بطريرك الكلدان يُلغي قداديس الميلاد في بغداد

السيستاني يدعو إلى انتخابات نيابيّة مبكرة

02 : 00

ثائر يحمل العلم العراقي في "ساحة التحرير" أمس

في دعم واضح وصريح لأحد أبرز مطالب ثوّار بلاد الرافدين، دعا المرجع الديني الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني أمس إلى إجراء انتخابات نيابيّة مبكرة، لإخراج البلاد من الأزمة التي تعصف بها بين شارع مصمّم على التغيير و"اسقاط النظام" برمّته، وطبقة سياسيّة فاسدة وعاجزة عن التوافق. وقال السيستاني في خطبة الجمعة التي ألقاها ممثله عبد المهدي الكربلائي في مدينة كربلاء جنوب بغداد، إن "أقرب الطرق وأسلمها للخروج من الأزمة الراهنة وتفادي الذهاب إلى المجهول أو الفوضى أو الاقتتال الداخلي... هو الرجوع إلى الشعب بإجراء انتخابات مبكرة".

واعتبر الكربلائي أن الانتخابات يجب أن تأتي "بعد تشريع قانون منصف لها، وتشكيل مفوضيّة مستقلّة لإجرائها، ووضع آليّة مراقبة فاعلة على كلّ مراحل عملها، تسمح باستعادة الثقة بالعمليّة الانتخابيّة"، فيما فشل النوّاب الأربعاء في الاتفاق على إعادة صياغة قانون الانتخابات، وهو الإصلاح الأكبر الذي قدّمته السلطات إلى الثوّار، ورفعوا الجلسة حتّى يوم الإثنين.

وفي وقت تنتظر فيه البلاد رئيس حكومة جديداً، بعدما تخطّى العراقيّون منتصف ليل الخميس المهلة الدستوريّة لتسمية مرشّح، أعربت المرجعيّة عن أملها في أن "لا يتأخر طويلاً تشكيل الحكومة الجديدة، التي لا بدّ من أن تكون حكومة غير جدليّة، تستجيب لاستحقاقات المرحلة الراهنة، وتتمكّن من استعادة هيبة الدولة وتهدئة الأوضاع، وإجراء الانتخابات القادمة في أجواء مطمئنة، بعيدة عن التأثيرات الجانبيّة للمال أو السلاح غير القانوني، وعن التدخّلات الخارجيّة".

وكان لافتاً تعليقات الناشطين العراقيين الساخرة من تصريحات سابقة كان أدلى بها زعيم ميليشيا "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، المدعوم من طهران، وأشار خلالها إلى أن الدعوة إلى انتخابات مبكرة في العراق، هي "مشروع أميركي قد يؤدّي إلى حرب أهليّة". وتفاعل مغرّدون مع تصريحات الخزعلي بقوّة، وطالبوه بتوضيح موقفه من المرجعيّة الدينيّة، وإن كانت تصريحاتها تعني بالنسبة إليه أنّها أصبحت ضمن "المشروع الأميركي".

إلى ذلك، وفي غياب اتفاق بين الكتل البرلمانيّة على الشخصيّة التي ستوكل إليها مهمّة تشكيل حكومة جديدة، أفاد مصدر في رئاسة الجمهوريّة لوكالة "فرانس برس" بأنّ السلطات اتفقت على تأجيل المهلة حتّى يوم غد الأحد، إذ لم يتمكّن البرلمان عند منتصف ليل الخميس من منح الثقة إلى شخصيّة جديدة لرئاسة الوزراء، فيما ينصّ الدستور على أن يقوم رئيس الجمهوريّة مقام الرئيس المستقيل، لمدّة 15 يوماً.

ويبدو أن الإيرانيين ومعهم "حزب الله" يدفعون في اتجاه تسمية وزير التعليم العالي قصي السهيل. وإن كانت حظوظ السهيل مرتفعة في الساعات الأخيرة، إلّا أن كون المشاورات في العراق كصندوق أسرار تخرج منه المفاجأة في "الوقت بدل الضائع"، يجعل من الصعب التكهّن بشكل نهائي. كما يبقى اسم رئيس جهاز المخابرات الوطني مصطفى الكاظمي داخل درج رئيس الجمهوريّة برهم صالح، الذي "يُراهن على اللحظات الأخيرة" لتقديم مرشّحه، وهو ما يضمنه له الدستور، وفق مصادر سياسيّة. لكن الصعوبة تكمن في أن الكاظمي محسوب على الولايات المتّحدة، ما يجعل من الصعب أن يحظى بموافقة طهران، إلّا في حال تسوية أكبر.

توازياً، أعلنت البطريركيّة الكلدانيّة الكاثوليكيّة في العراق إلغاء قداديس ليلة عيد ميلاد المخلّص يسوع المسيح في عموم كنائس بغداد، نظراً للأوضاع الأمنيّة. وأوضح بطريرك طائفة الكلدان في العراق والعالم الكاردينال لويس رافائيل ساكو في بيان ليل الخميس - الجمعة أنه "نظراً للأوضاع الحاليّة والأمنيّة الحسّاسة في بغداد، قرّرت البطريركيّة إلغاء مراسيم الاحتفال بقداديس ليلة عيد الميلاد في 24 كانون الأوّل 2019، في كافة الكنائس التابعة لها في العاصمة بغداد". وأشار إلى أنّه سيتمّ الاحتفال بالقداس نهار العيد يوم 25 الشهر، "بحيث تُرفع الصلوات من أجل إيجاد حلّ مُشَرِّف للأزمة القائمة... وفيه نتشفّع بالدعاء ترحّماً على أرواح الضحايا من المتظاهرين وقوّات الأمن". وكان ساكو قد أعلن في بداية الشهر الحالي أن الطائفة لن تُنظّم احتفالات عامة في عيد الميلاد، احتراماً للقتلى والجرحى الذين سقطوا خلال الثورة العراقيّة.


MISS 3