مايا الخوري

أنجي جمّال: سأتوجّه إلى المراهقين بمشروع عربي يحاكي تطلّعاتهم

13 أيلول 2022

02 : 01

برفقة زوجها وأولادهما
بعدما لمع اسمها في عالم الإعلان وتصوير الأغاني والوثائقيات تخطو المخرجة أنجي عاقلة جمّال خطوتها الأولى باتجاه مسلسل عربي فريد من نوعه يحاكي ذوق المراهقين. عن مشروعها المرتقب والتحضيرات الجارية لتنفيذه تتحدث إلى "نداء الوطن".

بعدما تعاونت مع أهم نجوم الغناء في العالم العربي، تخطين خطوتك الأولى بإتجاه الدراما، كيف تحققت هذه النقلة؟

منذ 3 سنوات، كنت أراقب إهتمامات أولادي المراهقين ببرامج مخصصة لهم عبر المنصات الأجنبية لعدم توافر برامج عربية تحاكي تطلعاتهم، فوردتني فكرة التوجه إلى هذه الفئة العمرية من المشاهدين. وضعت نقاطاً تحلل أسباب إهتمامهم بتلك البرامج، منطلقة منها لإبتكار ما يحاكي ذوقهم ويتضمّن عناصر تشبه مجتمعاتهم ومشكلاتهم، خصوصاً أنهم يطرحون أسئلة كثيرة عن هويتهم وما يمثّلون. بعدما أنجزت ملخصاً عن مشروعي، إجتمعت بشركات عدّة ومن بينها شركة الصبّاح التي إرتحت للتعاون معها خصوصاً بعد لقائي بالأستاذ صادق الصبّاح ولمى الصبّاح.

كيف تصفين التعـــــــاون مع شركة "الصبّاح"؟

أنا معجبة أساساً بقدرة هذه الشركة في تنفيذ إنتاجات كبيرة بظروف صعبة. إضافةً إلى إعجابي بحبهم للبنان وبسيرتهم اللامعة في مجال الإنتاج. إلى ذلك آمن القيّمون عن هذه الشركة برؤية هذا المشروع المختلف عمّا قدّموه سابقاً، لذا شعرت بأنه في أمان معهم.

تجمعنا الآن ثقة متبادلة كفريق عمل متحد لتقديم عمل نوعي، وقد عملت لمى الصبّاح بكل جهد لإيجاد الأشخاص المناسبين للتنفيذ، بشكل يجسّد رؤيته الحقيقية. ما أراحني صراحة، لأنني أريد تنفيذه كما أشاء، كونه يتوجه إلى فئة عمرية صعبة الإرضاء وفي الوقت نفسه ذات متطلبات بسيطة.

من هي الفئة المستهدفة من هذا المشروع؟

يحاكي هذا المسلسل فئة المراهقين لذا يتضمّن موسيقى ورقصاً وهذا فريد من نوعه في العالم العربي. أخذت شركة "الصباّح" المشروع بمنحى نبيل جداً حيث سترمم مسرحاً كبيراً في بيروت كجزء من القصة. ليبقى ساحة فنيّة في قلب العاصمة للأجيال القادمة.

ما أهمية هكذا مشروع في مسيرتك المهنية؟

شعرت بإستعدادي لتنفيذه بعد سنين طويلة من التعاون مع مغنّين عرب وراقصين شاركوا في تصوير كليباتي. إلى ذلك يتضمن كل العناصر التي اختبرتها سابقاً إنما بإطار أوسع. وأعني بذلك سرد القصة بإطار أوسع لتصبح الأغنية جزءاً منها لا العكس، ولا تكون مختصرة بـ3 دقائق إنما ممتدة على حلقات. يتمثّل حلم كل مخرج بتقديم فيلمه الخاص، وهذا فيلمي الطويل الأول الذي يتضمن الأشياء التي أعشقها كالأغنية والرقص والقضايا الإجتماعية الخاصة بفئة الشباب، لذلك أعتبر هذا المشروع من أهم الفرص في مسيرتي المهنية. أنا متحمّسة، ورغم أن الخوف جزء من طموحي، إلا أنني أستخدمه بطريقة إيجابية للإجتهاد أكثر في عملي وتحقيق أحلامي. برأيي يخفف العمل الدؤوب والخيارات الصحيحة من وطأة الخوف. إذا نفّذ المشروع مثلما تخيّلته، أحقق حلماً من أحلامي الكثيرة.

هل من تحديات محتملة أمام تنفيذ هذا المشروع؟

لو لم يتوافر الإنتاج والتمويل، كان يمكن الحديث عن تحديات في هذا الإطار، لكننا وجدنا الأشخاص المناسبين لإعداد هذه الدراما الموسيقية إن على الصعيد التأليفي أو على الصعيد التقني.

إرتكزت غالبية الأغاني المصوّرة التي نفّذتها على موضوع إنساني إجتماعي بإطار فيلم قصير، ألا يُعتبر ذلك بمثابة تمهيد لتجربتك الدرامية المرتقبة؟

من البديهي أن تكون الأغنية التي أنجزتها بإطار سرد القصة إنعكاساً لشخصية الفنان، إن كان مغنياً أو ملحناً أو شاعراً أو مخرجاً. ومن البديهي أيضاً أنني محاصرة بأناس أصغي إلى قصصهم بإهتمام لأنني مسحورة بالطبيعة الإنسانية. أحبّ الإستماع إلى قصص الناس بغض النظر عن عمرهم متأثرة بتفاصيلها لذلك أحب سرد القصص في كليباتي. أعمل ما أحبّ وسأظلّ كذلك، طالما أتمتع بحرية التعبير. برأيي، مساري المهني لم يكن تمهيداً بمقدار ما هو تنفيذ ما أحبّ بمشهدية أوسع.

أليس هذا المشروع عصارة خبرتك على مدار السنوات؟

هذا المشروع هو الإنتقال الأمثل والأهم من تصوير الأغاني إلى المسلسلات، لأنه يتضمن العناصر التي خبرتها كافة والتي أستطيع من خلالها إتخاذ القرارات الصحيحة، وفي الوقت نفسه، أختبر شيئاً جديداً مثل إدارة الممثلين وقراءة النصّ فأدخل من خلاله إلى المجال الذي تخصصت فيه أي الإخراج السينمائي.



درامياً، ما الإضافة التي سيحققها هذا المشروع؟

هو مسلسل درامي موسيقي، سيتابع المشاهدون فيه الموسيقى والرقص بإطار درامي يحكي قصصاً إنسانية واقعية من صلب مجتمعنا، بطريقة متكاملة وبهوية عربية وبذوق معاصر يحاكي التطور في العالم الدرامي، من ضمن الفئة العمرية التي نتحدث عنها، علماً أنه ملائم أيضاً لكل الفئات لأنه يتناول قضايا إجتماعية تهمّ الجميع.




من كواليس إحدى الأغاني المصوّرة


بالعودة إلى عالم الكليبات، من المعلوم أنها تُبتكر بناءً على كلمات الأغنية ولحنها، فهل تتقّصدين البحث عمّا يمكنك من خلاله تقديم قصة قصيرة؟

لا أفتش عن الأغنية بل هي التي تأتي إلي، لذلك أنا أجلس في كرسي المتلقي نوعاً ما. من هذا المنطلق أحببت فكرة الجلوس في كرسي المبادر هذه المرة، بعدما دخلت عالم المسلسلات لأنني شعرت برغبة السيطرة على مضمون القصة التي تفرض الأغنية، فيما كانت كلمات الأغنية هي التي توحي بقصة الكليب.

تعاونت مع النجوم أنفسهم مراراً، أي دور يلعب هاجس التجديد في رسم إطار الكليب؟

يرافقني هاجس التجديد دائماً لأنني مقتنعة بأهميته في الفنّ، سواء بالنسبة إلى المخرج أو المغني أو الملحن أو الكاتب أو آخرين. إنما لا يتحقق التجديد في المطلق لأنه يترافق مع الإحساس والقضايا المتعلقة مباشرة بالمجتمع. قد يتعرض أي فنان للسقوط في التكرار ولتراجع مساره التصاعدي في النجاح، وعندما يحصل ذلك لا بد من تقويم ذاتي خصوصاً أن أياً كان يختبر أحياناً مرحلة لا يكون فيها بأفضل الأحوال أو بحال نفسية مناسبة للخلق والإبداع.

أؤمن بالتوقيت الصحيح للأعمال الناجحة لكنني أخاف دائماً من عدم تقديم أفضل ما لديّ. برأيي طالما أن الشغف والخبرة متوافران للنجاح، أستند إليهما كثيراً للتطور. يخفّ الخوف ويقوى بمقدار الجهد المبذول، كما تؤدي الخبرة دورها أيضاً في اتخاذ القرارات الصحيحة خصوصاً لجهة إختيار فريق العمل والمحيطين بنا وتوافر العناصر المتفرعة لتقديم عمل متكامل.

ما الذي يُحرّك أفكارك عند رسم الأغنية أو المشهد التصويري؟

أتمنى لو توافرت غرفة لإختيار الأفكار منها، أؤمن بحاجة الإنسان إلى التأمل من أجل وضوح أفكاره أمامه، لكنني زوجة ووالدة وبالتالي منهمكة بإهتمامات العائلة. أعمل من منزلي في غالبية الأوقات فترد الأفكار بطريقة غير متوّقعة في أثناء الطبخ أو الجلوس أمام التلفزيون. ولكن الأبحاث مهمة جداً، أتأمّل بمسيرة الفنان، ماذا قدّم سابقاً وأين يمكن التجديد معه، كما أشاهد الأفلام والفيديوات وأسمع الموسيقى. أخزّن من خلال أبحاثي صورة مشهدية أو صورة لشيء ما، أبني عليه فكرتي من دون النسخ طبعاً. فتعريف الإبتكار لا يأتي من العدم إنما من عناصر موجودة في الحياة، نأخذ من كل منها فكرة معيّنة، نجمعها لتخلق أمامنا الخلطة السحرية لإبتكار شيء بتوجّه جديد ونظرية مبتكرة.

تحتاج الدراما إلى تفرّغ ما بين التحضير والتصوير، فهل ستبتعدين مدّة عن تصوير الكليب؟لا أعرف ماذا تفرض المرحلة المقبلة، وماذا ينتظرني، أحاول عدم التفكير بالمدى البعيد بل القريب وما أريد تحقيقه حالياً. لا أسعى إلى حدّ مجالي بالنوع والطبيعة، أي بالإعلان أو الدراما أو الوثائقيات أو الأغاني المصوّرة، بل بالمضمون وما نتحدث عنه شرط أن يكون تصوّراً جديداً يولّد فيّ شعوراً معيناً لأنني شغوفة بإبتكار مضمون بغضّ النظر عن شكله ونوعه.


MISS 3