سوناك يدخل التاريخ ويرث أزمات بريطانيا المتراكمة

02 : 00

سوناك (أ ف ب)

بعد هزيمته في الصيف الماضي أمام ليز تراس، دقّت ساعة الثأر بالنسبة لريشي سوناك ليُصبح أوّل رئيس وزراء لبريطانيا من أصول آسيوية، لكنّه يرث في الوقت عينه أزمات متراكمة واقتصاداً كان في طريقه إلى الركود.

وبعد انتخابه رئيساً جديداً لحزب المحافظين، تعهّد سوناك تحقيق «الاستقرار والوحدة» في المملكة المتحدة، وقال: «نحتاج إلى الاستقرار والوحدة، وجمع الحزب والبلاد سيكون أولويّتي القصوى»، معتبراً أن «المملكة المتحدة دولة عظيمة لكن لا شكّ في أننا نواجه تحدّياً اقتصاديّاً عميقاً».

وسيُصبح وزير المال السابق رئيساً جديداً للحكومة البريطانية بعدما فاز في السباق إلى «10 داونينغ ستريت» على أثر عدول بوريس جونسون عن الترشّح وفشل منافسته بيني موردونت في التأهّل.

وبذلك، سيدخل سوناك البالغ من العمر 42 عاماً التاريخ كأوّل شخص غير أبيض يُدير حكومة المملكة المتحدة. وهو حفيد مهاجرين من أصول هندية ومصرفي سابق ثري، سلك الطريق المعتاد للنخبة البريطانية.

ويأتي فوز النائب الذي أدّى اليمين أمام البرلمان على «البهاغافاد غيتا»، وهو أحد النصوص الأساسية للهندوس، في الوقت الذي يُحيي فيه الهندوس عيد الدويلي. وبمجرّد تسليم استقالة تراس رسميّاً إلى الملك تشارلز الثالث، سيُكلّف الملك سوناك بتشكيل حكومة جديدةً.

وهذا الصيف، حذّر سوناك المحافظين من أن برنامج تراس «غير واقعي» ومن أن تخفيضها الهائل للضرائب سيؤدّي إلى ارتفاع أسعار الفائدة. وبعد أن أثبت أنه كان على حق، لم يدل المحافظين بدلوهم. وحصد حذره المتعلّق بالموازنة الطمأنينة.

وفي إشارة إلى عودته بقوّة، بعد قرابة شهرَين من «الصمت الإعلامي»، استقطب معظم داعمي جونسون. وهو إنجاز لمَن عانى من سمعة «الخائن»، بعد أن استقال من الحكومة في مطلع تموز، ثمّ تبعه حوالى 60 من زملائه، ما أجبر جونسون على الاستقالة بعد سلسلة من الفضائح.

ويأتي نجاح سوناك تتويجاً لصعوده السريع داخل حزب المحافظين. وبعد 5 سنوات من انتخابه نائباً عن يوركشاير (شمال إنكلترا) في العام 2015، تبوّأ منصب وزير المال قبيل ظهور «كوفيد». ثمّ حظي هذا المؤيّد الكبير لـ»بريكست» بشعبية عبر توزيع مليارات الجنيهات الاسترلينية من أموال الدولة كمساعدات عامة خلال الوباء.

لكنّ ثروته التي جمعها خلال مسيرته المهنية في عالم المال ومن خلال زواجه من أكشاتا مورتي، ابنة ملياردير هندي، أثارت أحياناً الضيق، في الوقت الذي كان فيه البريطانيون يشدّون أحزمتهم. وعلى سبيل المثال الفيديو الذي يجري تداوله بانتظام وهو يُقرّ ضاحكاً عندما كان شاباً بأن لا أصدقاء لديه من الطبقة العاملة.

وفي السنوات الأخيرة، أثارت ملابسه الباهظة والبالغة الأناقة وأسلوب حياته في فيلا فخمة في دائرته الانتخابية، الانتقاد. ووُلد ريشي سوناك في 12 أيار 1980 في ساوثهامبتون، على الساحل الجنوبي لإنكلترا، وهو الابن الأكبر بين 3 لطبيب عام وصيدلانية. هاجر أجداده المولودون في الهند، من شرق أفريقيا إلى المملكة المتحدة في ستينات القرن الفائت.

وسرعان ما انضمّ سوناك إلى النخبة من خلال الالتحاق بكلية وينشستر، وهي مدرسة داخلية مرموقة للبنين. ثمّ درس العلوم السياسية والفلسفة والاقتصاد في جامعة أكسفورد الشهيرة في إنكلترا وجامعة ستانفورد في الولايات المتحدة الأميركية.


MISS 3