رئيس بلدية ببنين العبدة: الكوليرا سببُه الإهمال

19 : 31

أعلن رئيس بلدية ببنين العبدة، كفاح الكسار، في بيان، أنّ "ما يحدث اليوم في موضوع انتشار إصابات الكوليرا كان متوقعاً، سببه الإهمال المتواصل لكثيرٍ من مرجعيّات هذا البلد التي لم تكن تستمع لصراخنا عندما كنا نقول إنّ هناك قنبلة موقوتة إسمها المياه، وقد عملنا كثيراً مع مؤسسة مياه لبنان الشمالي ومديرها خالد عبيد مشكوراً، وتواصلنا مع "اليونيسف" والمرجعيّات التي اعتادت ان تُموّل مشاريع ضخ المياه النظيفة للناس، تفادياً لهذه المصائب التي نشهدها اليوم، الا أننا كنا في كثيرٍ من الأحيان نصطدم بعوائق متعددة لا مجال لسردها الآن".


أضاف: "اليوم، نحن في أزمةٍ كبيرةٍ، والامر ليس بسيطاً بل يُمكن تبسيطُه إذا تضافرت جهود الجميع، واخرجنا صوت العقل الى العلن علنا نستطيع جميعاً تفادي كارثةٍ قد تحلّ ليس فقط على ببنين او المحمرة، فالقضيّة الأساسيّة والمركزية هي قناة الريّ التي تجمعُ الأوساخ من أعالي الجرود ومن أقضية وبلدات عدة، مروراً ببنين وصولاً إلى السهل، وهذه القناة تحملُ معها القنابل الموقوتة وكلّ هذه الأوبئة التي أدّت إلى ما نشهده اليوم".


وقال: "تسود حال من الغليان والغضب لم نشهد لها مثيلاً في مناطقنا وشوارعنا، وعتبنا كبيرٌ على وزارة الصحة التي كانت تتعمّد عدم الردّ على اتصالاتنا حتّى بتنا نشعر وكأننا كالايتام على موائد اللئام، فصرنا نعتمد وسائل خاصة ومتواضعة مع بعض الجمعيّات والمؤسسات، مشكورة، كالصليب الأحمر واليونيسف وكاريتاس لبنان، وغيرها من المنظمات التي بادرت لتلبية حاجاتنا ونداءاتنا، إنما هذا لا يُغني أبداً عن دور الدولة التي كانت غائبة كلياً عما يحدث".


أضاف: "أين وزير الطاقة والمياه وهل من أهمّ من حياة الناس وأرواحهم التي باتت اليوم في خطر؟ المصيبة حَلًت على منطقة لبنانيَّة نتيجة مياه ملوثة، فهل رفع الهاتف ليسأل ماذا يحدث؟ كلّا، بالطبع لم يفعل ذلك. كان يجبُ أن يزورنا رئيس الحكومة منذ اليوم الأول، ولكن للأسف الشديد هناك أمور اخرى تشغلهم".


وتابع: "إننا وبفضل المبادرات الشبابيّة، تمكنّا من إيجاد حال من التكاتف والتعاضد الى حدّ كبيرٍ، سيعبر بنا الى سفينة الأمان"، واضعاً هذا "الإهمال برسم الدولة اللبنانية ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي".


وقال: "إنّ زيارة وزير الصحة الموعودة غداً، والتي وعدنا فيها بالحلول، سنحدد على أساسها موقفنا لاحقاً، فإمّا نحن مواطنون كاملو الحقوق، وإمّا هناك أمرٌ آخر سنعهد إليه للمحافظة على حقوقنا".


وعن عدد الحالات، قال الكسار: "حالة واحدة الآن كفيلة بإعلان حال الطوارئ. فالعدد لا يعنينا، لكن إهمالهم سيؤدي إلى إصابة كل الوطن بالكوليرا الفكرية والاجتماعية والضميرية حتى".


أضاف: "محافظ عكّار يتابع منذ اللحظة الاولى الوضع الوبائيّ، وقد أرسلت جمعيات المساعدات، والنائب وليد البعريني هو النائب الوحيد الذي اتصل بنا متابعاً أوضاعنا وحاجتنا".


وتوجه الى أهالي عكار بالقول: "هذا الموضوع لا يعني ببنين وحدها، فقد اعتادت ان تحمل عن عكار كلّ الهموم والمشاكل والوزر ولنا الشرف في ذلك والفخر، فلنقف جميعاً جنباً إلى جنب ونتكاتف، فهذا المرض لا يقتصرُ على منطقةٍ واحدة بل سيمتدُّ إلى معظم البلدات العكاريّة إذا لم تتضافر الجهود. وأوجّه صرخةً لجميع رؤساء البلديّات والمرجعيات الدينيّة وغيرها، للقيام بحملةٍ اجتماعيّةٍ موحدة تمنع حصولَ الكارثة التي بدأ الفتيل الاول فيها في ببنين والمحمرة وادي الجاموس".