لندن تتحوّل "قلعة أمنية" عشية الجنازة الملكية

قادة دوليّون يلقون نظرة الوداع على نعش إليزابيث الثانية

02 : 00

بايدن خلال توقيعه سجل العزاء أمس (أ ف ب)

مع تحوّل لندن إلى "قلعة" محصّنة أمنيّاً بكلّ ما للكلمة من معنى تحسّباً لأي سيناريو أمني غير محسوب، استقبل الملك تشارلز الثالث قادة دوليين في قصر باكنغهام أمس عشيّة الجنازة التاريخية المهيبة للملكة إليزابيث الثانية، ومن بين الضيوف الرئيس الأميركي جو بايدن الذي ألقى النظرة الأخيرة على نعش الملكة الراحلة.

ووضع بايدن يده على صدره احتراماً بينما كان يقف مع زوجته جيل أمام النعش المغطّى بالعلم في قاعة وستمنستر في لندن. وتجمّع الناس مع مرور الوقت لتقديم احترامهم الأخير للملكة الوحيدة التي عرفها معظم البريطانيين مدى حياتهم قبل أن تُدفن اليوم.

وبعد توقيع سجل العزاء، قال بايدن إنّ الملكة جسّدت "مفهوم الخدمة". وأضاف: "إلى كلّ شعب إنكلترا، كلّ شعب المملكة المتحدة، قلوبنا معكم، كنتم محظوظين بوجودها لمدّة 70 عاماً، كنّا جميعاً. كان العالم أفضل لها".

ثمّ توجه الرئيس الأميركي إلى قصر باكنغهام لحضور حفل استقبال أقامه تشارلز الثالث لعشرات القادة من إمبراطور اليابان ناروهيتو إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وفي تصريح لشبكة "سكاي نيوز أستراليا"، اعتبر رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي المناهض للملكية والذي ألقى السبت النظرة الأخيرة على نعش الملكة، أن إليزابيث الثانية "كان حضورها الدائم يبعث على الاطمئنان".

كما اعتبر رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بعد توقيع سجل العزاء أن الملكة إليزابيث الثانية "عملت طوال حياتها وتحمّلت وزر واجباتها بلباقة لا تُضاهى"، في وقت يتوافد فيه عشرات قادة الدول إلى بريطانيا التي تُنظّم شرطتها أكبر عملياتها الأمنية لمواكبة ترتيبات الجنازة التاريخية للملكة الأطول عهداً في تاريخ المملكة، بينما لم توجّه أي دعوة لقادة روسيا وكوريا الشمالية وأفغانستان وبورما وسوريا.

وألقت أيضاً رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن نظرة الوداع على الملكة إليزابيث. لكن في مؤشر إلى التحدّيات التي تواجه الملك الجديد، توقعت أرديرن أن تتخلّى نيوزيلندا عن التبعية للملكية البريطانية مستقبلاً.

وبدأت الحشود تتجمّع في محيط كنيسة وستمنستر حيث ستُقام الجنازة الرسمية للملكة والتي من المتوقع أن تشلّ لندن وأن يُتابعها المليارات حول العالم، في حين تنتهي الفترة المخصّصة للمشيّعين الراغبين بوداع الملكة الملفوف نعشها بالعلم البريطاني والمسجّى في قاعة وستمنستر في البرلمان عند الساعة 6:30 من صباح اليوم.

ومع استمرار وداع المشيّعين للملكة، شارك أحفادها الثمانية على رأسهم الأميران وليام وهاري في وقفة وداعية حول النعش استمرّت 12 دقيقة. وهاري الذي شارك في دورتين مع الجيش البريطاني في أفغانستان، ارتدى الزي الرسمي لوحدة الفرسان التي خدم في صفوفها. وكان الملك تشارلز ونجله الأكبر وليام، الوريث الجديد للعرش، قد تفقدا المشيّعين المنتظمين في طوابير على ضفاف نهر التايمز، في جولة لمصافحتهم وتوجيه الشكر لهم.

وبعد الجنازة، سيُنقل نعش الملكة إليزابيث الثانية إلى كنيسة سانت جورج في قصر ويندسور في غرب لندن، حيث ستُدفن في مراسم عائلية إلى جانب والدها الملك جورج السادس ووالدتها وزوجها فيليب.

توازياً، أعلنت شرطة لندن "سكوتلاند يارد" أنه وجهت اتهامات رسمية لمحمد رحمن (24 عاماً) من غرب لندن بمحاولة قتل شرطي والتسبّب عمداً بأضرار جسدية خطرة لشرطية بعد عملية الطعن التي حصلت الجمعة في ليستر سكوير.

كما اتُّهم رحمن بتنفيذ هجوم وبتهمتَين تتعلّقان بتهديد شخص في مكان عام باستخدام سلاح أبيض، وهي جميعها تُهم مرتبطة بثلاثة عناصر شرطة آخرين. ومن المقرّر أن يمثل المتّهم أمام محكمة في جنوب غرب لندن اليوم.


MISS 3