جورج بوعبدو وسيلفانا أبي رميا

شوقي متّى... وداعاً فنان الزمن الجميل

4 تشرين الأول 2022

02 : 01

شوقي متّى

بعد مسيرة طويلة زاخرة بالفن والابداع، توفي أمس الممثل القدير شوقي متى عن عمر يناهز الـ74 عاماً بعدما تعرض لالتهاب رئوي حاد اضطر الأطباء لوضعه على جهاز التنفس الاصطناعي قبل أن يفارق الحياة.



وُلِد الراحل في 28 آذار 1948، وعمل بين لبنان ومصر مقدماً أكثر من 35 فيلماً سينمائياً (ثمانية منها من إنتاجه) بينها «ناجي العلي»، «عودة البطل»، «الصفقة»، «لعبة النساء»، «القرار الصعب»، «رفعت الجلسة»، «حسناء وعمالقة»، «الدنيا نغم»، «قطة على نار»، «الشياطين»، «الكل يحب»، «الأستاذ أيوب»، «شروال وميني جوب»، «غيتار الحب»، «قطط شارع الحمرا» و»الممر الأخير»... بالإضافة إلى ست مسرحيات وعشرات المسلسلات التلفزيونية لعل أبرزها «عشرة عبيد صغار»، «هروب»، «عصر الحريم» وغيرها.





وفور انتشار خبر رحيله، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بكلمات التعزية ونعاه كل محبّ على طريقته الخاصة، فكتب ابنه الممثل كميل متى: «انت القلب والحياة بلاك ما فيها نبض… الله يرحمك».

أمّا وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد المرتضى فغرّد قائلاً: «أخذت القرار الصعب وعدت إلى كواليس الحياة «عودة البطل» من انتصاراته الباذخة. وتشهد الشاشتان والمسرح كم من رحلة نضال إبداعي كنت فيها تمضي من ضوء إلى ضوء وترفع اسمك في فضاء الثقافة الفنية إلى مَراقٍ عالية. شوقي متى، أيها البهي في كل ما مثلت وكتبت وأخرجت، مثلك لا يموت!».

وودّعه الكاتب والمخرج شربل كميل شعيا كاتباً: «سنشتاق إلى ذلك الرجل الحالم الطموح المبدع الذي زرع عبر أعماله الفنيّة وجوه اللبنانيين بالأمل والتفاؤل في عز الحرب الأهلية. كل التعازي للزميل كميل متى وسائر أفراد الأسرة».

بدوره، عبر المخرج كلوفيس عطالله عن الأسى والحزن الذي اعتراه فور معرفته بالخبر كاتباً عبر «فيسبوك»: «وإننا إذ نشعر بالأسف لفقدان ركن بارز من أركان الوجوه الفنية في لبنان والعالم العربي وزميل حبيب نفتخر بانتمائه الى نقابة الممثلين في لبنان، ندعو له بالرحمة في أمجاد وأحضان العزة الإلهية بين الأبرار والصديقين».

أمّا الممثلة ليليان نمري فنعته بالقول: «الكبير والتاريخ الحافل بالسينما والمسرح والتلفزيون، شوقي متى لروحك الرحمة».





قــــــالــــــوا فــــــيــــــه

وفي اتصال مع «نداء الوطن»، رثاه نقيب ممثلي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون نعمه بدوي، واصفاً زميله الراحل برفيق النضال الكبير وقال: «الفراق موجع ومؤلم، وكما يقول الشاعر أنسي الحاج: «شيء منا يموت بانطفاء الأحباء وشيء يحيا. شيء يبكي ذاته وشيء يقول إن لم يكن في الرحيل رجاء لما فارقنا الأحباء»، مضيفاً: «لمع نجمه في مصر مع صديقه نور الشريف في فيلم «قطة على نار» ونال عن دوره جائزة أفضل ممثل.

في بداية السبعينات، أصبح مرغوباً ومحبوباً سينمائياً، لكنه أصرّ على العودة إلى وطنه ليساهم في خلق سينما لبنانية حقيقية، فدخل عالم المسرح والتلفزيون والسينما معشوقته الوحيدة. هذا الفنان الإنسان الأنيق والشهم الأصيل والنبيل الفارس الذي ترجل عن صهوة الحياة وبقي واقفاً وشامخاً كالرمح. صديقي ورفيق النضال سنستمر بتحقيق جميع الأحلام التي عملنا جاهدين لتحقيقها وستبقى أنت خالداً في قلوبنا وفي ضمائرنا وفي الوجدان».

أما نقيب الفنانين المحترفين الممثل جورج شلهوب فقال: «فجعنا اليوم بخبر وفاة الزميل العزيز الخلوق الذي امتنع عن تخويفي عندما كلمته منذ أسبوع للاطمئنان اليه، قائلاً: «أنا بخير ولكن متضايق من صدري شوي». الرحمة لروح هذا الانسان الآدمي النبيل الذي وضع ثروته الفكرية والمادية في سبيل الفن. أتقدم باسمي وباسم النقابة بأحر التعازي لعائلته».

الممثل القدير محمد المولى الملقب بـ»البطل» خسر صداقة ثمينة، وقال عبرنا: «شوقي نجم كبير لعب دوراً مميزاً في لبنان ومصر وضحّى في سبيل السينما ومنحها الكثير. هو المنتج الوحيد الذي تجرّأ على صناعة فيلم مثل «حسناء وعمالقة» من بطولتي وفؤاد شرف الدين. شوقي نجم لا يعوّض وصديق وأخ عزيز خسرته بعدما كنّا على تواصل دائم، حتّى أنني كنت أزوره في المحطة التي كان يملكها على طريق صيدا القديمة»، مضيفاً: «كان محبوباً من كل من عرفه وجمعتنا ذكريات عز وسعادة في فيلم «عودة البطل» الى جانب الراحل صباح سلام والراحل ميشال تابت ومادلين طبر، وفي هذا العمل الذي سلك طريق العالمية قفزنا سوياً عن صخرة الروشة وكسبنا شهرة كبيرة».

كذلك علّق الممثل والمخرج القدير فؤاد شرف الدين قائلاً: «حسناء وعمالقة»، كان أول فيلم سينمائي لي من إنتاج هذا الفنان القدير، وخلال تصويره ربطتني به صداقة مميزة يسودها الاحترام المتبادل. عدنا واجتمعنا في فيلم «القرار» من إنتاجي ثم في فيلم «الممر الأخير»، وفيلم «إيفانوفا».

وتابع: «فرقتنا الأيام واقتصرت لقاءاتنا على الندوات والحفلات لكنها لم تغيّب جمال العلاقة التي جمعتني به. الرحمة لروحه والصبر لزوجته وأولاده. نحن نفقد كبارنا، ونبقى في حضرة الصغار الذين يحاولون تناسي هؤلاء العمالقة الذين علّموهم السير على سكة العظمة والرقي».

بدورها، سارعت الممثلة نضال الأشقر الى التعبير عن حزنها قائلةً: «مثّل الأناقة بحدّ ذاتها. إنسان خلوق يحترم مهنته ومَن حوله ولا أعتقد أنه مرّ في تاريخ السينما والتلفزيون من لا يكنّ له كل الحب والتقدير. عزائي للنقابة وللبنان بشخص غذّى المسارح والسينما بحضوره الجميل».

وأعرب الممثل جهاد الأطرش عن صدمته الكبيرة بوفاة الراحل، قائلاً: «نخسر خيرة الفنانين ويفقد لبنان كل مقوماته من فن وطب ومصارف وجامعات... شوقي أيها النجم الأنيق تمهّل في الرحيل فما زلنا بحاجة لإطلالتك في أفلامنا ومسلسلاتنا. الشاشة يلفّها السواد والكاميرا مرتبكة والميكروفون صامت وصالات العرض مقفلة والأصدقاء مصدومون... كلّهم لم يصدّقوا بعد، أنك رحلت».

بغصة لافتة وصوت مليء بالحزن، عبّرت الممثلة القديرة رندة كعدي قائلةً: «في العام 2005، تعرفت الى هذا الكبير خلال مسرحية «اشلح الطربوش» عندما تشاركت مع فتى الشاشة وجميلها شوقي متى مسرحية «اشلح الطربوش». لا أجد كلمات للتعبير عن حزني. أتذكر جيدّاً عطره وهامته وملابسه المتناسقة التي كانت تبهر الجميع لدى دخوله الى المسرح. كان يملك هيبة المارد وأكثر، خسرنا اليوم إنساناً مبدعاً ومتكامل الصفات. الكبار أمثاله لا يغادرون بل يخلّدون في ذاكرتنا ببصمة فريدة لا تُمحى ولا تقلَّد».

ورأى الفنان غسان صليبا أن «الدراما والسينما اللبنانية خسرت كبار روادها برحيله»، بينما قدّم الممثل يوسف حداد تعازيه لعائلة الفقيد واصفاً إياه بـ»صديق الجميع المحب الخلوق المتواضع الذي لم يشهّر بأحد يوماً». أمّا الممثل يورغو شلهوب فوصفه بالـ»gentleman» قلباً وقالباً واستذكر عمله معه قائلاً: «أعتبر نفسي محظوظاً يوم جمعني به عمل واحد وهو «علقة بالعليّة». فقدنا شخصاً أعطى الكثير للسينما اللبنانية ورسم تاريخاً فنياً كبيراً ورحيله خسارة لنا وللفن».

بدوره نعى المايسترو عبدو منذر الراحل واصفاً إياه بالممثل الراقي والنبيل الذي عرف كيف يؤدي أدواره باحترافية عالية، وأضاف قائلاً: «فقد لبنان قامة كبيرة وممثلاً عظيماً ترك أثراً للأجيال القادمة».

يصل جثمان الراحل عند الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر يوم غد الأربعاء 5 تشرين الأول الجاري إلى كنيسة السيدة في عين الجديدة حيث يحتفل بالصلاة لراحة نفسه في تمام الساعة الرابعة من بعد الظهر، على ان تتقبل عائلته التعازي قبل الدفن وبعده ويوم الخميس 6 تشرين الأول في صالون الكنيسة من الساعة الحادية عشرة قبل الظهر ولغاية السادسة مساءً.