رمال جوني -

سماء لبنان هي خيمة حراك النبطية بعد "الاعتداء السافر"

20 كانون الأول 2019

02 : 00

حراك النبطية يدعو إلى دعمه لإعادة بناء الخيمة

انسحب الهدوء على ساحة حراك النبطية، التي انشغل شبانها بمتابعة مجريات عملية تكليف رئيس الحكومة العتيد، وعليه يتوقف مستقبل حراكهم، رغم تأكيدهم انهم مع رئيس يخرج من رحم الثورة، يحمل هموم الشعب، وليس من رحم السياسة والطبقة التي ساهمت في اعلاء شأن الفساد على حساب التنمية والازدهار.

بترقب تابع المحتجون اجواء التكليف، انقسمت الآراء بين مؤيد لتكليف حسان دياب ومعارض ومتحفظ له، والبعض وضع تسميته في خانة "التجربة وإن على مضص".

واعلن الشاب هشام اعتراضه على تكليف دياب لانه "لا يحمل أهداف الشعب ومطالب الانتفاضة التي اصبح عمرها 60 يوماً"، في المقابل للدكتور اكرم شعيب رأي مغاير فانه يرى ان "دياب لم يلوث كفه بالفساد، وبالتالي يفترض ان نعطيه فرصة، اذ أنه لا يجوز ان نبقى في الفراغ، شرط ان يكون هناك توافق وطني". فيما رأى آخر أنه مع دياب رئيساً "لان البلد لم يعد يحتمل بلا حكومة، رغم تأكيده انه لا يعرفه".

في المقابل استغرب محمد "كيفية التعاطي بملف تشكيل الحكومة"، وقال: "انهم يلعبون اللعبة الطائفية"، مؤكداً "اننا نريد رئيسا بمواصفات الثورة، ينتشل البلد من أزماته ويكون وطنياً".

في سياق متصل عقد الحراك مؤتمراً صحافياً عن انقاذ الخيمة التي جرى تكسيرها وحرقها، وأعلنت خلاله سلام بدر الدين أن "حراك النبطية كان وما زال حراكاً نظيفاً، سلمياً، يحمل اهداف المواطن وهمومه"، وإذ أدانت "التطاول على الرموز الدينية لما يحمله الامر من فتنة مبطنة"، اعلنت "رفضنا القاطع لكل التدخلات الخارجية بالشأن اللبناني".

ولفتت بدر الدين التي تحدثت باسم حراك النبطية الى أن "الإنتفاضة التي تحدث الآن في لبنان بأسره هي حدث تاريخي لم يشهد لبنان مثيلاً له من قبل، وقد جاء نتيجة تراكمات لممارسات سلطة المحاصصة الطائفية السياسية الفاسدة".

واكدت أن "ما حدث في النبطية هو اعتداء سافر على حقوق التعبير وحرية الرأي والتظاهر السلمي التي يضمنها القانون والدستور، وهو (أي الإعتداء) بحد ذاته قمع منظم وأذية للمعتصمين في الساحة". ودعا حراك النبطية كل الساحات للتضامن معه والعمل على دعمه لاعادة بناء الخيمة لتكمل مسيرتها في خدمة الانسان والقضية التي يكمل الحراك سيرها على خط تحقيق المطالب.

وشهدت الساحة "زحمة" محتجين، حضروا للالتفاف حول المطالب المحقة التي ينادون بها. ولا يخفي أحد انتشار الفقر المدقع بين الناس، حتى وصلت بهم الحال الى العجز عن تأمين لقمة العيش، ويشير فراس الى "حضور سيدة فقيرة صباحاً الى الخيمة، تطلب حصة غذائية، لكن للاسف كل الحصص سرقت اثناء الهجوم على الخيمة، محزن ان تقف امام هذا المشهد".

هذا واستقبلت الساحة امهات الاسرى المفقودين، اللواتي حضرن لعرض تجربتهن في العذاب والقهر، وأكّدن اهمية الحرية وتأسيس دولة وطنية تحمي وتحصّل حقوق كل الناس، وعرضت كل ام تجربتها مع فقدانها حضانة ابنها ومعنى الظلم.

حياتياً، يشكو التجار من تراجع الحركة التجارية الى الصفر، ولفت صاحب احد محال "النجارة" الى انه اضطر الى "تسريح عماله الثلاثين بعد توقف حركة العمل، وهذا امر خطير، فالازمة لم تترك احداً".

وفي سياق متصل بدأت صرخة المواطن تعلو اكثر باتجاه العودة الى الارض والزراعة لانها السبيل الوحيد لمواجهة ازمة الجوع الزاحفة، ويسجل المواطنون عتبهم على وزارة الزراعة التي لم تضع خططا تنموية لدعم القطاع الزراعي لما يمثله من قوة اقتصادية محلية.

بالتوازي طغت صرخة مزارعي التبغ، الذين اصطدموا بحاجز المصارف التي حجبت اموالهم وحظرت عليهم سحبها بحجة: "ما في سيولة".


MISS 3