"ليكُن موضوع النّفط والغاز باباً لإعادة الثّقة".. شيخ العقل: أيّ إنجاز لا يجوزُ أن يُنسَب لجهة معيّنة

14 : 40

دعا شيخ العقل لطائفة الموّحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى الرؤساء والمسؤولين الى "تجاوز الاختلافات والاصطفافات والمناكفات لإنجاز الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها"، معتبرا ان "أي إنجاز يكون بتضافرِ الجهود، ولا يجوزُ أن يُنسَبَ لهذه الجهةِ أو تلك، بل الجميع متأثِّرون بالفشل إذا ما وقع، ومَعنيُّون بالنجاح إذا ما تحقَّق، وهذا ما نرجوه وما نُعوِّلُ عليه في موضوع النفط والغاز ليكونَ باباً لإعادة ثقةِ الناس بدولتِهم وثقةِ المجتمع الدولي بلبنان".



كلام الشيخ ابي المنى جاء خلال زيارتَين قام بهما الى بلدتي ابل السقي والسريرة في قضاء مرجعيون وقضاء جزين، تلبية لدعوة من المشايخ والفاعليات والمجلسَين البلديّ والاختياريّ وأهالي البلدتين، وذلك على رأس وفد من المشايخ ورئيسي لجنة التواصل والعلاقات العامة في المجلس المذهبي اللواء الركن المتقاعد شوقي المصري والثقافة الشيخ عماد فرج، اعضاء المجلس المشايخ: اسعد سرحال، محمد غنّام، فادي العطّار، وسام سليقا وشاهين القنطار، عامر صياغة ورمزي جمّاز.



السريرة

واستهل شيخ العقل زيارتيه الجنوبيتين من منطقة جزين، حيث اقيم له والوفد المرافق استقبال حاشد من المشايخ والفاعليات، العميد غازي كيوان ومختار البلدة حافظ كيوان والاهالي في بلدة السريرة.


كيوان

وألقى المختار كيوان كلمة ترحيب بالشيخ ابي المنى والوفد، مقدماً شرحاً عن "المشاكل التي تعاني منها البلدة وخصوصاً شبكة الخليوي التي تعرضت محطاتها الى السرقة وموضوع المدارس والتدفئة والطبابة والطرقات المؤدية للبلدة".



شيخ العقل

ورد الشيخ أبي المنى بكلمة شكر فيها لأهالي السريرة مودة الاستقبال والحفاوة الطيبة، السريرة بعيدة من قرى الجبل لكنها في القلب، وقد تتأخر المشاريع ولكن يجب ألّا يصيبنا الإحباط"، داعياً إلى "الحفاظ على أرضنا وثروتنا ومياهنا، سمعنا عن المشاكل التي يعاني منها ابناء البلدة وسنتواصل مع المعنيين لمحاولة حلها."


ابل السقي

ثم قصد شيخ العقل بلدة ابل السقي وزار اولا مقام الداعي عمّار في البلدة حيث أُقيم له استقبال كبير من قبل مشايخ البلدة والمنطقة ولا سيما حاصبيا، في حضور المشايخ: ابو فارس مروان فياض، ابو زين الدين حسن غنام، ابو مهدي سلمان دربية، ماجد ابو سعد، ابو نعيم محمد حلاوي وابو ريدان منذر عبد الخالق وغيرهم.


وخلال الزيارة شرح مسؤول المقام الشيخ ابو يوسف رائف غبار لابي المنى والمشايخ أُموراً مُتّصلة بالمقام، شاكرا له "زيارته المباركة للمقام والبلدة".



القاعة العامة

وتوّجه شيخ العقل بعد ذلك نحو القاعة العامة للبلدة وهناك اقيم له استقبالٌ روحيّ ووطنيّ وشعبيّ خارج القاعة العامة للبلدة وداخلها وقد ظللّت المكان لافتات رحّبت بشيخ العقل، مقدّرة زيارته التاريخية وقد حمل عدد منها مواقف وطنية وروحية له، وقرع جرس الكنيسة المجاورة ترحيباً.


شيخ العقل

وكانت كلمة لشيخ العقل قال فيها: "أزورُ بلدةَ إبلِ السقي العزيزة؛ بيدرَ الجنوب الغالي، بزَرعِها الوافر وعيشها الطيِّبِ وأدبِها الشعبيِّ، هذه القريةُ الطيِّبة التي قال عنها ابنُها البار سلامُ الراسي أبو علي: (كانت الشمسُ تشرق في ذلك الزمان من وراء جبل حرمون وتغرب خلف مرجعيون، وقريتُنا قائمةٌ في وسط الدنيا)". 


وتابع: "إنّ مسؤولياتِنا الأخلاقيةَ والروحيةَ والاجتماعية تحتِّمُ علينا كقادةٍ روحيين أن نُطلقَ نداءَ المحبة والأخوّة، وأن نلتقيَ على ثوابتَ وطنيةٍ جامعة، وأن نَحُثَّ الرؤساءَ والمسؤولين، على تنوُّع مواقعِهم وأحزابِهم، لتجاوز الاختلافات والاصطفافات والمناكفات، ولإنجاز الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها، ولشَبك الأيادي من أجل إنقاذ الوطن من حالة التدهور والانهيار، فقوَّةُ لبنانَ في وحدة أبنائه، وأيّ إنجازٍ يكونُ بتضافرِ الجهود، ولا يجوزُ أن يُنسَبَ لهذه الجهةِ أو تلك، بل الجميعُ متأثِّرون بالفشل إذا ما وقع، ومَعنيُّون بالنجاح إذا ما تحقَّق، وهذا ما نرجوه وما نُعوِّلُ عليه في موضوع النفط والغاز ليكونَ باباً لإعادة ثقةِ الناس بدولتِهم وثقةِ المجتمع الدولي بلبنان".


وختم شيخ العقل كلمته: "تحية لعائلات إبل السقي ولأبنائها الكرام، على أمل أن تكونَ زيارتُنا هذه حافزاً لنا لتأكيد الوقوف إلى جانب أهلِنا الأعزَّاءِ في الأطراف، وحافزاً لكم لتكونوا دائماً في قلب الوطنِ تشاركون في بنائه وبقائه، والوطنُ لا يقومُ إلّا بجميع أبنائه، من شمالِه إلى جنوبِه، ومن بقاعِه إلى عاصمتِه وساحلِه، ومن جبلِه الأشمِّ إلى واديه الأزهر، ومن كلِّ طوائفه إلى كلِّ مذاهبِه، حيثُ لكلِّ مكوِّنٍ وجودُه وقيمتُه وكرامتُه وحقوقُه ودورُه، فلا يستقوي أحدٌ على أحد، ولا يُستهانُ بمواطنٍ مهما كان واقعُه أو مجموعةٍ مهما كان عددُ أبنائها، حيث لا فضلَ لأمرئ على امرئٍ، ولا لجماعةٍ على جماعة إلّا بالإخلاص والتقوى، وبالعمل المُجدي، وبالولاء للوطن. تحية لكلِّ وجوه هذه المنطقة الخيِّرة، ولجميع أهلِها الطيِّبينَ الصامدين".