بالصور: نعش الملكة إليزابيث في طريقه إلى لندن ‏

21 : 28

أمام حشود غالب عليها التأثر في اسكتلندا، غادر جثمان الملكة ‏إليزابيث الثانية الثلثاء إدنبره متوجّهاً إلى لندن، حيث يتوقع أن يتقاطر ‏مئات آلاف البريطانيين لرؤية النعش وحضور الجنازة التاريخية.‏


ونُقل الجثمان إلى طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي برفقة الأميرة آن ‏وحمله عسكريون يرتدون زياً احتفالياً، وسيستقبل النعش في العاصمة ‏البريطانية أفراد آخرون من العائلة الملكية بينهم الملك تشارلز الثالث ‏بعد عودته من زيارته الأولى كملك إلى إيرلندا الشمالية، وهي محطة ‏حساسة.‏




وكانت الملكة لعبت دوراً أساسياً في المصالحة في هذا الإقليم الذي ‏شهد أحداثا دامية، لكن بعد نحو ربع قرن على عودة سلام هش بين ‏الجمهوريين وغالبيتهم من الكاثوليك، وبين الوحدويين ومعظمهم من ‏البروتستانت، تأجج التوتر مع البريكست ما أعطى زخماً لفكرة ‏الانفصال عن المملكة المتحدة وإعادة التوحيد مع جمهورية إيرلندا.‏


ما أن وصل إلى قصر هيلزبورو، ذهب تشارلز الثالث وزوجته كاميلا ‏للقاء آلاف الأشخاص الذين احتشدوا وراء حواجز حديد وصافحا ‏كثيرين وتبادلوا مع بعض الكلمات معهم، وهذه المشاهد كان يصعب ‏تصورها خلال "أحداث" إيرلندا الشمالية.‏




وتعاني إيرلندا الشمالية من الشلل السياسي في خضم تغييرات ناجمة ‏عن فوز حزب شين فين الجمهوري الذي لا يعترف بسلطة الملكية، في ‏الانتخابات التشريعية الأخيرة، وتشكل إيرلندا الشمالية المحطة الأكثر ‏حساسية في الجولة التي باشرها الملك الجديد في الأقاليم الأربعة التي ‏تتألف منها المملكة المتحدة، فزار الاثنين البرلمان البريطاني في لندن ‏ومن ثم البرلمان في ادنبره قبل أن يتوجه الجمعة إلى كارديف في ‏ويلز.‏


وقالت المتقاعدة آن سادلو التي استيقظت عند الساعة الرابعة صباحاً ‏أملاً برؤية الملك "من المطمئن رؤية كل الطوائف ترص الصفوف ‏وراء الملك الجديد" مرحبة بهذه الوحدة في الاقليم الذي لفه على غرار ‏البلاد برمتها، الحزن لوفاة إليزابيث الثانية الخميس الماضي عن 96 ‏عاماً.‏




في ادنبره انتظر عشرات آلاف البريطانيين لساعات طوال الليل وعند ‏ساعات الصباح الأولى لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على نعش الملكة ‏المسجى في كاتدرائية سانت جايلز في العاصمة الأسكتلندية.‏

أتت ناتاليا داسيوكيفيتش (46) وأصلها من روسيا في الصباح الباكر ‏من غلاسغو وقالت "مزاجي قاتم جداً" وهي بالكاد تضبط دموعها. ‏وأضافت: "لم أولد في هذا البلد وانا بعيدة عن عائلتي، وكانت الملكة ‏مثال الجدة بالنسبة لابنتي".‏



وسجيّ النعش على منصّة وقد لف بالراية الملكية الأسكتلندية وإكليل ‏من الزهور البيضاء وتاج اسكتلندا المصنوع من الذهب الخالص.‏

وتمكن المواطنون من المرور أمامه طوال الليل، فيما كان يحرسه ‏أربعة رماة ملكيون.‏




وقدِم الملك تشارلز الثالث مع إخوته الثلاثة، الأمير أندرو وإدوارد ‏والأميرة آن، في المساء مع قرينة الملك كاميلا للمشاركة في مراسم ‏جنائزية.‏


وظلّ جثمان إليزابيث الثانية بعيداً عن العامّة حتى مساء الاثنين، فقد ‏بقي أولاً في قصر بالمورال في شمال اسكتلندا حيث توفيت الملكة ‏الخميس عن 96 عاماً، ثم نقل إلى قصر هوليرودهاوس في ادنبره.‏


وكانت الملكة تتمتع بشعبية واسعة وتظهر ثباتاً في العواصف السياسية ‏والاجتماعية والصحية مثل كوفيد-19 وتوحي بالطمأنية لملايين ‏البريطانيين طوال سنوات عهدها التي زادت عن 70 عاماً.‏


واعتلى تشارلز الثالث العرش في مرحلة دقيقة جداً مع توترات في ‏إيرلندا الشمالية ومنحى استقلالي في اسكتلندا وتضخم جامح ينهك ‏القدرة الشرائية، وتعاني البلاد كذلك من أزمة اجتماعية وسياسة فيما ‏تولت رئيسة وزراء جديدة السلطة قبل أيام قليلة.‏

وقد يواجه الملك على الأرجح مطالب من بعض الدول الأربع عشرة ‏التي لا يزال رئيساً للبلاد فيها (وتشمل استراليا والبهاماس وكندا ‏ونيوزيلندا وجاماكيا) التي قد تريد إقامة نظام جمهوري مع اعتلاء ملك ‏جديد العرش.‏

وما إن يصل النعش إلى لندن سيبقى لليلة أخيرة في قصر باكينغهام ‏مقرّ الملكة الرسمي خلال حكمها الذي استمرّ 70 عاماً وسبعة أشهر. ‏


بعدها يسجى الجثمان مجدداً هذه المرة في قصر ويستمنستر في لندن، ‏ويتوقع مرور مئات آلاف الأشخاص أمامه على مدار الساعة مدة ‏خمسة أيام تقريباً، وقد بدأ البعض الانتظار في طوابير منذ الاثنين.‏


وتقام الجنازة الوطنية للملكة الاثنين في كاتدرائية ويستمنستر بحضور ‏نحو 500 مسؤول أجنبي والكثير من الملوك وأفراد العائلات الملكية. ‏

MISS 3