مدّ يده للحراك من أجل الحوار

عبد المجيد تبون رئيساً للجزائر

10 : 22

الحراك الشعبي يرفض الانتخابات الرئاسيّة الأخيرة (أ ف ب)

أصبح عبد المجيد تبون (74 عاماً)، رئيساً جديداً للجزائر خلفاً لعبد العزيز بوتفليقة، الذي استقال تحت ضغط الشارع، بعد فوزه من الدورة الأولى للانتخابات الرئاسيّة الخميس، في حين احتشد المتظاهرون وسط الجزائر العاصمة أمس للتعبير عن رفضهم لرئيس الجمهوريّة المنتخب المقرّب من بوتفليقة، في اقتراع اتّسم بنسبة مقاطعة قياسيّة. وبحسب النتائج التي أعلنتها السلطة الوطنيّة المستقلّة للانتخابات "حصل المرشّح عبد المجيد تبون على نسبة 58.15 في المئة من الأصوات". ودعا تبون، الحراك الشعبي، إلى حوار "جاد" من أجل البلاد، في أوّل تصريح بعد انتخابه. وقال خلال مؤتمر صحافي: "أتوجّه مباشرةً للحراك المبارك وأمدّ له يدي لحوار جاد من أجل جمهوريّة جديدة"، مضيفاً: "أنا مستعدّ للحوار مع الحراك مباشرةً ومع من يختاره الحراك، حتّى نرفع اللبس بأن نيّتنا حسنة".وتابع: "لا يوجد استمراريّة لولاية خامسة"، ردّاً على من وصف ترشّحه استمراراً لحكم بوتفليقة. فبالنسبة إلى الحراك، فإنّ الانتخابات الرئاسيّة التي جرت الخميس ليست سوى استمرار للنظام الذي يُعدّ تبون جزءاً منه، كما عبّر عن ذلك في تظاهرة حاشدة الجمعة.

واتسم الاقتراع الرئاسي بمقاطعة قياسيّة من الحراك الشعبي، إذ بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 39.83 في المئة، أي ما يُقارب 10 ملايين ناخب من أصل أكثر من 24 مليوناً مسجّلين في القوائم الانتخابيّة. وهي أدنى نسبة مشاركة في كلّ الانتخابات الرئاسيّة في تاريخ الجزائر. وهي أقلّ بعشر نقاط من تلك التي سجّلت في الاقتراع السابق وشهدت فوز بوتفليقة لولاية رابعة العام 2014.




وفي يوم الجمعة الثالث والأربعين، احتشد المتظاهرون بالآلاف في وسط العاصمة للتعبير عن رفضهم لرئيس الجمهوريّة المنتخب. وردّد المتظاهرون "الله أكبر، الانتخاب مزوّر" و"الله أكبر نحن لم نُصوّت ورئيسكم لن يحكمنا". وحمل البعض لافتات كُتِبَ عليها: "ولايتك يا تبون وُلدت ميّتة" و"رئيسكم لا يُمثلني". كما سخر مدوّنون من "رئيس الكوكايين"، في إشارة إلى اتهام نجل تبون في قضيّة تهريب 700 كلغ من الكوكايـــين، ما زالت قيد التحقيق القضائي.

وبالعودة إلى النتائج، حلّ في المركز الثاني المرشّح الإسلامي عبد القادر بن قرينة بنسبة 17.38 في المئة من الأصوات. وحلّ رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس ثالثاً ولم يحصل سوى على 10.55 في المئة من الأصوات. وحصل المرشّح الرابع عز الدين ميهوبي، الذي وصفته وسائل الاعلام بمرشّح السلطة، على 7.26 في المئة من الأصوات، بينما جاء النائب السابق عبد العزيز بلعيد أخيراً بــ6.66 في المئة من الأصوات.

وأمضى تبون حياته موظّفاً في الدولة وكان دائماً مخلصاً لبوتفليقة، الذي عيّنه رئيساً للوزراء لفترة وجيزة، قبل أن يُصبح منبوذاً من النظام. ويُعدّ أوّل رئيس من خارج صفوف "جيش التحرير الوطني"، الذي قاد حرب الاستقلال ضدّ المستعمر الفرنسي (1954-1962)، أو من تُطلق عليهم تسمية أصحاب "الشرعيّة الثوريّة". وبعد أن قضى جزءاً كبيراً من مسيرته في وظائف رفيعة في الدولة وما زال عضواً في حزب "جبهة التحرير الوطني"، لا يُمثل الرئيس المنتخب "التجديد" الذي يُطالب به الشباب. كما يُعرف عنه أنّه من المقرّبين من رئيس أركان الجيش الفريق قايد صالح، الرجل القوي في الدولة منذ استقالة بوتفليقة.


MISS 3