جورج الهاني

كلمة التحرير

الأندية صاحبة الفضل الأول في الإنجازات

3 تشرين الأول 2022

02 : 00

لعلّ الأهمّ من الإنجاز الذي حققه فريق "بيروت فيرست" للسيّدات في كرة السلة نهاية الأسبوع الفائت في تونس بإحتفاظه بلقب بطولة الأندية العربية للعام الثالث على التوالي، هو الرسالة التي يمكن إستخلاصها من هذا الإنتصار ومفادها أنّ الأندية الحكيمة والنشيطة التي تعرف كيف تحافظ على ثباتها وتحمي لاعبيها وتبذل الغالي والنفيس من أجل تأمين كافة مقوّمات الإستمرار والإستقرار المادّي والنفسيّ والمعنويّ لهم، تبقى صاحبة الفضل الأكبر على اللعبة، ولها توجَّه التحية وتُرفَع القبّعة إحتراماً وتقديراً لجهود وتضحيات إداراتها الفاعلة على رغم الظروف الصعبة المحيطة بلبنان.

إنّ اللقب العربيّ لفريق "بيروت فيرست" للسيدات، وقبله اللقب المحلي الغالي للرجال، يؤكدان أنّ الأندية شريكة أساسية في بناء مستقبل اللعبة ورسم صورة تفاؤلية مشرقة عنها رغم سوداوية المشهد الوطني العام، وانّ دور إتحاد كرة السلة، كما غيره من الإتحادات الرياضية، هو رعاية لعبته وتنظيم بطولاتها والإشراف عليها لكي تأتي بأفضل حلّة ممكنة، وتشكيل المنتخبات الوطنية بكافة فئاتها من النجوم واللاعبين البارزين والمميّزين الذين سهرت عليهم أنديتهم وأكاديمياتهم وتعبت وضحّت من أجل تقدّم وتطوّر مستواهم الفنّي، أما القول إنّ الإتحادات هي وحدها التي تصنع النتائج، ففيه الكثير من التجنّي والإجحاف بحقّ الأندية التي ترهق صناديقها سنوياً بمئات آلاف الدولارات، وربّما الملايين أيضاً، من أجل أن تصعد بفرقها الى أعلى منصّات التتويج المحلّية والخارجية.

كما للإتحادات وظيفتها الرقابية والتنظيمية المُلزمة، فإنّ للأندية دوراً تنفيذياً وميدانياً أكثر ثقلاً وأكبر عبئاً من إتحاداتها، مع التشديد على أنّ التعاون والتنسيق والتكامل بين الطرفَين يؤسّسُ لمزيد من النجاحات والإنجازات التي تشرّف الرياضة اللبنانية ويكبرُ بها الوطن.