تدريجيّاً، مع مهمّة صعبة هي خلافة والدته التي كانت تحظى بشعبية كبيرة على خلفية أزمة اجتماعية وانقسامات في المملكة المتحدة.

وفي إدنبره، تمكّن البريطانيون اعتباراً من الأمس من رؤية ملكتهم الراحلة عن قرب. وتقاطر الكثير من الأشخاص إلى كاتدرائية سانت جايلز لإلقاء النظرة الأخيرة عليها. وغادر النعش قصر هوليرود هاوس، المقر الملكي الرسمي في اسكتلندا، حيث أُبقي نعش الملكة الليلة الماضية بعدما نُقل من بالمورال الأحد، مطلع بعد الظهر إلى كاتدرائية سانت جايلز.

وخلال المراسم الدينية وضع التاج الإسكتلندي المصنوع من الذهب الخالص على النعش. وسيُسجّى جثمان الملكة التي شكّلت رمزاً للاستقرار خلال عقود من الاضطرابات والتقلّبات، في الكاتدرائية مدّة 24 ساعة، ويتوقع أن يأتي كثيرون لوداع إليزابيث الثانية مرّة أخيرة. وبعد المراسم الدينية، استقبل تشارلز الثالث الذي قطع وعداً بخدمة شعبه طوال حياته، رئيسة الوزراء الإسكتلندية المنادية بالإستقلال نيكولا ستورجن. وعند الساعة 19:20 بدأت العائلة الملكية مراسم جنائزية ليلية خاصة.

وأصدر الأمير هاري، الذي انسحب من العائلة الملكية منذ انتقاله للعيش مع زوجته ميغان ماركل في كاليفورنيا، بياناً تكريماً للملكة، وصفها فيه بأنها «البوصلة» وشكرها لحسّها بالواجب و»ابتسامتها المعدية». وقال متوجّهاً لجدّته «نفتقدك للغاية».

وبعدما سُجّي لمدّة 24 ساعة، يُنقل الجثمان مساء اليوم جوّاً من مطار إدنبره على متن طائرة ملكية إلى لندن. وسيُسجّى مجدّداً في النعش الملفوف بالعلم الملكي على مدار الساعة على منصة في قصر ويستمنستر اعتباراً من مساء الأربعاء ولمدّة 5 أيّام.

وبحسب «ذي تايمز»، يُتوقع أن تتشكّل طوابير طويلة على امتداد 8 كيلومترات وأن يأتي 750 ألف شخص لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على الملكة. وسيبقى جثمان الملكة في البرلمان حتى موعد الجنازة الوطنية. وينتظر أن يُشارك في الجنازة كبار شخصيات العالم، ومن بينهم الرئيس الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، فضلاً عن الكثير من أفراد العائلات الملكية.

وتُشكّل هذه المراسم تحدّياً أمنيّاً ولوجستيّاً هائلاً بالنسبة إلى السلطات. وأفاد موقع «بوليتيكو» بأنه طُلب من القادة الأجانب تجنّب السفر إلى المملكة المتحدة على متن طائرات خاصة، إنما استخدام طائرات تجارية «عندما يكون ذلك ممكناً». ووفق مستندات أصدرتها وزارة الخارجية وحصل عليها الموقع، فقد طُلب أيضاً من الزعماء التخلّي عن المروحيات والسيارات الخاصة للتنقل في العاصمة البريطانية على أن يتوجّهوا على متن حافلات إلى كنيسة ويستمنستر.


MISS 3