قاعة الرقص التاريخية كليرشنز بولهاوز في برلين تواجه مستقبلاً مبهماً

11 : 06

تواجه قاعة الرّقص الشهيرة "كليرشنز بولهاوز" في برلين مستقبلاً غامضاً إذ ستقفل أبوابها مع بداية السنة الجديدة لتخضع لأعمال ترميم من دون أن يعرف أحد موعد إعادة افتتاحها.

وقد شهدت هذه القاعة الشهيرة التي تعود إلى 106 أعوام على أحداث كثيرة بدءاً برقصة التانغو الأولى فيها وصولاً إلى الرومبا الكوبية التي حظّرها النازيون، كما أن المخرج كوينتن تارانتينو استعان بها أخيرا لتكون مسرحاً لتصوير أحد مشاهد أفلامه.

وبعد انتهاء حفلة رأس السنة، ستغلق القاعة أبوابها اعتباراً من الأول من كانون الثاني لتخضع لأعمال ترميم بعد استحواذ مالكين جدد عليها ولا يعلم أحد تاريخ إعادة افتتاحها.

لكن يسيطر قلق كبير على رواد هذه القاعة التي تجمع الصغار والكبار لأن عدداً متزايداً من النوادي الليلية في برلين أغلقت في السنوات الأخيرة بسبب الارتفاع الحاد في أسعار العقارات.

ولم يجدد صاحب القاعة الجديد العقد مع المدراء الذين أشرفوا عليها خلال السنوات الـ15 الماضية ولا مع فريق العمل. لكن يورام روث المستثمر العقاري المولود في برلين والذي اشترى القاعة العام الماضي، حرص على تبديد هذه المخاوف.

وقال روث الذي يملك معارض صور ومطاعم في نيويورك وكوبنهاغن لوكالة فرانس برس "هدفي هو حماية كليرشنز بولهاوز".

وأوضح المالك الذي يخطط لتأجير القاعة لتكون موقعاً تنظم فيه الحفلات أن العمل سيبدأ بتجديد نظام إنذار الحريق من دون أن يحدد تاريخ إعادة افتتاحها.

وقالت ماريون كيزوف وهي إحدى الزبائن المنتظمين ومؤلفة كتاب عن قاعة كليرشنز بولهاوز إن الخوف الرئيسي لدى رواده هو أن يتوقف "عن كونه مكاناً شعبياً ومتاحاً للجميع في منطقة راقية".

وأضافت أنها ما زالت "لا تصدق" أن قاعة الرقص ستغلق أبوابها موضحة "يشبه الأمر عندما تسمع خبر وفاة ولا يمكنك تخطيه".

وتحوّلت المنطقة المحيطة بكليرشنز بولهاوز، وهي القلب التاريخي لبرلين، في العقد الأخير بعد توافد المستثمرين الذين جذبهم ازدهار قطاع العقارات.

وقد أصبح مرقص كليرشنز بولهاوز المحاط بصالات عرض فنية ومطعم حائز نجمة ميشلان، بأسعاره المعقولة وواجهته البالية، حالة شاذة.

واضطر العديد من الملاهي الليلية في برلين إلى إغلاق أبوابه في السنوات الأخيرة كما أن أماكن مماثلة أخرى مهددة.افتتحت قاعة كليرشنز بولهاوز خلال عهد الامبراطور فيلهلم الثاني في 13 أيلول 1913 وتمكنت من الصمود في الحربين العالميتين.

وهي شهدت على بناء جدار برلين وعلى انهياره واستعان بها المخرج كوينتن تارنتينو لتصوير مشهد من فيلم "إنغلوريس باستردز" كما زارها الأمير وليام وزوجته كايت في العام 2017.

في أعلى درج قديم في القاعة، غرفة جدرانها مقشرة ومعلقة عليها مرايا كبيرة قالت كيزوف إنها تصدعت بفعل القنابل التي أسقطت خلال الحرب العالمية الثانية.

وفي فصل الصيف، توضع الطاولات في الخارج، وتتدلى الأنوار من الأشجار.

وسمّيت قاعة الرقص تيمنا باسم مالكتها الأولى وهي كلارا بوهلر التي أدارتها لأكثر من نصف قرن، في القسم الشيوعي من المدينة المقسمة.

وكليرشن هو تصغير لاسم كلارا.

وأصبحت القاعة مكاناً معروفاً للعازبين ليجدوا الحب خلال دروس الفالس التي كانت تعطى في أيام الأسبوع أو خلال عطلة نهاية الأسبوع عندما كانت تعزف فرق أوركسترا كبيرة.

ولاحقاً، أدار هذه القاعة غونتر شميدتكه لخمسين سنة وهو كان دائما يوجه النصائح إلى الفتيات اللواتي يأتين بحثاً عن الحب.

وكان هذا الرجل ذو الشاربين الأبيضين الذي تقاعد في العام 2015 في سن الحادية والثمانين، يقول للوافدات الجديدات "لا يأتي إلى هذا المكان فارس الأحلام فقط!".

MISS 3