ملتقى التأثير المدني يُناشد الدول المانحة

01 : 00

لمناسبة انعقاد مجموعة الدعم الخاصة بلبنان في فرنسا (اليوم) الأربعاء، وجّه "ملتقى التأثير المدني" (CIH) رسالة إلى المجتمعين جاء فيها:

"نشكركم على اهتمامكم بلبنان والشعب اللبناني في هذه اللحظات الحاسمة. تعقدون اجتماعكم في الوقت الذي انتفض فيه الشعب، بكل مكوّناته وثبت وحدته وتعدديته، على نظام سياسي فاسد وضد طبقة سياسية تتحمل مسؤولية الإنهيار الاقتصادي؛ طبقة سياسية متهمة بإغراق البلاد في بؤس اجتماعي غير مسبوق منذ نهاية الحرب العالمية الأولى.

أثناء وجودكم لمناقشة المساعدة التي يجب تقديمها إلى لبنان، يود ملتقى التأثير المدني CIH أن يلفت انتباهكم إلى ما يلي:

1. يجب أن تكون كل المساعدات المالية للبنان مشروطة بتشكيل حكومة من الشخصيات الموثوقة والمستقلة من دون أي انتماء للأحزاب السياسية، التي تولّت السلطة على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية. إن إنشاء مثل هذه الحكومة هو بالفعل المطلب الأول للمتظاهرين. لكن منذ استقالة حكومة الحريري منذ أكثر من شهر، فشلت الطبقة السياسية الحاكمة في بدء العملية الدستورية، التي من شأنها أن تمهّد الطريق لتشكيل حكومة جديدة، والتي لن تحول دون تفاقم الأزمة.

2. وغني عن القول إن هذه المساعدات يجب أن تكون أيضاً جزءاً من إطار مؤسسي يفي بالمعايير الدولية للحكم الرشيد، بخاصة وأن السلطات اللبنانية تمر بأزمة عميقة جداً. لذلك من الضروري أن تكون المساعدات تحت إشراف جهة جديرة بالثقة، تحدد شروط وأحكام الاستخدام.

3. هل من الضروري أن نذكر أنه من بين جميع الإصلاحات التي حددها مؤتمر CEDRE كشرط أساسي للمساعدة الاقتصادية، لم يأت أي شيء منها؟ لهذا السبب يبدو لنا أن نهج CEDRE في الاستثمار في البنى التحتية اللبنانية يستحق إعادة التفكير فيه على ضوء أولويات المرحلة. وفي الواقع، يجب أن تدعم هذه الإصلاحات قوى الإنتاج، المشغل الأكبر للقوى العاملة والمورد الرئيسي للإقتصاد.

لقد مضى أكثر من 50 يوماً على ثورة اللبنانيين في جميع المناطق. ومع ذلك تستمر السلطة بصم آذانها عن مطالب الثوار المشروعة. إن التوصل إلى حل مبكر للأزمة أمر أساسي لمنع البلاد من الإنزلاق إلى دوامة العنف وعدم الاستقرار العميق، الذي يعصف بالمنطقة بأسرها. لقد أثبت الشعب اللبناني أنه يستحق العيش، وأن نموذج مجتمعه يستحق الخلاص، في خضم عالم تقسّم إلى طوائف وهويات".