شيخ العقل جال ووزير الثقافة في مواقع أثريّة شوفيّة: الثقافة وجه لبنان

17 : 49

قام شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى ووزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال محمد وسام المرتضى بجولة ثقافية على عدد من المواقع التراثية والتاريخية في منطقة الشوف، تأكيداً على الدور الثقافي والتراثي للمنطقة وتشجيعاً لتطويره.


وشملت الجولة محترف عساف التراثي في الورهانية، ومحمية ارز الشوف الطبيعية حيث تم غرس ارزة باسم شيخ العقل، وقصر آل حمادة في بعقلين، ومكتبة بعقلين الوطنية، في مناسبة تكريم الاستاذ شوقي حمادة.


محترف عساف

واستهل ابي المنى والمرتضى الجولة من محترف عساف حيث اقيم لهما استقبال من تنظيم الاخوة عساف ومنصور وعارف اصحاب المشروع، في مشاركة رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي الشيخ عماد فرج واعضاء من اللجنة والمجلس المذهبي والمستشارين والمشايخ رافق سماحته، إلى جانب مدير مكتبة بعقلين الوطنية غازي صعب والمجلسين البلدي والاختياري في البلدة وشخصيات وفاعليات وممثلين عن جمعيات واندية ثقافية واجتماعية من المنطقة. كما شارك مع المرتضى في الجولة وفد من الكونسرفتوار الوطني برئاسة السيدة هبة قواص.


ثم قصد شيخ العقل ووزير الثقافة والحضور أحد اقسام النحت الاساسية التي جرت لشخصيات لبنانية وعالمية فكرية وثقافية وفنية مع شرح من الاشقاء الثلاثة حول بعض التفاصيل والادوات المستخدمة، مروراً بأجنحة العرض لأجزاء منها عبر اقبية وممرات داخلية تحت الارض والمنحوتات الصخرية التي تتمازج مع الطبيعية على شكل المجاري والبرك المائية والغرف والردهات والمجسمات المختلفة التي قام بنحتها الاشقاء الثلاثة لتطبع ابداعهم الفني والحرفي على كثير من محاور المحترف، انتهاء بلقاء تحت سنديانة تاريخية حيث كانت كلمات مقتضبة من أصحاب المحترف والاصدقاء والمشجعين شكرت مبادرة شيخ العقل ووزير الثقافة وتقديرها تشجيعهما المراكز التراثية والثقافية في المنطقة.


شيخ العقل

ورد ابي المنى بكمة حيا فيها "أصحاب المحترف على عملهم الفني والنحتي الذي يعكس حفاظهم على تراث الاجداد الذين اتوا إلى هذه الارض لحماية الثغور فليّنوا الصخور والوعر وعاشوا على هذه الارض وثبتوا فيها دفاعا عن مشرقهم العربي والاسلامي". وقال: "انتم بعملكم هذا وكأنكم تثبتون رسالة الآباء والاجداد. بارك الله بكم وبجهودكم وقد تعرفنا عليها سابقا من موقعنا في مؤسسة العرفان التوحيدية وتعرفنا ايضا اليوم من موقعنا في مشيخة العقل وبصحبة وزير الثقافة ولكي نؤكد بأن للثقافة دورا يجب ألا نهمله كما للسياسة وغيرها، ولكن الثقافة وجه لبنان ورسالته الحضارية، تستحقون كل الشكر والدعم، وان شاء الله يرى المسؤولون ماذا تفعلون".


وزير الثقافة

بدوره، توجه المرتضى الى ابي المنى بالقول: "سماحة شيخ الوعي، الثقافة هي الهوية ولكنها في الوقت نفسه الوسيلة والاداة للتعامل مع كل الازمات التي يواجه بلدنا والسبيل الى الوعي والوظيفة الملتزمة".


اضاف: "زيارة الجبل الاشم اليوم لكي نستحضر اجدادنا في أي ظروف وصلوا الى هنا وثبتوا واستلهام ما هو المطلوب منا كلبنانيين على تنوعنا، وموجب لبنان ككيان سياسي مستقل، أن يكون ملاذاً لهذه المجموعات التي لا مكان آخر لها على وجه الارض، السبب الموجب للبنان التنوع ممّا يفرض علينا جميعا رغم السعي الحثيث لبث حال الاحباط والقنوط في نفوسنا لكي نعي، وبلدنا رغم كل المرارات لا شيء يرقى إلى جماله وروعته وتنوعه، سنكمل رغم كل الظروف والوسيلة للاستمرار ان يعي الجميع أن وظيفته أن يحفظ الجميع ويطمئنهم ويفرح بهم".


وختم: "الشيخ أبي المنى، نحن على هديك بكل ما للكلمة من معنى ونعي أنّ دوركم على قدر من الاهمية فنحن الى جانبكم، ولآل عساف منصور وعساف وعارف كل التقدير للاعمال والثبات والاصرار".


غابة الباروك

بعد ذلك، توجه شيخ العقل ووزير الثقافة والوفد المرافق الى محمية ارز الشوف حيث اقيم استقبال ترحيبي على مدخلها، بمشاركة الشيخ ابو نعيم محمد حلاوي والنائب العام لابرشية صيدا المارونية الخورأسقف مارون كيوان والاب ايلي كيوان ونائب رئيس بلدية الباروك سهيل حلاوي واعضاء من المجلس البلدي ومخاتير البلدة وفاعليات وشخصيات. وقصدا بعدئذ مكان شجرة الارز الاولى في غابة الباروك ضمن محمية أرز الشوف ليغرس أبي المنى شجرة أرز في مكان مميز، حملت اسمه بالقرب من الشجرة التاريخية التي طبعت صورتها على العملة اللبنانية وتسلمه شهادة تقديرية بالمناسبة، في مشاركة وزير الثقافة والوفد المرافق ومدير المحمية نزار هاني وفريق العمل.


وألقى هاني كلمة ترحيبية أكد فيها "فخر الارز الخالد بشيخ العقل وما يستحقه من تقدير للدور الروحي والوطني الكبير الذي يقوم به وفي تكريمه بوضع ارزة لبنانية ضمن هذه الغابة التاريخية التي تعزز تاريخ وتراث ابناء الجبل ومنها الى العالم"، مشيرا الى "اهمية شجرة الارز التي يفوق عمرها 500 سنة، ضمن تنوع بيولوجي يتضمن نحو 1400 نبتة مكتشفة وانواع الحيوانات والطيور حيث الممر الالزامي لها من المكان، بمساحة 5 في المئة من مساحة لبنان، والامتداد الحيوي والآخر جنوب الكرة الارضية، نحافظ على كل هذه القيمة البيئية والسياحية والتراثية بالتعاون مع المجتمع المحلي المحيط".


شيخ العقل

ورد ابي المنى بكلمة شكر فيها ادارة المحمية على المبادرة بغرس ارزة باسمه، قائلا: "الارزة هي رمز لبنان، رمز الصمود والثبات والشموخ والعنفوان وتعني بأغصانها الانفتاح والامتداد كما هو لبنان الرسالة كما قال عنه قداسة البابا، هذا الوطن الذي ينمو ويصمد رغم كل التحديات والاعاصير تماما كما هي الارزة في جبل الباروك وكل مكان، وكل من تزرع ارزة باسمه يجب ان يحمل رسالة لبنان، وتأكيدا على ما نحمله من رسالة لبنان والثقافة والثبات والصمود مهما كانت التحديات والحفاظ على الانفتاح".


بعقلين​​​

المحطة التالية كانت في قصر آل حمادة ببعقلين، حيث كان في الضيوف عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب مروان حمادة ورئيس البلدية عبد الله الغصيني ومسؤول الحزب التقدمي الاشتراكي في البلدة المهندس وائل الفراجي وفاعليات وشخصيات من العائلة والبلدة، وجرى الاطلاع على القصر الاثري ومحتوياته المهمة لا سيما مخطوطاته التاريخية بعد شرح قدمه في هذا الاطار المسؤول طلعت حمادة بما يتضمن من صور ورسومات ووثائق وباقي المحتويات.


تكريم حمادة

وشارك شيخ العقل بعد ذلك في الاحتفال التكريمي الذي اقامته مكتبة بعقلين الوطنية للاديب شوقي اليوسف حمادة، برعاية وزير الثقافة وحضور ومشاركة عدد كبير من الادباء والشعراء والمفكرين ورئيس مؤسسة "العرفان" التوحيدية الشيخ نزيه رافع ومديرة الكونسرفتوار الوطني ومدير المكتبة غازي صعب وحشد من الاهالي.


شيخ العقل

وقال الشيخ أبي المنى: "نلتقي اليوم لتكريم الأستاذ الألمعي شوقي حمادة، ولتكريم أهل الأدب الصحيح واللسان العربي الفصيح، كيف لا وهو من أعطي العلم فقدر، ووهب الفضل فشكر، وهو اللائذ منذ البدء في حمى الإسلام والتوحيد، والعارف بصدق أن ربه غني كريم، لعلنا في هذا اللقاء نبتعد معا، ولو قليلا، عما نشهده في بلدنا من فساد ويأس وانهيار سياسي وأخلاقي واجتماعي واقتصادي، فنعيش لحظة من الأمل والرجاء وحالة من الصفاء والارتقاء".


المرتضى

من جهته، قال وزير الثقافة: "للباحثين أن يتحيروا ما شاؤوا في معنى اسم بعقلين، وأن يختلفوا في نسبة جذره إلى السريانية أو العربية أو سواهما، وأن يتأولوا تاريخها وأخبارها على النحو الذي يريدون. أما بالنسبة لي أنا، كوزير للثقافة في الجمهورية اللبنانية، فتكفيني منها صفات ثلاث، لا أظنها اجتمعت في أي مدينة أو بلدة أو دسكرة أخرى من أرض لبنان. ​أولها أن بعقلين "مدينة التواصل الثقافي"، سميت هكذا بموافقة رسمية من وزارة الثقافة، منذ عشرين عاما بالتمام والكمال. وأن هذه التسمية، كما نقول في علم القانون، ذات مفعول إعلاني لا إنشائي، أي أنها جاءت وصفا لواقع الحال الذي وسم حراكها الثقافي على امتداد سنين، في مجالات كثيرة أخص منها، وفقط، في معرض مناسبة هذا اليوم، مجال الأدب العربي شعرا ونثرا وعلوم لغة، منذ أيام الشيخ أحمد تقي الدين شاعر القضاة وقاضي الشعراء، بل قبله، مرورا بكبار تضيق الدنيا بسعة أسمائهم، وصولا إلى شوقي حمادة الجالس سعيدا على أريكة الضاد".

MISS 3