شبكات الجيل الخامس ستُغيّر قطاع التصنيع!

10 : 05

من المتوقع أن تُحسّن شبكات الجيل الخامس اللاسلكية مستوى الأمان والفاعلية والأداء التشغيلي في شركات التصنيع... على كل من يطمح للعمل في مجال التصنيع أن يتجه إلى "أوستن"!

تشمل هذه المدينة "منطقة الابتكار بشبكة الجيل الخامس" التابعة لشركتَي AT&T وSamsung. إنها منشأة بحثية جديدة حيث تثبت شركتا الاتصالات العملاقتان أن شبكة الجيل الخامس ستُغيّر قطاع التصنيع وتنشئ مصانع ذكية تستعمل آلات رقمية ومترابطة. داخل هذه المساحة، تنفّذ الروبوتات مهاماً صناعية معقدة في إحدى المحطات، بينما تكشف سماعات الواقع الافتراضي في محطة أخرى ما سيفعله العاملون لإتمام برامج تدريب مبنية على الواقع المُعزز لتعلّم مهارات جديدة. لا يكتفي زوار تلك المساحة بمراقبة التطبيقات المرتقبة داخل المصانع الذكية في المستقبل القريب، بل يختبرون أيضاً جزءاً من المعدات التي سيستعملها العاملون في تلك المنشآت يوماً.

يكشف هذا المشروع عن جزء من التحديثات التي سيشهدها قطاع التصنيع بفضل شبكة لاسلكية وفائقة السرعة، ويريد تشجيع أصحاب الشركات على بدء التفكير بالاحتمالات المتاحة مستقبلاً.

يقول مو كاتيبي، مدير قسم التسويق في AT&T Business (الجناح المخصص للعملاء في قطاع الأعمال): "مثلما أطلق عالم "التطور طويل الأمد" خدمات Airbnb و Waze والاقتصاد التشاركي، ستُمهد شبكات الجيل الخامس لظهور مجموعة جديدة بالكامل من الشركات الناشئة. ستبتكر هذه الشركات تطبيقات لم يحلم بها أحد بعد".افتتحت شركات AT&T Business وSamsung Electronics America وSamsung Austin Semiconductor (منشأة لتصنيع أشباه الموصلات تستضيف "منطقة الابتكار") تلك المساحة في وقتٍ سابق من هذه السنة. تجدر الإشارة إلى أن "أوستن" سبق وتحولت إلى معقل لرجال الأعمال، وتحتل المدينة المرتبة الأولى على لائحة مجلة "إنك" لأفضل الأماكن لإنشاء الشركات.

في ما يلي ثلاثة تغيّرات متوقعة في قطاع التصنيع بفضل شبكات الجيل الخامس بدءاً من العام 2020:

تدريب الجيل القادم

من المتوقع أن يُستعمَل الواقع المُعزز والافتراضي المبني على شبكات الجيل الخامس (تقنية أسرع من سابقاتها) لتدريب العاملين الجدد والقدامى على مهارات مثل التصليحات الميكانيكية. ستسمح سماعة الواقع المُعزز للعامل بالنظر إلى قطعة من المعدات ورؤية صفحة من التعليمات حول طريقة التصليح. كذلك، يستطيع الموظفون إجراء مؤتمرات عبر الفيديو مع عاملين آخرين عن بُعد لاستشارتهم، ما يسهم في زيادة فاعلية سير العمل وتسريعه.

بيئات عمل أكثر أماناً

يمكن استعمال الكاميرات العاملة بشبكات الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي لتحسين سلامة العاملين. حين يدخل العامل إلى منطقة آمنة ومحصورة (مساحات لا يدخل إليها إلا العامل الذي يرتدي الزي المناسب)، تستطيع الكاميرات أن تمسح المنطقة للتأكد من حصول الجميع على المعدات اللازمة، حتى أنها تمنع فتح الأبواب إذا لم يكن العامل يضع خوذة. توضح شاندرا براون، المديرة التنفيذية لشركة MxD غير الربحية التي تقدم أدوات رقمية مبتكرة للمصانع، بالشراكة مع وزارة الدفاع الأميركية: "إذا تجنبنا مشكلة متعلقة بسلامة العاملين، سنحصد منافع مضاعفة حتماً". في تموز الماضي، أعلنت شركة AT&T عن تعاونها مع "مركز شيكاغو للابتكار" في MxD (يُعنى بتطوير ابتكارات صناعية) لعرض استعمالات شبكة الجيل الخامس وتطبيقاتها.


إدارة مستحدثة لسلسلة الإمداد

قد تتمكن الشركات الناشئة من استعمال شبكة الجيل الخامس أيضاً لتشغيل نسخ مُحسّنة من أجهزة استشعار وكاميرات ترصد الشوائب في المنتجات المُصنّعة. قد تكشف الآلات مثلاً أخطاءً في النماذج الأولية وتوقف الإنتاج وتُحدد الخلل في عملية التصنيع بسرعة فائقة. يسمح الكشف المبكر عن الأخطاء بتقليص الوقت المخصص لتحديد المشكلة والتكاليف المرتبطة بتراكم منتجات غير صالحة للاستخدام. قد يصبح هذا العامل مصيرياً لضمان نجاح الشركة الناشئة أو إعلان فشلها.

لم يتّضح بعد مدى تهافت الشركات على الاستثمار في التقنيات العاملة بشبكات الجيل الخامس، لكن يظن كاتيبي أن الشركات الناشئة ستكون من أوائل الجهات التي تتبنى هذه المقاربة لأنها أكثر مرونة من المؤسسات الأكبر حجماً، وقد تكون أكثر ذكاءً ومهارة في تلبية حاجات السوق.


MISS 3