مايز عبيد

إنطلق قبل 4 أيام حاملاً 160 راكباً ومعلومات عن غرق مركب آخر في اليونان

أكثر من 70 ضحية في مركب الموت قبالة شواطئ طرطوس

24 أيلول 2022

02 : 00

الإنتظار الثقيل عند معبر العريضة

الحدث يوم أمس كان على الحدود السورية، وتحديداً على معبر العريضة، بعدما تبلّغ أهالي ضحايا مركب الموت بأن تسليم الجثث والناجين سيتم من هذا المعبر.

على نقطة معبر العريضة، نسوة يبكين ويصرخن، والدموع في أعين الرجال والأطفال. فالجميع ينتظر أي خبر أو معلومة عن قريب له غادر عبر المركب. أكثر من 70 جثة من ضحايا مركب الموت الغارق قبالة شواطئ طرطوس السورية كانت انتشلت حتى ساعات ما بعد الظهر، بالإضافة إلى 20 ناجياً موزّعين بين لبنانيين وسوريين وفلسطينيين، من مخيمي البارد والبداوي الشماليين. وتشير المعلومات الى أن المركب الذي أبحر من طرابلس حمل على متنه أكثر من 160 راكباً وانطلق قبل 4 أيام وهو يفتقد لأبسط شروط الأمن والسلامة.

تولّى الأمن العام اللبناني تنظيم دخول اللبنانيين والفلسطينيين من ذوي الضحايا فيما لم يُعرف مصير الغرقى من الجنسية السورية بينهم. وصول الجثث إلى معبر العريضة تأخر كثيراً وسط حضور كبير للأهالي للتعرف عليها. ومن بين الضحايا عكاريون من بلدات القرقف، ببنين، وادي الجاموس وغيرها، كان عُرف منهم إلى ساعات ما بعد الظهر عائلة وسام التلاوي من القرقف وقد عثر على جثتين منها دفنتا في مسقط رأسهما في البلدة، في حين أن الوالد لا يزال يعالج في مشفى بطرطوس، إضافة إلى عدد يفوق الـ50 ضحية من فلسطينيي مخيمي البارد والبداوي. ولأن الصليب الأحمر اللبناني سيتولى نقل الجثث من الداخل السوري إلى لبنان كانت سياراته تحضر إلى الحدود وتدخل، فيما منعت السلطات الأمنية اللبنانية أي إسعاف آخر لا سيما الفلسطيني من دخول الحدود، بعدما أصر الهلال الأحمر السوري على عدم تسليم الجثث إلا للصليب الأحمر اللبناني حصراً.

أجواء الترقب والإنتظار واللوعة سادت حتى ساعات المساء الأولى على معبر العريضة الحدودي... وقالت سيدة مسنّة من آل الحاج من ببنين وهي تتكئ على شاحنة مركونة جنب باب المعبر وتجهش بالبكاء: «ان أولاد أخي في عداد ركاب المركب ومصيرهم لا يزال مجهولاً. جئنا لنتعرف على الجثث ولم يكونوا بينها، جميعنا منهارون ولا أدري في أي دولة وأي بلد يحصل هذا؟ لا أعتقد أن كل هذا الظلم يحصل إلا في لبنان الذي تخلت فيه الدولة عن مسؤولياتها تجاه شعبها».

بالمقابل، ترددت معلومات أن مدينة طرابلس خسرت عائلتين مؤلفتين من 8 أشخاص إحداها عائلة مصطفى مستو، لتتجدد بذلك مأساة المدينة مع مراكب الموت والهجرة غير الشرعية. واعتصم بعض أهالي الضحايا أمام منزل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي منددين بالصمت الرسمي حيال ما يجري وعدم قيام الدولة والحكومة بواجباتهما. وأوفد ميقاتي أمين عام الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير إلى معبر العريضة للإطلاع على الأوضاع وتنسيق الجهود بما خص استلام جثامين ضحايا مركب الهجرة هذا.

وأكد الشيخ يحيى الرفاعي رئيس بلدية القرقف لـ»نداء الوطن» أن «لا معلومات كافية ووافية بخصوص المركب إلا لدى الناجين ونحاول أن نستقي المعلومات قدر الإمكان. أقدّر الظروف التي دفعت بالناس إلى هذا المنحى والصعوبات المعيشية لكن المطلوب اليوم من الجميع وعي أكبر ومسؤولية أكبر للخروج من هذه المحنة».

حتى ساعات المساء لم تعرف أعداد الضحايا المفترض أن تدخل إلى الأراضي اللبنانية من المشافي السورية بين لبنانيين وفلسطينيين، وماذا سيكون عليه مصير السوريين الغرقى وهل سيعادون إلى لبنان أم سيتركون في سوريا. حيث كان هناك تعتيم على المعلومات من الجانب السوري. في غضون ذلك، سرت أخبار أمس عبر وسائل التواصل الإجتماعي عن غرق مركب آخر قبالة سواحل اليونان وعلى متنه 55 شخصاً معظمهم من عكار.

ومع ساعات الليل الأولى تم إدخال تسعة جثامين إلى لبنان: 7 منهم من الجنسية اللبنانية : 2 من آل مستو . 2 من آل السيد علي . 2 من آل دياب . و1 من آل التلاوي و2 من الجنسية الفلسطينية: رواد السيد وعبد العال خالد عبد العال.


MISS 3