Allo Doc

10 : 06

بعد خضوعي لتنظير القولون، أخبرني الطبيب أنني أعاني داء الرتوج. هل تتحوّل هذه الحالة إلى التهاب الرتوج؟ لا أشعر راهناً بأية أعراض. لكنني أتساءل عما إذا كان علي اتخاذ خطوات للحؤول دون تطوّر حالتي.


صحيح أن الحالتَين مرتبطتان وأن داء الرتوج يشكّل عامل خطر في التهاب الرتوج، لكن لا يطوّر مرضى كثيرون التهاب الرتوج. وفي حالة مَن يُصابون بهذا الالتهاب، لا نعرف سببه يقيناً. لذلك يصعب علينا التوصل إلى طريقة لتفاديه، علماً بأن النظام الغذائي الصحي والتمرّن بانتظام يعودان على المريض بفائدة كبيرة.

داء الرتوج حالة تصيب الجهاز الهضمي. تنتفخ أكياس صغيرة تُدعى الرتوج من جدار القولون. تشيع هذه الحالة بين المسنين، فتشير التقديرات إلى أن نصف مَن تخطوا الخمسين من العمر يعانون داء الرتوج. ويُصاب به معظم الناس مع بلوغهم سن الثمانين. بالنظر إلى هذه الإحصاءات، لا يُعتبر كشف تنظير القولون إصابتك بداء الرتوج أمراً خارجاً عن المألوف. لذلك لا داعي للقلق.

لا يُسبب داء الرتوج بحد ذاته أعراضاً. قلما تنزف الرتوج وتسبب ظهور الدم في البراز. وعلى غرار حالتك، يُكتشف داء الرتوج غالباً خلال عملية تنظير قولون روتينية أو عملية تصوير، كالتصوير المقطعي، تُجرى لسبب مختلف. إذاً، قد تعاني داء الرتوج لسنوات من دون أن تُصاب بمضاعفات أو مشاكل. ولكن إذا التهب أحد الرتوج أو عدد منها، تتطوّر الحالة لتصبح التهاب رتوج.

صحيح أن داء الرتوج قلما يتحوّل إلى مصدر إزعاج، إلا أن التهاب الرتوج يكون مؤلماً. تشمل أعراضه الشائعة ألماً حاداً في البطن، فضلاً عن الحمى، والإمساك أو الإسهال، والغثيان، والتعب. تزول حالات التهاب الرتوج الطفيفة من تلقاء ذاتها من دون علاج. ولكن إذا احتجت إلى علاج، يكفي أن تتناول المضادات الحيوية وتتبع نظاماً غذائياً قليل الألياف أو يقوم على السوائل لتتخلّص من الأعراض. ولكن في الحالات الأكثر حدة، يؤدي التهاب الرتوج إلى تمزّق القولون، ما يسمح لمحتواه بالتسرب إلى البطن. يُرغم المريض عندئذٍ على دخول المستشفى للحصول على علاج فاعل. وفي بعض الحالات، يُضطر إلى الخضوع للجراحة بغية إصلاح الثقب في القولون.

بخلاف داء الرتوج، لا يُعتبر التهاب الرتوج حالة شائعة، بما أن نحو 5% فقط من المرضى يطوّرون التهاب الرتوج. كذلك لا يملك الأطباء فهماً واسعاً عن هذا الالتهاب، ولا يعرفون للأسف ما يدفع مريض داء الرتوج إلى تطوير التهاب الرتوج.صحيح أن معلوماتنا المحدودة عن أسباب التهاب الرتوج تصعّب علينا تحديد إستراتيجيات وقائية فاعلة، ولكن ثمة توجيهات تساعد المريض. يُعتبر مَن يعانون زيادة في الوزن أكثر عرضة لتطوير التهاب الرتوج، مقارنة بمن يتمتعون بوزن صحي. لذلك يمنحك التمرّن بانتظام والحفاظ على وزن صحي فوائد وقائية في سعيك إلى تفادي هذا الالتهاب. كذلك تشير البحوث إلى أن النظام الغذائي يؤدي دوراً، بما أن مَن يتبعون نظاماً غذائياً قليل الألياف يُعتبرون أكثر عرضة لهذا المرض. إذاً، يمكنك أن تعزّز فرصك لتفادي التهاب الرتوج باتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على كثير من الألياف.أما إذا كنت تملك أسئلة ومخاوف بشأن داء الرتوج، فتحدث إلى طبيبك، الذي يستطيع أن يزودك باقتراحات تستند إلى وضعك الصحي الخاص. وإن كنت تعاني أعراضاً ترتبط بالتهاب الرتوج، خصوصاً الألم المفاجئ في البطن، فاطلب المساعدة الطبية في الحال.


* د. ديفيد إيتزيوني


MISS 3